قصة السلطان وشارب الخمر

الكاتب: رامي -
قصة السلطان وشارب الخمر
في إحدى الليالي الصيفية ، خرج السلطان يتجول بالمدينة بعد أن شعر ببعض الضيق المفاجئ ، وصاح على أحد حراسه ، يأتيه برئيسه من أجل أن يخرج في جولة برفقته ، وكان هذا السلطان قد اعتاد على التجول في المدينة ، من وقت لآخر وهو متخفيًا ، وبمجرد أن لاقاه رئيس حرسه ، حتى بادره السلطان قائلاً ، هيا نخرج نتمش قليلاً ، فأنا أشعر بالضيق ، فوافقه قائد حرسه وخرج بصحبته ، يتجولون بين شوارع المدينة .

أثناء تجوالهم لاحظ السلطان أمرًا غريبًا ، كان السلطان قد وصل إلى أطراف المدينة ، رأى رجلاً قد ارتمى بمنتصف الطريق ، والناس حوله يتحركون ويسيرون من حوله ، دون أن يطرف لهم رمشًا ، أو يساعد أحدهم على رفعه ، فاقترب منه السلطان فإذا بالرجل قد مات! اندهش السلطان كثيرًا من ردة فعل الناس ، كيف لهم أن يتركوا رجلاً ميتًا بهذا الشكل ، دون أن يفكر أحدهم في غسله وتكفينه ، واحترامه بالدفن كما يليق بخلق الله .

صاح السلطان فتجمع الناس حوله ، دون أن يدرون بأنه هو سلطانهم ، فسألهم بغضب وحزن شديدين ، من هذا الرجل؟ وكيف تركتموه ميتًا هكذا على قارعة الطريق ، دون أن يفكر أحدكم بحمله ودفنه؟ فأجابه أحدهم ، وقال له هذا رجل زنديق  .

كان يشرب الخمر ويزني ، فقال له السلطان أليس هذا الرجل من أمة محمد عليه الصلاة والسلام ، فأجابوه أن نعم ، فطلب منهم السلطان أن يساعدوه على حمله ، إلى بيته وعندما دخلوا به على زوجته ، فإذا بها تبكيه بشدة.

ظل السلطان ورئيس الحرس ، داخل منزل الرجل المتوفى وجلسا برفقة زوجته المكلومة ، بعد أن انصرف الناس جميعهم ، ولاحظ السلطان أن زوجة الرجل ، لا تردد سوى أشهد الله أنك كنت من الصالحين ، فاندهش السلطان كثيرًا ، وتعجب من قولها فبادرها بالسؤال عن زوجها الراحل ، وقال لها كيف تقولين أنه كان من الصالحين ، والناس يقولون أنه كان معاقرًا للخمر ويزني ؟ مما تسبب في عدم اكتراثهم لوفاته وتركوه على قارعة الطريق ، دون أن يفكر أحدهم في حمله إلى منزله ، حتى طلبت أنا منهم ذلك فساعدوني حتى أتينا به إلى هنا .

أجابت الزوجة السلطان وقالت له ، لقد كان زوجي رجلاً تقيًا يخش الله ورسوله ، فكان يذهب كل ليلة إلى الحانة ، يشتري ما بها من خمور ، قدر ما يستطيع حتى يفرغ المحل منها ، ويحضرها إلى المنزل ، ونفرغها سويًا بالمرحاض ، فيحمد الله عزوجل ويقول أنا أخفف عن المسلمين ، ثم يذهب إلى الغانيات ويعطي كل منهن مبلغًا من المال ، ويقول لها تلك الليلة من عندي ، أغلقي بابك عليك ، ويعود يحمد الله ويقول خففت عنها ، وعن شباب المسلمين .

كان الناس يشاهدون ويرون ما يحدث من الخارج فقط ، فهو بالنسبة لهم يذهب كل ليلة يشتري الخمور ، ويطرق أبواب الغانيات في منتصف الليل ، فيتحدثون عنه بسوء ظنونهم دون أن يحاولوا أن يفهموا ما يحدث ، واعتدلت المرأة وقالت للسلطان ، عندما قلت لزوجي أن الناس يتحدثون بشأنه بالسوء .

فقال لي لا تخافي سوف يصلي علي سلطان المسلمين والعلماء والأولياء ، فقال لها السلطان متعجبًا وهو يسبح الله ،  والله قد صدق زوجك ، فأنا السلطان وغدًا نغسله وندفنه ونصلي عليه ، وبالفعل في اليوم التالي ، صلى عليه السلطان وحضر الجنازة كبار المشايخ والعلماء .

 

شارك المقالة:
52 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook