قصة الذكرى الغامضة

الكاتب: رامي -
قصة الذكرى الغامضة
اليوم تذكرت العديد من الأشياء التي حدثت في وقت بعيد ، واحدة منها كانت حين تذكرت سبوتي ، بوجهه الجميل الصغير ، وعيناه الجميلتين ، كان سبوتي عليه الكثير من البقع الصفراء على جلده ، لذا قررت أن اسميه سبوتي ، ماذا كان ليفعل لو لم أجده ، بالتأكيد كان سيكون كلب مشرد .

كان عمري حينها سبعة أعوام وكنا للتو انتقلنا من منزلنا القديم إلى منزلنا الجديد ، بعد أن انتقل والدي من عمله ، كان المنزل الجديد في منطقة مليئة بالشجيرات الصغيرة ، في اليوم الذي انتقلنا فيه كانت السماء تمطر بشدة .

كنت أحب المطر ، لذا خرجت وبدأت ألعب في المطر المنعش ، وكنت أشعر ببرودة الجو على وجهي ، حل الظلام حينها وكان البرد يزداد دخلت إلى المنزل ، تناولت العشاء وذهبت للنوم .

في منتصف الليل سمعت صوت ضوضاء في الخارج عند الباب الرئيسي ، استجمعت قوتي ونظرت من النافذة ناحية الباب ، شعرت بالاندهاش الشديد حين رأيت هذا الجرو الصغير ممدد أمام الباب على السجادة القديمة التي وضعتها أمي ، كان الجرو مبتل تمامًا ويرتعش من البرد ، كان الظلام دامس ، وكان من الصعب أن أراه في البداية ، فقد كان جسده غامق وازداد أكثر بسبب المطر ، في عينيه الصغيرتان كان هناك نقط صفراء مما جعلني ألاحظه .

لففت الغطاء علي حتى لا أشعر بالبرد في الخارج ، فتحت الباب ولم أرى سوى رأسه فقط ، كان الجرو يرتعش بشده ، لذا عدت إلى الداخل وأحضرت منشفة ، اقتربت منه ببطيء حتى لا يشعر بالخوف ، مددت يدي وبدأت أمسح الماء من على جسد الجرو الصغير .

جففت الجرو تمامًا ، ومن ثم حملته إلى داخل المنزل ، رتبت له سرير صغير بقطع الخشب وسجادة ووسادة صغيرة ، جلس عليها وبدا عليه أنه مرتاح في سريره الجديد وراح في النوم على الفور .

في صباح اليوم التالي شاهدت أسرتي هذا الضيف الجديد ، سألت أبي هل يمكن أن أحتفظ به ؟ ، كالعادة بالطبع رفض أبي الفكرة تمامًا ، ولكن أنا وشقيقتي أصرينا أن نحتفظ به وأقنعنا والدينا بالأمر .

مرت الأيام وكبر سبوتي ، كان يخرج ليتمشى ويعود مجددًا للمنزل ، وفي أحد الأيام بدا متعب للغاية ، دخل إلى غرفتي وجلس بالقرب مني ، حينها لاحظت أن قدمه مجروحة وتنزف دماء ، استدعيت والدتي على الفور ، وحاولت والدتي أن تضمد جرحه وتطعمه .

كنت أشعر بالغضب الشديد بسبب ما حدث مع سبوتي ، خاصة أنه في اليوم التالي كان يعرج قليلًا ، بعد هذه الحادثة زادت العلاقة بيني وبين سبوتي ، فقد شعرت أنه شجاع للغاية .

بعد مرور عام تقريبًا في أحد الأيام ، سمعنا سبوتي ينبح في منتصف الليل ، خرجنا جميعًا من غرفنا ، ووجدنا سبوتي ينبح وهو ينظر إلى زاوية من المنزل ، أخرجته من المنزل  ، بعد فترة صمت سبوتي ، ربت على ظهره ودخلت إلى الداخل ، في صباح اليوم التالي شعرت بخوف شديد لأني لم أجد سبوتي في أي مكان .

بحثت عن سبوتي في كل مكان ولكني لم أجده ، حينها أدركت أنه ذهب ولن يعود أبدًا ، بكيت كثيرًا ، وانتظرته طوال الأسبوع ، ولكن لم يظهر أبدًا ، بعد مرور عدة أشهر انتقل والدي إلى بومباي ، وانتقلنا معه ، كل يوم كنت أسأل نفسي ماذا حدث مع سبوتي ؟ هل مات ؟ دائمًا كان هناك أسئلة في رأسي حول سبوتي ، ولكن للأسف كلها ظلت أسئلة لا إجابات لها ..

شارك المقالة:
60 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook