قصة السيدة أم سلمة

الكاتب: رامي -
قصة السيدة أم سلمة
السيدة أم سلمة رضي الله عنها هي زوجة من زوجات الرسول صّل الله عليه وسلم واشتهرت بآرائها السديدة وحكمتها الشديدة .

نسبها :
أم سلمة هند بنت أبي أمية بن حذيفة بن المغيرة بن عبدالله بن عمر بن مخزوم بن يقظة بن مرة بن كعب ، كانت ابنة لأكثر رجال العرب جودًا وقد تزوجت من أبي سلمة بن عبد الأسد المخزومي وهو أوائل المسلمين الذين هاجروا إلى الحبشة من بني مخزوم مع زوجتة أم سلمة ، وأنجبت هناك زينب بنت أبي سلمة ثم عادوا إلى مكة حتى أذن الله تعالى لهم بالهجرة إلى المدينة .

وقد حدثتنا أم سلمة رضي الله عنها عن قصة هجرتهم إلى المدينة فقالت : لما أجمع أبو سلمة الخروج الى المدينة رحل بعيراً له ، وحملني وحمل معي ابني سلمة ، ثم خرج يقود بعيره ، فلما رآه رجال بني المغيرة قاموا إليه فقالوا : هذه نفسك غلبتنا عليها ، أرأيت صاحبتنا هذه ، على من تركك تسير بها في البلاد .

ونزعوا خطام البعير من يده ، وأخذوني ، فغضب عند ذلك بنو  عبد الأسد ، واهووا إلى سلمة وقالوا : والله لا نترك ابننا عندها ، إذا نزعتموها من صاحبنا ، فتجاذبوا ابني سلمة حتى خلعوا يده ، وانطلق به بنو عبد الأسد ، ورهط أبي سلمة ، وحبسني بنو المغيرة عندهم ، وانطلق زوجي أبو سلمة حتى لحق بالمدينة ، ففرق بيني وبين زوجي وابني .

فكنت أخرج كل غداة ، وأجلس بالأبطح ، فما أزال أبكي حتى أمسي سبعاً أو قريبها ، حتى مرّ بي رجل من بني عمي فرأى ما في وجهي ، فقال لبني المغيرة : ألا تخرجون من هذه المسكينة فرقتم بينها وبين زوجها وبين ابنها ، فقالوا : الحقي بزوجك إن شئت ورد علي بنو عبد الأسد عند ذلك ابني .

رحلت ببعيري ، ووضعت ابني في حجري ، ثم خرجت أريد زوجي بالمدينة ، وما معي من أحد من خلق الله ، فكنت أبلغ من لقيت ، حتى إذا كنت بالتنعيم لقيت عثمان بن طلحة أخا بني عبد الدار ، فقال : أين يا بنت أبي أمية ،  قلت : أريد زوجي بالمدينة ، فقال : هل معك أحد ،  فقلت : لا والله إلا الله ، وابني هذا ،  فقال : والله ما لك من منزل .

أخذ بخطام البعير ، فانطلق معي يقودني ، فوالله ما صحبت رجلاً من العرب أراه أكرم منه ، وإذا نزل المنزل أناخ بي ثم تنحى إلى الشجرة ، فاضطجع تحتها ، فإذا دنا الرواح قام إلى بعيري فقدمه ورحله .

ثم استأخر عني وقال : أركبي فإذا ركبت واستويت على بعيري أتى فأخذ بخطامه ، فقادني حتى نزلت ، فلم يزل يصنع ذلك حتى قدم بي المدينة ، فلما نظر الى قرية بني عمرو بن عوف بقباء ، قال : إن زوجك في هذه القرية ، وكان أبو سلمة نازلاً بها ، واستقبلها هي وابنهم سلمة بكل بهجة وسرور واجتمعت الأسرة ثانية بعد فراق وتشتتت .

واستشهد أبو سلمة في غزوة أحد بعد إصابته بسهم في عضده ، ولكنه لم يمت فور الإصابة فقد كان يظن أن جرحه التأم وعاد من الغزوة ونام في فراشه إلى أن توفاه الله تعالى .

وتزوجت أم سلمة رضي الله عنها من النبي محمد صّل الله عليه وسلم ، وكانت في عمر الاثنين والثلاثين كما يقال ، وقد عامل الرسول أبنائها مثل ابنائه ولم يفرق بينهم ، وزوج الرسول سلمة بن أبي سلمة لابنة عمه حمزة بن عبدالمطلب رضي الله عنه .

وعن مشاركتها في الغزوات فقد حضرت الكثير من الغزوات مع رسول الله صلّ الله عليه وسلم ، فقد كانت معه في غزوة خيبر ، وفي فتح مكة ، وفي حصاره للطائف ، وفي غزوة هوازن ، وغزوة ثقيف ، كما أنها كانت بصحبته في حجة الوداع ، وكانت رضي الله عنها سديدة القول ولذلك أخذ رسول الله صّل الله عليه وسلم بمشورتها في صلح الحديبية .

وكانت السيدة أم سلمة رضي الله عنها أخر من مات من أمهات المؤمنين رضي الله عنهم جميعًا ، فقد توفت في عمر التسعون عامًا تقريبًا سن 61 من الهجرة الشريفة .

شارك المقالة:
62 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook