في يوم من الايام كان هناك ذئب يمر في احدي الغابات فرأي فيل ضخم ملقي علي الارض ميتاً، فرح الذئب كثيراً حيث أنه فكر في نفسه قائلاً : لقد وجدت طعام يكفيني خلال ايام كثيرة قادمة دون تعب ولا جهد، اقترب الذئب من الفيل الميت واخذ يحاول أن يأكل من لحمه إلا ان لحم الفيل كان سميكاً جداً ففشل الذئب تماماً في ان يأكل منه اي شئ وبقي جائعاً علي هذا الحال .
جلس الذئب بجوار الفيل الملقي علي الارض مفكراً وقال في نفسه : ماذا سأفعل الآن ؟! لابد أن اجد طريقة للاستفادة من هذه الوجبة الدسمة، هنا خطرت علي باله حيلة ذكية وبدأ في تنفيذها علي الفور، كانت هذه الحيلة هي ان يذهب الذئب الي الاسد ويقدم له الفيل الميت حتي يحبه الاسد ويجعله من اعوانه المخلصين .
اسرع الذئب الي الاسد ملك الغابة وقدم له الفيل الميت، نظر الاسد بلا اهتمام الي الفيل الميت وقال للذئب في تكبر وتعالي : انني ملك الغابة، ويمكنني ان اقوم بصيد اي فريسة اريدها وهكذا احصل علي طعامي بنفسي فأنا لست بحاجة الي هذا الفيل النتن، عاد الذئب حزيناً بعد أن فشلت خطته وترك الفيل الميت إلا انه كان ينظر الي الفيل من حين الي آخر .
في صباح اليوم التالي وجد الذئب نمر يمر بجوار الفيل الميت، ابتسم الذئب في سعادة وهو يقول لنفسه : مرحي ! لقد حان وقت تذوق لحم الفيل اللذيذ، فإن النمر قوي جداً ومخالبه قوية وحادة وسوف يستطيع بالتأكيد ان يشد لحم الفيل السميك وهكذا سوف اتمكن أنا من اكل لحم الفيل بعد ان ينتهي النمر منه .
اقترب الذئب من النمر وقال له مشجعاً : اوه يا صديقي النمر، إن عليك ان تلتهم هذه الفريسة السهلة، فإن لحم الفيل لذيذ جداً إلا ان النمر شعر ان الذئب المكار يريد أن يخدعه وانه غير صادق في كلامه، فقرر أن يرد علي الذئب مكره وخداعه بخطه تجعله يتعلم الدرس ولا يكذب مرة اخري ابداً .
اسرع النمر الي اصدقائه ودعاهم جميعاً الي تناول وجبه دسمة في هذا اليوم، رحب الجميع بدعوة النمر وذهبوا معه لتناول لحم الفيل اللذيذ، كان عددهم كبيراً فأكلوه كله ولم يتبقي اي شئ من لحم الفيل، وهكذا عاد الذئب الي مكان الفيل الميت فوجده لم يتبقي منه اي شئ فحزن كثيراً وذهب الي الغابة يبحث عن فريسة اخري .
العربية
