قصة السيدة الميكانيكية

الكاتب: رامي -
قصة السيدة الميكانيكية
قد تحدث بعض الأمور والأحداث داخل المجتمعات العربية والتي تثير تعجب ودهشة الكثيرين وفي نفس الوقت قد تثير إعجاب البعض ، تكمن هذه الفكرة في أن ذلك الأمر يكون مُستحدثًا ولم يكن معروفًا في السابق لدى المجتمعات ، ومن هذه الأمور التي قد تحدث هو امتهان سيدة لمهنة رجل ، بمعنى أن هناك من الأعمال ما هو مخصص للرجال فقط مثل مهنة الميكانيكي ، ولكن حينما تأتي سيدة لتعمل في هذه المهنة فيكون هناك الكثير من الضجيج حول ما فعلته المرأة .

وحدث بالفعل أن قامت إحدى السيدات بفتح ورشة خاصة بها للعمل في مهنة الميكانيكا التي كانت حكرًا على الرجال فقط ، ولكنها كسرت هذه القاعدة لتعمل في كل ما يختص بهذه المهنة من تصليح السيارات وتغيير الزيت وغيرهما مما تحتاج هذه المهنة التي تبدو شاقة ، ولكن مع أم علي لم يكن الأمر بهذه الصعوبة التي يراها الكثيرون .

إنها المرأة المعروفة باسم أم علي وهي سيدة كويتية والتي أطلّت في البدلة الزرقاء المخصصة للعمل في مهنة الميكانيكا ، وظهرت وهي تنزل تحت السيارة لتعرف ما هو السبب الحقيقي لتعطيل السيارة وتقوم بمعالجته ، حيث أثبتت قدرتها على الخوض في العمل بهذا المجال وكان ذلك بفضل موهبتها وارداتها التي جعلت منها امرأة قوية تقتحم سوق العمل الرجالي .

لم تدرس أم علي الميكانيكا ولكنها دريت المحاسبة ، غير أن حبها الشديد لمجال الميكانيكا جعلها تسعى لأن تصبح ميكانيكية دون الخوف من أي عقبات قد تواجهها ، بل اقتحمت المجال بكل شجاعة وفتحت ورشتها الخاصة بها لتثبت للعالم أجمع أنها قادرة على العمل في مجال معقد كالميكانيكا .

أكدت أم علي في البداية أنها واجهت العديد من الانتقادات على ما فعلته ، ولكنها لم تهتم بذلك الأمر لأنها لم تكن لديها نية التراجع وذلك لأنها تحب ذلك المجال ولم تكن تنوي أن تتركه ، بل كل ما كانت تفكر به هو الاستمرار والسعي إلى تقديم أفضل ما لديها بهذا المجال .

كان عمل أم علي له صدى كبير مؤثر في تشجيع غيرها من السيدات للعمل أيضًا في هذا المجال ، حيث أكدت إحدى الفتيات أنها قد دخلت ورشة أم علي وكانت المفاجأة السارة بأن من تعمل هي سيدة مثلها ، وهذا قد شجعها على أن تسألها عن فرصة للتدريب داخل ورشتها .

لم تتردد الميكانيكية أم علي من قبول الفتاة التي تريد أن تعمل مثلها في هذا المجال ، وقد يبدو الأمر أنه شاقًا على السيدات ، ولكن ما هو أوضح أن شغفهن بهذه المهنة جعلهن يكسرون كل حواجز الصعوبات والانتقادات ونظرة المجتمع ، ليخرجن إلى العالم وهن ترتدين هذه البدلة الزرقاء لتؤكدن لكل العالم أنهن قادرات على خوض العمل بمهنة الميكانيكا .

كما كان هناك الكثير من الانتقادات إلى عمل أم علي ، كان هناك أيضًا من يشيد بما فعلته هذه السيدة الشجاعة ، وقد أكد أحد المواطنين من الكويت أن ما فعلته السيدة أم علي من شأنه أن يفتح أبوابًا أمام السيدات من أجل العمل في هذه المهنة ، وهو أمر غير معروف في دول الخليج العربي ، لذلك فإنها ستفتح طريقًا جديدًا أمام السيدات الخليجيات ، كما أوضح أن العمل ليس عيبًا طالما أنه عملًا شريفًا .

وهكذا ظهرت أم علي وقد حققت حلمها بالوصول إلى مهنة الميكانيكا ، ولم تكن وحدها بل وجدت من السيدات الأخريات الإعانة على خوض هذا العمل ، لتصبح ورشتها خلية عمل ونشاط ، ويعود ذلك إلى الموهبة التي تسكن بداخلهن وإلى الإرادة التي شجعتهن على العمل دون توقف ودون النظر إلى آراء الآخرين التي قد تنتقدهن بشدة .

شارك المقالة:
60 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook