قصة الشيخ نور الدين السالمي

الكاتب: رامي -
قصة الشيخ نور الدين السالمي

قصة الشيخ نور الدين السالمي

 

خرجّت سلطنة عمان كبار المشايخ والعلماء الذين أضاءوا الدروب من حولهم نتيجة لتميزهم بالعلم والأخلاق الحميدة ، ولقد كان الشيخ نور الدين السالمي رحمه الله هو أحد أبرز الشيوخ في السلطنة والذي قدمّ الكثير من علمه إلى المجتمع ، فلاذ بحب الجميع والتفافهم حوله .

نشأته ونسبه :
إنه الشيخ نور الدين ؛ أبو محمد ؛ عبدالله بن حميد بن سلوم بن عبيد بن خلفان بن خميس السالمي ، وهو من بني ضبة وينتمي إلى قبيلة السوالم التي توجد بأنحاء متفرقة في السلطنة ، ويعود أصل قبيلته إلى نزار بن معد بن عدنان ، وقد عُرف الشيخ نور الدين بكنيتين وهما “أبو محمد” نسبةً إلى ابنه الأكبر محمد بن عبد الله ، والكنية الثانية هي “أبو شيبة” وذلك نسبةً إلى لقب الابن الأكبر محمد الذي عُرف بلقب الشيبة .

وقد عُرف الإمام السالمي بلقب شهير وهو “نور الدين السالمي” ، ولقد وُلد السالمي في بلدة الحوقين من أعمال ولاية الرستاق في منطقة الباطنة ، وهناك خلاف حول السنة التي وُلد بها فهناك رأي يقول أن ميلاده كان عام 1286 للهجرة ، وهناك رأي آخر يقول أنه كان عام 1284 للهجرة ، بينما يوجد مصدر ثالث يقول أن مولده كان عام 1288 للهجرة .

حياته العلمية :
قبل أن يبلغ الشيخ السالمي سن الثانية عشر من عمره ؛ أصيب في عينيه وفقد بصره ، غير أن الله تعالى عوضّه ببصيرة فذة ، فكان بمجرد سماعه الشيء كان يحفظه عن ظهر قلب ، وكان دائمًا يقول الحق ولا يخاف لومة لائم ، وكان يرد كثيرًا على المخالفين للإسلام .

تعلم الشيخ السالمي قراءة القرآن عند أبيه في بلدته الحوقين ، ثم انتقل فيما بعد إلى قرية قصرا الموجودة في الرستاق ، وفيما بعد ذهب إلى الباطنة ومنها انتقل إلى الشرقية من أجل طلب العلم ، وقد كانت الرستاق تحظى بوجود الكثير من كبار العلماء ، فتتلمذ هناك على يد الشيخ راشد بن سيف اللمكي .

انتقل الشيخ السالمي بين العلماء في الرستاق لينهل من بحر علومهم ، حتى أصبح نابغة ينافس شيوخه ، وقد تمكن من التأليف وهو في سن التاسعة عشر من عمره تقريبًا ، حيث أنه درس مختلف العلوم الشرعية واللغوية مثل علم الحديث والتفسير والبيان والنحو والمنطق .

كان الشيخ يدعو الكثير من الضيوف إلى مجلسه ، حيث أنه كان سخيًا لا يحب أن يأكل الطعام وحده ، وقد اتصف بهيبته الشديدة حيث لم يكن أحد يتحدث في مجلسه إلا إذا كان لديه سؤال أو طالب علم أو لأمر جاد ، وكان يبدو دائمًا كثير التضرع والدعاء إلى الله تعالى في كل وقت ومكان .

مؤلفاته :
كان الشيخ السالمي مشغولًا بشأن إصلاح الأمة وتعليم الناس كافة العلوم التي تعلمها ، ومع ذلك كله تمكن الشيخ من إصدار عدة مؤلفات مهمة في عدة مجالات مثل الفقه والعقيدة وأصول الدين والحديث والتاريخ وعلم اللغة العربية .

جمع الشيخ في مؤلفاته بين النقل والعقل ، وكان يستمد بعض المعارف من كتب الفرق المتعددة ومن أبرز أعماله في مجال العقيدة وأصول الدين :”أنوار العقول” ؛ “بهجة الأنوار” ؛ “مشارق أنوار العقول” ؛ “رسالة في التوحيد” ؛ “غاية المراد في الاعتقاد” ، وغيرهم الكثير ومن أهم مؤلفاته في أصول الفقه :”شمس الأصول” ؛ “الحجة الواضحة” ؛ “طلعة الشمس”.

ومن أبرز مؤلفاته في النحو :”بلوغ الأمل” وهو أول مؤلفاته والذي كتبه كمنظومة في المفردات والجمل والتي وردت في ثلاثمائة بيت ، ومن كتبه التأريخية ” تحفة الأعيان بسيرة أهل عمان” ، وهكذا له العديد من المؤلفات المميزة.

وفاته : توفي الشيخ السالمي خلال عام 1332 للهجرة ، وتم دفنه على سفح الجبل الأخضر في بلدة“تنوف”.

قصة الشيخ نور الدين السالمي

 

شارك المقالة:
136 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook