قصة الحكيم سي من باو

الكاتب: رامي -
قصة الحكيم سي من باو
عاش في القرن الخامس قبل الميلاد رجل ذكي ومتمكن يدعى سي من باو ، كان له من الحكمة ورجاحة العقل ما جعل الملك يرسله ليتقلد أمور الحكم بمحافظة يه شيان ويصبح الرئيس هناك ، وحينما وصل سي من باو واستلم مقاليد الأمور دعا بعض الشيوخ ذوى السمعة الطيبة لمعرفة مشاكل أبناء المنطقة .

فأخبروه أن أشد ما يؤلمهم هو طقس سنوي يحدث في المملكة لاختيار زوجة إله النهر ، وهى مشكلة جعلت محافظة يه شيان فقيرة جدًا وبائسة ، ففي هذه المحافظة التي تقع على ضفة النهر الأصفر حكاية تقول أن في النهر إلها يرسل المياه ويتحكم بالفيضان .

وعلى أبناء المحافظة أن يختاروا له كل زوجة كل عام لكي يرضى عنهم ويرسل الخير ، وإلا سيغضب عليهم ويسبب فيضانات تغرقهم جميعًا ، لذلك ظل بعض المسئولين والسحرة بهذه المحافظة يجتهدون في الترويج لتلك الأكاذيب ، ويفرضون المال والرسوم بحجة إرضاء الإله لاقتسامها فيما بينهم .

وتركوا أبناء المحافظة يعانون من الظلم الفقر وخاصة الفتيات اللواتي كان يحكم عليهم بالرمي في النهر بحجة إرضاء الإله ، ففي وقت معين من السنة كان هناك ساحرة عجوز تتجول بين الناس لاختيار فتاة جميلة كعروس الإله ، ودائمًا ما يقع الاختيار على واحدة من العائلات الفقيرة .

فيتم أخذها من عائلتها قسرًا ، لحين تحديد موعد زواجها من اله النهر، وفي ذلك اليوم يزينون الفتاة ويلبسونها أجمل الحلي ثم يضعونها على بساط من الحصير ، ويلقونها به في النهر، فتغرق الفتاة تدريجيًا حتى تختفي تمامًا ، وبعد ذلك تقيم الساحرات مراسم الاحتفال بهذا الزواج .

وفي أحد الأعوام ومع حلول موعد زواج اله النهر ، كان الحكيم سي من باو مع جنوده على ضفة النهر ، ورأى بعض الأغنياء وأصحاب النفوذ والمسئولين بالحكومة ، ومعهم الفتاة المختارة يستعدون لإلقائها في النهر ، وكانت تتزعمهم ساحرة كبيرة السن .

فطلب سي من باو رؤية الفتاة المختارة للزواج من إله النهر المزعوم ، وبعد أن ألقى نظرة عليها قال للجميع : إن هذه الفتاة غير جميلة ، ولا تستحق الزواج من اله النهر ، لكن الإله ينتظر لاستقبال زوجته اليوم ، إذن لنطلب من الساحرة أن تزور اله النهر لتخبره بهذا الأمر .

ثم أمر الجنود بإلقاء الساحرة في النهر ، وبعد قليل ، قال سي من باو :  لماذا لم تعد الساحرة حتى الآن ؟ لنرسل إحدى تلميذاتها إلى النهر لاستعجالها ، ثم أمر بإلقاء تلميذه للساحرة في النهر ، وبهذا الأسلوب ، ألقى الحكيم ثلاث تلميذات للساحرة في النهر .

وأعجب الجميع بحكمة هذا الرجل الذي كان يتظاهر بأنه ينتظر باحترام ردًا من إله النهر ، وبالطبع مر الوقت دون أن يحدث شيء فقال الحكيم يبدو أن اله النهر يكرم ضيوفه ولا يسمح للمبعوثات بالعودة ، إذن لنرسل شخصًا آخر لاستعجاله .

ونظر إلى المسئولين الذين كانوا يروجون لتلك الأكاذيب ، لكنهم سارعوا بالركوع أمامه وطلبوا العفو منه وعدم الأمر بإلقائهم في النهر ، واعترفوا بكذبهم أمام الشعب فقال سي من باو لجميع الموجودين بصوت عال : (إن زواج إله النهر خدعة ، وإذا روج شخص لهذا الأمر فيما بعد ، فسألقيه في النهر لزيارة إله النهر) .

ونجح سي من باو بحكمته في كشف هذه الخدعة التي ظل الناس في الصين يصدقونها فترة طويلة ، وبذكائه حمى فتيات المحافظة من المصير السيئ ، وأدار الحكم بشكل جيد وعاش الناس تحت إدارته عيشة سعيدة وذهب عنهم الفقر والجوع وأصبحوا لا يؤمنون بكل الخرافات .

شارك المقالة:
64 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook