قصة الحورية الصغيرة والعشبة الجالبة للحظ

الكاتب: رامي -
قصة الحورية الصغيرة والعشبة الجالبة للحظ
العمل قيمة كبيرة يجب علينا أن ندركها ، فلا شيء يأتي بالقوة أو السحر أو الحظ ، وإنما بالعمل والإيمان بحسن جزاء الله لنا ، على دقة عملنا وحرصنا على تقديمه بأكمل وجه ، وبذل الجهد المستطاع في تنفيذه .

في أحد الأيام وبينما كانت الحورية الصغيرة ، تجلس فوق الصخور إلى جوار كنز خبأته ، جاءها من عالم البشر ، وكان الكنز عبارة عن مجوهرات براقة ونادرة ، فوضعتها الحورية داخل قوقعة ممردة ، وكانت تذهب إليه كل يوم للاطمئنان عليه ، ومشاهدة جماله الخلاب .

كان للحورية صديق من الطيور المائية ، وهو طائر النورس الذي كان يأتيها دائمًا ، بأثمن الهدايا والتذكارات من أجل أن تضيفها ، إلى الكنز الثمين الذي تحتفظ به ، وفي أحد الأيام أتى طائر النورس ، ووجهه متهلل فرحًا وأخبر الحورية ، بأنه قد أحضر لها أغرب عشبة بالعالم أجمع ، فهي شديدة الندرة والروعة ، فأعجبت الحورية مما سمعته وانبهرت بتلك العشبة جدًا ، ذات الأربع أوراق .

ذهبت الحورية إلى صديقها النورس ، وأخبرته أنها قد سمعت من بعض البشر ، أن تلك العشبة النادرة تجلب الحظ ، فأجابها بأن تستشير صديقيها السمكة والسرطان في هذا الأمر ، فذهبت إليهما بالفعل .

في طريقها إلى الأصدقاء قابلت الحورية ، صديقها السرطان وقد جاء مهللاً بأنه قد وجد ، زجاجة كريستالية مدفونة في رمال الصحراء ، فابتسمت الحورية وأخذت تفكر قليلاً ثم أخبرته بشأن الورقة العشبية ، وأن مفعولها قد بدأ يعمل فعليًا ، فسألت السمكة باستغراب ماذا تعني أن العشبة تعمل ولها مفعول ، فشرحت الحورية الصغيرة فكرة العشبة ، التي أتاها بها النورس وهي تجلب الحظ والسعادة .

فسخر منها السرطان قائلاً أن تلك الأمور لا يجب عليهم تصديقها ، فسألت الحورية صديقها ألا يؤمن بها؟ فأجابها أن كل ذلك خرافات بالطبع ولا ينبغي عليهم تصديقها ، ولكن الحورية الصغيرة لم تقتنع وسألته ، بشأن الكريستال المخفي في رمال الصحراء ، فأجابها أن الأمر كله مجرد مصادفة ، ولكن الحورية لم تقتنع .

ظلت الحورية على يقين تام ، بأن العشبة تأتي بالحظ والسعادة لم يملكها ، ووضعتها داخل كتاب تقرؤه حفاظًا عليها من أي مكروه ، وبمرور الأيام بدأت الحورية تشعر بأن حظها قد تحسن بالفعل ، فقد وجدت عقدها المفقود منذ فترة ، بعد أن فقدت الأمل في العثور عليه مرة أخرى ، ثم وجدت سفينة كبيرة ممتلئة بالمجوهرات الثمينة ، ولكن السرطان أصر على رأيه بأن كل ما يحدث هو مجرد مصادفات ليس أكثر .

بمرور الوقت علمت الساحرة الشريرة ، بما أتى الحورية من حظ وافر ، فانتظرت حتى خرجت الحورية برفقة أصدقائها ثم دخلت إلى كوخها ، وحاولت سرقة العشبة النادرة ، ولكنها لم تجدها فمزقت الكتاب دون أن تعلم بأن العشبة بداخله ، فعادت الحورية لتجد عشبتها وكتابها قد تمزقا ، فجلست تبكيهما .

مرت الأيام والحورية الصغيرة تواجه حظها السيئ ، حيث تكسرت الكؤوس الكريستالية التي وجدتها ، ثم خسرت أشيائها الثمينة الواحدة تلو الأخرى ، وأراد صديقها السرطان أن يخرجها من أحزانها ، فجلب لها عشبة شبيهة بعشبتها ، وخدعها بأنها مثل عشبتها القديمة ففرحت بالعشبة الجديدة ، وشكرت صديقها ثم بدأت تشعر بتحسن الحظ مرة أخرى معها! وعثرت على الكثير من الأشياء الضائعة والكنوز الثمينة ، فأتاها السرطان بعد أيام وأخبرها بحقيقة العشبة الجديدة ، فنظرت الحورية إلى العشبة وتأملتها ، وأدركت أنها بالفعل ليست عشبتها الأصلية ، فاعتذر منها السرطان وأخبرها أنه كان يريد فقط أن يخرجها من حزنها .

فأجابته الحورية بعد أن فهمت ما حدث ، وقالت له لقد كان رأيك صحيحًا منذ البداية ، فكلما ظننا أن الأمور الحسنة سوف تحدث ، فإنها تقع بالفعل ، بينما إذا أملنا في السيئ فإنه يحدث أيضًا ، وأن الأمر كله لا علاقة له بالعشبة ، ولابد من التوكل على الله فقط وحسن الظن به .

شارك المقالة:
59 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook