قصة الحب و القدر.

الكاتب: ولاء الحمود -
  قصة الحب و القدر.

  قصة الحب و القدر.

 

يحكي أن في يوم من الايام كانت هناك فتاة رقيقة جميلة تعمل في احدي الشركات الشهيرة، التي تعمل في مجال السياحة، وكان جميع زملائها يكنون لها كل الحب والتقدير لأنها كانت مجتهدة وملتزمة وناجحة وطيبة مع الجميع، إلا انها كانت انطوائية بعض الشئ، فكانت تحب العزلة والجلوس بمفردها والتركيز في عملها، ولكن هذا لم يمنع الناس من معرفة مدي تميزها وطيبة قلبها، وعاشت هذه الفتاة الجميلة طوال عمرها لم ترتبط بأي شاب ابداً، علي عكس جميع زميلاتها في العمل، وهذا سبب غيرتهن منها باستمرار، فكانوا يشعرون انها مختلفة عنهن جميعاً .

وكان هناك زميل لها يعمل في نفس الشركة، كان دائماً يحاول التقرب منها، وبمرور الوقت نمت بينهما علاقة صداقة قوية جداً، وذات صباح لاحظ هذا الشاب ان فتاته الجميلة عابسة فسألها عن سبب حزنها فأخبرته عن سبب حزنها انها لا تزال حتي هذا الوقت وهي في عمر الخامسة والعشرين لم ترتبط بأي شخص في حياته، وهي تشعر أنها غريبة عن عالمها الذي تعيش به، فجميع الفتيات حولها سعداء ومرتبطين باشخاص جيدين ولم يتبقى سواها وحيده بدون شخص في حياتها يشاركها نجاحاتها وافراحها .

ابتسم الشاب وقال لها : انا افهمك واشعر بك جيداً، فأنا دائماً افكر انني الشاب الوحيد الذي لم يفكر ابداً بالارتباط طوال حياته، واستمع دائماً الي القصص التي يحكيها زملائي عن الفتيات في حياتهن، واشعر انني غريب ومختلف، نظرا لبعضهما نظرة غريبة وها قد تواردت الي ذهنهم نفس الفكرة في نفس الوقت تقريباً، سبقها هو في الحديث قائلاً : هل خطر علي بالك ما فكرت به ؟ حاولت ان تخفي ضحكتها وهي تقول : نعم، ما رأيك ان نفعل هذا ؟ ازداد حماسه وهو يجيب : بالتأكيد، لنلعن الآن جميع زملائنا اننا ارتبطنا ونبين لهم مدي جمال وروعة العلاقة التي تجمعنا حتي نظهر في صورة عاشقين امام الجميع، ونستمر في هذه اللعبة لمدة اسبوع فقط .

ضحكت الفتاة وهي تجيبه : وهكذا احل مشكلتي امام زميلاتي ولا اشعر معهن بالاحراج او الاختلاف بعد ذلك، وضحك هو الآخر قائلاً : وانا ايضاً اتمكن من قول انني قد مررت بقصة حب عنيفة امام الجميع، وهكذا اتخلص من سخرية واستهزاء كل من يعرفني، احسا براحة وسعادة كبيرة لهذه الفكرة واتفقوا علي أن يبدأوا علي الفور التمثيل أنهما حبيبان، فأخذها الشاب الي مكان رومانسي جميل علي شاطئ البحر حتي يظهروا الناس مدي حبهم وتفاهمهم وسعادتهم معاً .

وفي اليوم التالي اخذها لمشاهدة فيلم رومانسي جميل في السينما ثم تناولا العشاء معاً في مكان رائع، وطلب لها القهوة، وكان في المكان عرافاً يقرأ الفنجان، اقترب منهما وعرض عليهما قراءة الفنجان مما زاد من حماسهما وقبلوا الامر علي الفور، بعد أن نظر العراف طويلاً في فناجين القهوة قال لهما بصوت حزين : ستمتعا بكل لحظة تعيشونها ولا تفترقا وأبذلوا كل طاقتكم للحفاظ علي السعادة واللحظات المميزة، ثم تركهم ومضي دون أن يطلب المال أو يقول شيئاً آخر .

وفي نهاية الاسبوع اتفقا الشابان علي ان يلتقيا حتي يقررا معاً ماذا سيفعلا خلال الايام المقبلة، وفي الموعد المحدد جلست الفتاة تنتظر الشاب طويلاً ولكنه لم يأت، شعرت بالقلق الشديد عليه، فهو لم يعطيها ابداً موعداً ويخلفه منذ ان عرفته، حاولت الاتصال به كثيراً ولكن دون جدوي فقد كان الهاتف مغلقاً ، فقررت الخروج من المقهي والذهاب الي منزلها فقد تأخر الوقت وشعرت بالضيق الشديد .

وما إن خرجت الفتاة من المقهي حتي وجدت اشخاص يتحدثون عن شاب تعرض لحادث مؤلم جداً منذ وقت قليل، شعرت بشئ قريب في قلبها جعلها تسأل هؤلاء الاشخاص في لهفة عن مواصفات هذا الشاب، وأخذ قلبها يخفق بشدة وهي تستمع الي المواصفات التي تطابق مواصفات حبيبها المزيف تماماً .

جاءتها مكالمة هاتفيه فأجابت باصابع مرتعشة وصوت يرتجف، وعرفت من المتصل ان حبيبها قد تم نقله الي المشفي، وقاموا بالاتصال بآخر شخص كان علي تواصل معه، وكانت هي، اسرعت الفتاة الي المشفي وهي منهارة واخذت تسأل الاطباء عن حالته في لهفة ولكن الطبيب نظر إليها في شفقة وهو يقول : لقد وجدنا هذا مع المرحوم عندما تم نقله .. انهارت بالبكاء وفتحت الجواب غير مصدقة ما يحدث، وكانت تحاول أن تفتح عينها حتى يتسنى لها قراءة أخر كلمات تركها في هذا الخطاب .

ولأول مرة شعرت أنها تكن له حب حقيقي في قلبها، واكتشفت ايضاً من خلال اسطر الجواب ان روحه قد تعلقت بها بمرور الايام، وانه احس ايضاً بحبها، وكان يتمني ان يكمل معها حياته، وتكون اماً لاولاده بعد أن اكتشف شخصيتها الجميلة واعجب كثيراً بها .. واخبرها ايضاً في جوابه انه يتمني كثيراً ان يعطيها هذا الجواب ويعترف لها بحبه ولكنه يخشي رفضها، هرعت الفتاة الي غرفته رغم محاولات الممرضات في منعها، واقتربت من سريره ورفعت عن وجهه الغطاء وهي تصرخ : أنا أيضاً أحبك، لقد تمنيت كثيراً أن لا تنتهي هذه الأيام لأظل معك، لقد تمنيت أن نبقى معاً للأبد .. ولكن للاسف كان الوقت متأخر كثيراً .

 

شارك المقالة:
82 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
2

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook