قصة الرجل الذي أوصى بحرق جثته

الكاتب: رامي -
قصة الرجل الذي أوصى بحرق جثته
هي قصة من قصص السابقين أوحى بها الله عزوجل إلى رسوله الكريم ليبين لنا مدى رحمة الله عزوجل بعباده ، ففي زمن من الأزمان الغابرة في غير شريعة الإسلام كان هناك رجلاً ما عمل خير قط في حياته ، وقبل وفاته جمع أبنائه كلهم ، وقال لهم : ألست أباكم ؟ قالوا : نعم ، قال : إذا طلبت منكم طلب تجيبوه ؟ قالوا : نعم ، قال : إذا أنا مت فأحرقوا جثتي ثم خذوا رمادي وانثروه في البر والبحر في يوم شديد الريح.

قالوا : لما ؟ ، قال والله لإن قدر الله علي ليعذبني عذابًا شديدًا ، فأنا لم أفعل خير قط ، فلما مات صنع أولاده وأبنائه ما أمر ، فأحرقوا جثته ونثروه في البر وفي البحر والهواء ، أمر الله عزوجل أجزاءه أن تجتمع ، فتجمعت مرة أخرى ، وأمر الله في الروح أن تنفخ ، فعادت الروح إلى الجسد ودبت فيه الحياة من جديد ، وقام بين يدي رب العالمين ، ووقف أمام الله ، فسأله الله عزوجل: عبدي ما حملك على ما صنعت ؟

فقال : خشيتك يارب خوفي منك جعلني أصنع ما صنعت ، وعلمت أنك تعذبني فأردت ألا أبعث ، فقد كان يجهل قدرة الله وجلاله ، فما كان من العلي القدير إلا أن قال له : عبدي لقد غفرت لك ورحمتك.

فقط غفر الله سبحانه وتعالى لهذا العبد الذي لم يفعل في حياته خيرًا قط لخوفه وخشيته الصادقة من الله ، فرحمة الله وسعت كل شيء ، فالله أرحم على عباده من رحمة الأم بوليدها.

عن أبي سعيد رضي الله عنه عن النبي صلَ الله عليه وسلم قال : أن رجلاً كان قبلكم أتاهُ الله مالاً وولداً أسرف على نفسه معاصي كثيرة ، أسرف على نفسه فلما حضره الموتُ قال لبنيه ، أيُ أبٍ كنتُ لكم ، قالوا خيرَ أب بالرغم من كثرة معاصيه لكن علاقاته الاجتماعية ممتازة وإحسانهُ إلى بنيهِ عادل.

قال فإني لم أعمل خيراً قط فإذا متُ فجمعوا لي حطباً كثيرًا ثم أوروا نارًا حتى إذا اكلت لحمي وخلصت إلى عظمي حتى إذا صرتُ فحماً فخذوها فطحنوها ثم إذا كان ريحٌ عاصفٌ فأذروني فيها ، فأخذ مواثيقهم على ذلك ، وربي ففعلوا ، فقال الله : كن فإذا رجل قائم ، ثم قال : أي عبدي ما حملك على ما فعلت ؟ قال : مخافتك ، أو فرق منك ، فما تلافاه أن رحمه الله وفي رواية  وأذروا نصفه في البر ونصفهُ في البحر.

شارك المقالة:
63 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook