قصة الشمسية الطائرة

الكاتب: رامي -
قصة الشمسية الطائرة
عاش أرنوب بجوار شاطئ البحر الرملي الأصفر ، يستنشق الهواء النقي المنعش ، وينعم بالطقس الدافئ اللطيف ، وذات صباح مشمس أطل أرنوب على ماء البحر الأزرق وصاح : ما أجملك يا بحر ماءك صافي يلهمني بالاستمتاع بك ، إن اليوم جميل ، والسباحة لطيفة وممتعة ، سأدعو اخواتي الأرانب إلى السباحة والغطس .

الأرنب وأخواته :
توجه أرنوب إلى إخوته الأرانب ، وكانوا في قاعة الطعام الواسع يتناولون الطعام ، يتناولون افطارهم من الحليب واللبن والخبز ، وقد ارتدوا ثيابهم الزرقاء والحمراء ، فقال أرنوب : اليوم جميل والطقس لطيف وماء البحر الأزرق الصافي ينادينا ، فهيا الى السباحة والغطس ، هيا إلى اللعب واللهو على الشاطئ الهادي ، أسرع الأرانب في تناول الطعام ، وكانت شقيقتهم أرنوبه التي تحب الأكل ولا تشبع أبداً ، أخر من انتهى من تناول الطعام .

بيت العمه :
توجه أرنوب وأخوته إلى بيت عمتهم ، نعناعه ليسألوها إذا كانت تحب أن ترافقهم هي وأولادها إلى الشاطئ ، فوجدوا باب البيت مغلقاً ، والمكان هادئ ، تقدم أرنوب من الباب وقرعه بشدة ، وهو مبتهج وإخوته يتطلعون إليه ، لكن لم يوجب أحد ، وعاد يقرع الباب بشدة ، ونادى أهل البيت قائلاً : عمتي .. عمتي افتحي الباب ، أنا أرنوب ومعي إخوتي .

فلم يسمع أرنوب جوباً ، فدخل البيت بكل هدوء وتبعه إخوته ، ولكنه سرعان ما وقف مندهشاً لما رآه ، كان أولاد عمته ينامون جميعهم في سرير واحد متلاصقين نولا يظهر منهم غير صف من الأنوف المتقاربة والآذان المتجاورة ، أما الذي أذهل أرنوب وإخوته ، فهو ذلك الشخير الرهيب الذي يصدر عنهم جميعاً في وقت واحد ، فيرتفع الغطاء الوردي مع ارتفاعه وينخفض مع انخفاضه .

رفعت أرنوبة أذنيها الطويلتين وكذلك فعل إخوتها ، جذب أرنوب الغطاء المشجر فاستيقظ الأرانب الخمسة ، خائفين وتطلعوا بجزع إلى أرنوب ، ورفع الأرانب الخمسة آذانهم الطويلة معبرين عن ضيقهم الشديد من جذب الغطاء عنهم .

ولكن ارنوب وإخوته ضحكوا ، فقفز الأرانب الخمسة من فراشهم وشاركوا في الضحك ، فقال أرنوب لأبناء عمته : الطقس جمل ، وماء البحر الهادي الصافي يدعو إلى السباحة والغطس ، هيا بنا إلى اللعب واللهو ، وارتدى الأرانب الخمسة ملابسهم وتوجهوا إلى أمهم نعناعة يرجن منها السماح لهم ، للسباحة برفقة أرنوب واخوته ، ابتسمت العمة نعناعه وكانت تقشر الجزر ، وأذنت لهم بالذهاب إلى شاطئ البحر ، وأثناء انشغال العمة ، مع باقي الأرانب ، تناولت أرنوبة من السله بعض الجزر الطازج اللذيذ .

سلة الطعام :
وفتحت العمة نعناعة خزانة الطعام ، تبحث عن طعام يحمله الصغار معهم إلى الشاطئ ، في سلة كبيرة ، أعدت لهم العمة سلة كبيرة مليئة بالطعام الشهي ، من الفطائر والشطائر والكعك والتفاح والمربى والخبر والعصائر .

فقالت أرنوبة في نفسها : ما أغلى هذا الطعام ، هل أنا في حلم ، أم كل هذا الطعام حقيقي ، حمل أرنوب السلة بصعوبة شديدة وقال : سوف نأكل اليوم من ذلك الطعام الشهي حتى نشبع ،قالت له أرنوبة : هيا نتعاون على حمل هذه السلة الثقيلة حتى يسهل حملها ، فقال لها أرنوب : لا مانع عندي الشرط الوحيد ألا تمدين يديك على الطعام قبل غيرك .

الشاطيء والشمسية الطائرة :
وانطلق الأرانب جميعهم إلى الشاطئ ، فرحين يتصايحون ويلحون بفرح وسرور ، وعلى رمال الشاطئ شاهدوا شيئًا أخضر ، فتعجبوا وقالوا في صوت واحد ، ما هذا يا ترى ؟ فقال لهم أرنوب : هذه شمسية خضراء ستحمينا من حرارة الشمس ، تعالوا نفتحها ، فتعاون الأقارب على الشمسية وبعد مجهود شاق ، نجحوا أخيراً في فتحها ، قال أرنوب : هيا نبحث عن مكان نضعها فيه ، ونجلس تحتها ، استقرت الشمسية الخضراء ، فوق الرمال الناعمة ، فجلس الأقارب تحتها كأنها خيمة يستظلون بها ، وتسلق أرنوب قمة الشمسية وربط منديله المنقط في قمتها ، ليرفرف كأنه علم .

بعد الظهيرة :
 وحينما جاء وقت الظهيرة ، قال أرنوب لبقية للأرانب : حان الآن وقت تناول الطعام ، وقد زودتنا العمة نعناعة بطعام لذيذ وشهي ، فهيا ساعدوني حتى نفرغ السله ، فتجمع الأرانب مسرورين حول أرنوب ، وعيونهم الجميلة البراقة تتطلع إلى الطعام ، وجلست أرنوبة بالقرب من سلة الطعام لتكون أقربهم إلى الطعام والشراب .

فرغ الأرانب من تناول الطعام فقال لهم أرنوب : الآن حان وقت النزول إلى الماء ، هلموا إلى السباحة والغطس ، فالطقس جميل والهواء عليل ، وبسرعة خلع الأرانب جميعهم الملابس والأحذية ، أما أرنوبة فقالت : اتركني هنا يا أرنوب سأبقى تحت الشمسية الخضراء ، اذهبوا أنتم واستمتعوا بالاستحمام في ماء البحر ، فقال لها أرنوب : فلا يستطيع الصغار السباحة في الماء.

ماء البحر:
وانطلق الجميع من تحت الشمسية الخضراء خلف أرنوب ، وهو يحمل كرة ملونة كبيرة ، وأسرعوا جميعًا يضحكون ويصيحون ويفرحون ، فمنهم من لعب بالكرة ومنهم من نزل للماء للسباحة ، أما أرنوبه فقد تقدمت إلى الماء ، ولمسته بقدمها وسرعان ما أحست بالخوف الشديد ، فعادت مرة أخرى الى الشمسية الخضراء وانشغلت بتفاحة لذيذة الطعم وأخذت في أكلها .

أرنوبة والشمسية الطائرة :
كان الجميع سعداء ومسرورون إلى أن سمعوا فجأة صرخة عالية ، فالتفت الجميع فرأوا الشمسية الخضراء تطير في الهواء ، وترتفع وتنخفض وتدور حول نفسها ، وكان أرنوبة قد مسكت بذراع الشمسية لتمنعها من الطيران .

فأخذت تتدحرج وتتقلب معها فوق الرمال ، فركض الجميع على أرنوبة لإنقاذها ، لكن لم يلحقوا بها ، فقد جرتها الشمسية وراحت الريح تتلاعب بالشمسية ، وتأخذها من مكان إلى مكان ، وارتفعت فوق البحر وطارت ، ومعها طارت أرنوبة ، وقبضت أرنوبة على ذراع الشمسية ، وأخذ عيون الأرانب جميعها تلاحق الشمسية الطائرة ، لقد ملأ قلبهم الفزع والخوف وهم يتوقعون في حزن أن تسقط أرنوبة في الماء .

ولكن أرنوبة هبطت بها الشمسية في هدوء ، على سطح الماء وعامت الشمسية برفق في الماء وأرنوبة فوقها ، خافت أرنوبة من الغرق ولكن بالرغم من ذلك وجدت الأمر مسلياً ، فقدت شعرت أنها حظيت بنزهة بحرية طائرة.

النجاة والعودة للمنزل :
حملت الأمواج الشمسية الطائرة إلى الشاطئ ، واستخدم أرنوب مجرفة ليجذبها إلى الرمال ، وعندما وفقت أرنوبه على الرمال قالت ضاحكةً : يا لها من رحلة ، إنني أحببت الطيران فوق البحر ، لكن ليس بواسطة الشمسية ، وأسرع الأرانب يجمعون ثيابهم وألعابهم ويهرولوا إلى البيت تاركين الشمسية الخضراء وحيدة على الشاطئ ، أما أرنوبة فقالت في نفسها : هذا عظيم لن يفوتني الآن أكل الكعك .

شارك المقالة:
41 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook