قصة الرمزية في الملابس الدينية

الكاتب: رامي -
قصة الرمزية في الملابس الدينية
العديد من العادات والتقاليد ، التي نتمسك بها منذ الصغر ، من مأكل وملبس ومشرب ، لها قصصًا مختلفة ولها رمزيات متعددة ، فالكثير من الملابس المتعلقة بالديانات ، سواء أكانت سماوية أم غير سماوية ، قد يكون لها خلفيات ورموز روحانية ، أو تاريخية مميزة لها ، وتلك بعض منها .

عمة الداساتار أو القلعة الشاقة في الديانة السيخية:
انطلقت الديانة السيخية من بعض المناطق في الهند ، في القرن السادس عشر ، وكان أهم ما يميز المنتمون لتلك الديانة ، هي وضع السيخ فوق الرأس ، والذي لم يكن له أية إشارة دينية تُذكر ، وإنما كان يتم وضعه من أجل لتفريق بين مكانة الرجال ، الذين يرتدونه من الجانب الإيماني ، وكان المنتمون للديانة السيخية ، يعملون على رفع العمامة فوق رأس الرجل ، ليصبح معروفًا بين بني قومه ، أن له الكثير من الاحترام والتقدير ، نظرًا لمعرفته بالكثير من أمور الدين والدنيا .

ونظرًا لمبالغة البعض في إطالة تلك العمامة ، كان يُطلق عليها اسم القلعة الشاهقة ، وكثيرًا ما كانوا يخفون أسلحة في أسفلها ، إذا ما اضطروا لذلك لحماية أنفسهم ، وحاليًا يرتدي رجال الديانة السيخية تلك العمامة ، من أجل إحياء ذكرى أجدادهم ، وأحيانًا يتم اترداؤها في بعض المناسبات الدينية والرسمية فقط .

ويؤكد مؤسسو تلك الطائفة ، على أهمية ارتداء العمامة لمجموعة منهم تعرف باسم Khalsa ، وهمأحفاد المحاربين من طائفة السيخ القدامى ، وقد أمر بارتدائها غورو غوبيند سينغ ، معلم الأجيال الجديدة من الطائفة ، فارتدوها احترامًا له خاصة الشباب منهم ، للتأكيد على احترام الشاب لدينه ، وإيمانه المتجدد دائمًا.

وانتقلت تلك العادة للنساء مؤخرًا ، حيث بدأن في ارتداء العمامة من أجل منحهن الطاقة ، ومعرفة دورهن في الحياة كإنسان .

رداء القس المزخرف متعدد الألوان في المسيحية:
نلاحظ أحيانًا في بعض الاحتفالات الدينية ، المسيحية وأثناء القداس ، أن القس قدر يرتدي ثيابًا فضفاضة ومزخرفة بأشكال ما ، ولعل هذا الرداء المزخرف ، يعود في الأصل إلى بدايات القرن الثالث ، ليستمر كعادة بين القساوسة حتى وقتنا هذا ، لتحقيق الهدف المرجو منه.
ويعد وجود القس في القداس ، هو رمزًا للمسيح .

وتكون الملابس التي يرتديها آنذاك ، رمزًا للعدالة التي يجب عليه نشرها ، أما عن الزخارف والنقوش على هذا الرداء ، فهي تشير إلى نور المسيح ، حيث قيل أن المسيح كان يرتدي ملابسًا مزخرفة أثناء صلبه ، مما يمنح الجالس شعورًا رمزيا بأن القس هو المسيح ، خاصة مع وجود هذا الرداء ، ولذلك يتم رسم صليب كبير على الرداء ، من أجل التوكيد على تشابك تلك الرموز ، ويتغير لون الرداء ، وفقًا للمناسبة أو ال طقس الذي يتم إجراؤه .

قناع رأس حيوان ابن آوي في الديانة المصرية القديمة :
مرت الحضارة المصرية القديمة ، بالعديد من الأفكار والمهارات والرموز أيضًا ، وذلك منذ أكثر ما يقرب من ألفي عام ، ومن أهم الطقوس القديمة التي تمت ممارستها ، في تلك الدولة هي طقوس تحنيط الموتى ، وخلال هذا الطقس كان الكهنة المشرفون ، على عملية التحنيط يقومون بطقس يدعى فتح الفم ، ويرتدون قناعًا خاصًا مصنوعًا من البردي ، ويأخذ شكل رأس حيوان ابن آوي.

ويعود السبب في ارتداء الكهنة لهذا القناع ، هو أن الديانة المصرية القديمة ، كان لديها الكثير من الآلهة ، وكان الإله أنوبيس هو رمز الموتى ، فهو من يرشدهم إلى الطريق الصحيح عقب الوفاة ، فاختار القدماء حيوان ابن آوي رمزًا للإله أنوبيس ، نظرًا لأن هذا الحيوان ، كانت ينتشر بين المقابر ولا يجلس سوى في هذا المكان .

ولهذا كان يجب على المهنة ارتداء هذا القناع أثناء لتحنيط ، خاصة عند طقس فتح الفم ، والذي يؤمنون أن الروح تعود فيه للجسد مرة أخرى ، وفي هذا الوقت يجب أن يتواجد أنوبيس ، من أجل إرشاد الروح لطريقها في العالم الآخر ، في تلك اللحظات .

شارك المقالة:
38 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook