قصة الحمار الراقص

الكاتب: رامي -
قصة الحمار الراقص
صدق رسولنا الكريم حين قال ، رحم الله امرؤ عرف قدر نفسه ، فلكل شخص مهارات وقدرات خاصة به ، وهبها الله إياها من أجل أن يبدع في عمل ما ، وليست قدراتنا جميعًا واحدة أو مكررة ، بل لكل منا قدر وقدر يمكنه من خلالها أن يصنع ما هو جميل ، ويتحمل بعض الشقاء في سبيل أن ينتج شيئًا جميلاً ونافعًا ، وكذلك الحيوانات والدواب التي سخرها الله لنا من أجل خدمتنا ، والقيام ببعض الأعمال المختلفة لنا ، وكل منهم له قدرته الخاصة والمميزة أيضًا .

للأسف يعمي الطمع وقلة الرضا ، البعض عن مشاهدة قدراتهم أو رؤيتها بنظرة صحيحة ، نظرًا لأنهم ينظرون لقدرات من حولهم ، فيعميهم ضيق بصرهم وبصيرتهم عن رؤية ما لهم ، ولعل حمار قصتنا الغاضب غير الراضي ، فعل مثل هذا الأمر .

فهو ينظر إلى من حوله ويشعر بأنهم مرفهون ، في حين يستخدم هو لحمل الأشياء الثقيلة ، ويجذب الساقية من أجل رفع دلو المياه ، ويدر الماء الوفير من أجل ري المزروعات ، ويستخدمها أصحاب الاسطبل الذي يعيش به ، في تنظيف المكان له وإطعامه وسقي الماء لغيره من الحيوانات التي تمكث معه داخل المزرعة ، ولكن الحمار الغاضب الناقم على حياته وعمله لم يكن يعجبه هذا الأمر .

ففي أحد الأيام عاد الحمار من عمله بالحقل ، ودخل إلى البيت الذي يعيش به ، ولكن في الطريق إلى بيته رأى الشخص الذي يعمل لديه وقد وقف يداعب كلبه ، ويقذف إليه بقطع الحلوى والطعام ، ويسامره ويربت على شعره الجميل ، والكلب يتراقص أمامه وهو سعيد للغاية باهتمام صاحبه به ، فغضب الحمار بشدة وتساءل بحنق شديد ، لماذا يداعب صاحبه هذا الكلب ، وينساه هو ويتركه لحمل الأشياء الثقيلة ؟

فكر الحمار قليلاً وهو في ضيق شديد ، وقال لنفسه يبدو أن صاحبي يداعب الكلب نظرًا لأنه جميل ، أو لأنه يرقص له كلما داعبه ، فهو يهز ذيله باستمرار ويضحك الأولاد ، وعندما يفعل مثل تلك الحركات الراقصة ، وفكر الحمار لماذا لا أرقص مثل الكلب هذا ؟

ظل الحمار طوال الليل يفكر كثيرًا ، بشأن مسألة الرقص أمام صاحبه ، وقال في نفسه إذا ما رقصت أمام صاحبي هذا ، ولسوف يعطيني الكثير من الذرة والشعير ، ولن يحملني الكثير من الأثقال كل يوم وسوف يسعد بي ، بالإضافة إلى تواجدي مع الأولاد ومعه ، نتسامر ونضحك سويًا ، فأنا أقوى من هذا الكلب الضعيف ، وسوف أصبح أفضل منه في الرقص بفضل قوتي .

لاح الصباح في اليوم التالي ، وقام الحمار يشد في حبله ، الذي يربطه داخل الاسطبل ، حتى انقطع فخرج يجري مسرعًا نحو منزل صاحبه ، وبدأ يرفس ويرقص وما أن رأى صاحبه ، حتى ركض نحوه في محاولة منه للقفز على كتفيه ، كما يفعل كلبه ولكن صاحب البيت ، فزع من هجمته بشدة وأخذ يركض محاولاً الابتعاد عنه ،  في حين صرخ الأولاد في فزع شديد من الحمار .

أخذ الحمار ينهق ويرفس ، حتى تكسرت الأطباق ، وسقطت كتب الأولاد أرضًا وتمزقت أوراقها ، وكُسرت المنضدة وتحطم المنزل ، إثر ضربات الحمار القوية بالمنزل .

أتى الجيران وحاولوا الإمساك بالحمار وبالفعل تمكنوا من تقييده لإنقاذ جارهم وأولاده من الحمار اللعين ، وبدؤوا يوسعون الحمار ضربًا وركلاً ، ومن بينهم صاحب المنزل الغاضب ، فشعر الحمار بفشل خطته ، وأنه قد أخطأ في حق صاحبه وظلم نفسه ، وندم بشدة على ما فعل ، واقتنع أن لكل حيوان منهم قدرات خاصة ، وهبه الله إياها لتحمل المشقه أو الركض بسرعة .

شارك المقالة:
47 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook