قصة السمكة ونجم البحر

الكاتب: ولاء الحمود -
 قصة السمكة ونجم البحر

 قصة السمكة ونجم البحر.

 

كان الجد سالم يستعد للنوم ولكنه اعتاد قبل نومة قراءة بعض أيات الله من المصحف الشريف ، بعد أن أنهى الجد سالم ورده اليومي نادى على حفيدته سلمى حتى تضع المصحف مكانه ونظارته الطبية لانه لا يستطيع النهوض من الفراش ، دخلت سلمى الصغيرة ذات الست أعوام وهي تقول لجدها ، نعم يا جدي ماذا تريد منى ؟

 

رد الجد خذي يا سلمى ضعي نظارتي والمصحف فوق الرف رجاء ، قالت الفتاة  : ولماذا أنا يا جدي فمروان يستطع وأنا أشاهد الكرتون ، رد الجد وهو يبتسم : لأننى عجوز يا سلمى ولا أستطيع يا ابنتي فقدمي تؤلمني بشدة ، فقالت الفتاة الصغيرة بسرعة : سوف أضعهم لك يا جدي سالم ولكن ما المقابل لذلك ؟

 

رد الجد سالم قائلا : ليست كل الأشياء نقوم بفعلها  بمقابل يا صغيرتي ، فهناك أشياء لابد من أن نفعلها ولا ننتظر مقابل من الناس بل الله هو من سيكافأنا ، اكمل الجد وهو يبتسم : أذهبي يا سلمى وضعي الأشياء وتعالي سوف أحكي لك قصة السمكة الصغيرة سموكة ونجم البحر ، شعرت الفتاة بالسعادة وذهبت مسرعة ووضعت الأشياء وجلست بجوار الجد سالم الذي قال لها وهو يبتسم لها بحنان .

 

كان يا ما كان في قاع البحر البعيد جدا عن العيون والأنظار والمليء بالأسماك الملونة والجميلة ،الكبيرة والصغيرة الصفراء والزرقاء البرتقالية والمخططة والوردية  والأعشاب الكثيرة وبألوانها المختلفة الكثير من الكائنات البحرية عيش أسفل الماء ، أسماك وحبار وقشريات وثعابين وسلاحف بحرية وأخطبوط وحيتان ودلافين  الكثير والعديد من ديدان ويرقات واسماك صغيرة وحتى نجوم البحر والقواقع واللؤلؤ والأصداف ، إن البحر مليء بالكنوز والخيرات التي لا يعرف عنها البشر الكثير فأعماق البحر يا سلمى جميلة ولا ينتهي الوصف عنها لو جلست أحكي لأيام طويلة .

 

كانت تعيش سمكة برتقالية اللون اسمها سموكة ، سمكة جميلة لونها براق كالذهب تخطف الأبصار لبريقها ولمعانها الشديد ، كانت سموكة لا تحب مساعدة أي كائن بحري بقاع البحر ومتكبرة ومتعالية بجمالها ولونها البراق ، إن طلب منها أحد أن تصنع له معروف كانت ترفض إلا لو أخذت منه مقابل كبير ، وكانت مع ذلك كل الاسماك لا تريد أذيتها لجمالها حتى اسماك القرش كانت لا تود أكلها لان لجمالها أيه في خلق الله ، فكانوا يحبون النظر لسموكة وجمالها كانت تصعد لسطح الماء بأمان فلا سمكة بالبحر تستطيع ايذائها فكل من رأها سبح لجمال سموكة ، استغلت سموكة ذلك وكانت تطلب من الجميع الكثير من الطلبات ان يحضروا لها اكلها وان يساعدوها في تنظيف منزلها ، وأن يفعلون لها الكثير والكثير من الأشياء في مقابل بأنها تدعهم يتطلعون إليها وإلى جمالها المريح للعين والأعصاب .

 

حتى صعدت يوما سموكة للسطح ، وكانت مغرورة لم تستمع لكلام اصحابها وهم يقولون لها ان تبتعد عن السطح ، لان هناك صياد من البشر سوف يصطادها ، كانت تعتقد البشر مثل الاسماك سوف يكتفون بالنظر اليها فقط والاستمتاع بجمالها المريح ، لم تكن تعرف بأنها ستكون فريسة سهله للصياد ، وحدث ما حدث واصطادها الصياد في شبكته وكان نجم البحر قريب منها ، اخذت تستغيث ان نجدها وسوف تعطيه ما يريد من طعام  ، قم نجم البحر بقطع الشبكة بنجومة المسننة وهربت سموكة ، واخذت تشكره لانه انقذ حياتها وقالت له اطلب ما تريد يا نجم البحر ، فرد النجم قائلا :

 

  • لا اريد شيئا يا سموكة لقد انقذتك لانه ينبغي لي أن أنقذك فأنت صديقتي ولا أنتظر مقابل لأنقاذي لك ، فهناك أشياء نفعلها ولا ننتظر منها مقابل ولكن الله هو من يكافأنا عليها وربما بسبب انقاذي لك سيرسل الله لي من ينقذني عندما احتاج إلى المساعدة ، هكذا هي الحياة يا صديقتي سموكة ورحل نجم البحر بعد أن تعلمت سموكة الدرس جيدا ، ليست كل الأشياء نفعلها بمقابل حقا .
  •  

نظرت سلمى إلى جدها وقد فهمت الدرس وقالت فهمت يا جدي فما افعله اليوم سوف يرد لي يوما عندما أكون في مثل سنك ولا أستطيع الحركة وأجد من يساعدني ، ابتسم الجد وقال لها نعم يا بنيتي فتلك الحياة كالكرة تدور وتلف وكل ما نفعله في بعضنا البعض يرد لنا ، تصبحين على خير يا سلمى

 

قبلت سلمى يد جدها ورحلت وهي تغلق مصباح الغرفة وتقول تصبح على خير يا جدي هل تريد شء قبل النوم احضره لك ، شكرها الجد وهو يبتسم بسعادة .

 

 

شارك المقالة:
211 مشاهدة
المراجع +

الكاتبة منى حارس

هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook