يحكي أنه في مزرعة بعيدة ، وكان يعيش هناك تاجر نشيط ، يراعي عمله بجد دائمًا ، كان يتاجر في الملح ، وكان لديه حصان كسول جدًا ، يحاول دائمًا التهرب من عمله ، وكان التاجر دائمًا يحمله أكياس من الملح ، لينقله من مدينة إلى أخرى .

الحصان الكسول :
فينادي التاجر على الحصان قائلًا : استيقظ أيها الحصان ، أريد أن أحملك أكياس الملح ، لتذهب بها إلى المدينة ، عبر النهر لنبيعها ، فقال الحصان في نفسه : أنا متعب جدًا اليوم ، لما عليّ أن أعمل كل يوم ، أنا أريد أن أنام اليوم ولا أعمل ، ولكن لابد من أن أحمل الملح وأذهب به .

سقوط الحصان في النهر :
فقام التاجر بتحميل الحصان بالملح ، وقال له : اذهب أيها الحصان واعبر الجسر ، وأنا سوف احضر طعامي وألحق بك ، وبينما كان الحصان بعبر الجسر ، انزلقت قدماه وسقط في النهر ، وهو يحمل على ظهره أكياس من الملح ولكن الملح ابتل بالماء ، وذاب جزءًا منه في الماء ، فسبح الحصان في الماء حتى خرج من النهر ، وبعد خروجه لاحظ أن وزن الملح أصبحت أخف ، فقال لنفسه : يا لها من فكرة جيدة . كل مرة سأقع في النهر ليقل وزن الملح ، عن ظهري وآمل أن سيدي التاجر لا يعلم ذلك .

عودة التاجر لمنزله :
وعندما وصل التاجر إلى المدينة ليبيع الملح ، وجد وزن الملح نصف وزنه ، فاعتقد التاجر أنه أخفق في تقدير الوزن ، فباع التاجر الملح المتبقي ، وعاد ومعه حصانه إلى بيته .

صدمة التاجر :
وفي صباح اليوم التالي ، حمل التاجر مجددًا أكياس الملح على ظهر الحصان ، وذهب ليحضر طعامه ، وذهب الحصان قبله نحو المدينة ، ثم وصل للجسر ، وقرر أن يجرب حيلته قبل أن يأتي التاجر ، وعندما وصلوا إلى المدينة ووزن التاجر الملح ، وجد أن وزنه ربع وزنه عند التحميل !. أتصدم التاجر ، وقد تكرر الأمر مرارًا وتكرارًا .

التاجر يكشف حيلة الحصان ويقرر أن يلقنه درس :
وذات يوم تتبع التاجر الحصان ، واختبأ وراء الشجيرات ، وفوجئ التاجر عندما شاهد ما يفعله الحصان ، وكشف حيلته ، وقرر التاجر أن يعلم ذلك الحصان درسًا لن ينساه .

حيلة التاجر :
في اليوم التالي ، ملأ التاجر الأكياس بالقطن بدل من الملح ، وربطهم على ظهر الحصان جيدًا ، وطبقًا لعادة الحصان ، أسقط الحصان نفسه في الماء ، ولكن تلك المرة لم يستطع الحصان النهوض ، بسبب ثقل أكياس القطن ، التي زاد وزنها مع الماء ، فأصبحت أثقل بكثير ، تعجب الحصان وحاول النهوض مرة أخري  ، فنهض بصعوبة ، وتحرك بصعوبة ، ثم سقط على الأرض من شدة التعب .

الحصان يتعلم درسًا لن ينساه أبدًا :
هنا ظهر التاجر أمامه ، وضحك عليه وقال له : أيها الحصان هذا عملك ، أنا أعمل بجد وأرى عملي ، ومن الحماقة فعل الحيل لخداع الآخرين ، فكان لابد أن أعلمك درسًا حتى لن تكرر حيلتك وتهرب من العمل ، فتعلم الحصان الدرس ولم يهرب مجددًا بأي حيلة .