قصة الصبار

الكاتب: رامي -
قصة الصبار
قصة الصبار هي قصة قصيرة تحكي عن الأفكار التي تدور بخلد رجل بعد عودته من حفل زفاف حبيبته ، ليكتشف كيف فقد حبها بسبب كذبه اعتقدها صغيرة ليرضي غروره.

نبذة عن المؤلف :
الكاتب الأمريكي أو هنري (O.HENRY) هو الاسم المستعار للكاتب الأمريكي وليام سيدني بورتر ، والذي تميزت أعماله بالسخرية وخفة الظل ، وقد حرص على تصوير حياة سكان نيويورك من خلال أعماله .

أحداث القصة :
إن من أهم مميزات الزمن أنه نسبي بشكل كامل ، ويتفق الناس بشكل عام أن من يتعرض للغرق يتحدث طويلًا عن خبرته خلال تلك اللحظات ، في حين أن بإمكان المرء أن يستعرض مغامرة عاطفية كاملة في الوقت الذي يستغرقه لخلع قفازه.

كانت تلك هي الأفكار التي تدور برأس ترايزديل بينما كان واقفا بجوار الطاولة ، ينظر إلى نبتة الصبار الموضوعة داخل أصيص أحمر ، والذي يتمايل إذا هبت أمامه نسمة رقيقة ، وقد كان شقيق العروسة يقف بجواره وكان الرجلان بملابس السهرة ، وما كاد تريزديل يفك أزرار قفازه حتى تذكر ذكرياته معها وكيف كان يراقبها وهي تتزوج من شخصًا أخر ، وكيف كان يحدث نفسه وهو يراها تسير باتجاه المذبح ، أنها ستتزوج من شخص لا تحبه ، لكن هذه الفكرة لم تقدم له العزاء ، لأنه حين نظر إليها وجدها تنظر إلى عريسها نظرة يعرفها هو جيدًا .

وقف ترايزديل أمام نفسه وتذكر كيف خسرها بغروره وأنانيته ، تذكر كيف كانت دائمًا تشعر بالانبهار به ، كانت تضعه على قاعدة تمثال ، وكان هو دائمًا يقبل مجاملتها بترفع ، فقد كانت ترضي غروره حتى وهو يعرف أنه ليس بنفس الصورة التي رسمتها له .

تذكر كيف انفصلا فلم يحدث أن تشاجرا أبدًا تذكر كيف أنها ذات ليلة ، قالت له أن الكابتن كارتروز أخبرها أنه يتكلم الإسبانية بطلاقة ، وكان ترايزديل في الحقيقة لا يتكلم الإسبانية مطلقًا ، ولكنه كان يحفظ بعض الأمثال من أحد المعاجم ، ولكنه لم يشأ أن يخبرها بالحقيقة ، لأنه كان يعجب بتملقها له ومديحها الدائم له .

كان يحب أن يظهر دائمًا أمامها بمظهر العليم بكل الأمور ، لتبدو هي ضئيلة بجواره ، ولكنه مع ذلك كان يراها جميلة وخجولة ، ويتذكر كيف لمعت عيناها ، وكيف أن عينها أبدت الموافقة حين عرض عليها حبه .

وأنها لم تجبه مباشرةً بسبب خجلها ولكنها أخبرته أنها سترد عليه في اليوم التالي ، تذكر كيف نظر لها نظرة المنتصر الواثق من الإجابة ، لم تتأخر عليه في الإجابة وفي اليوم التالي بعثت إليه بخادمها ومعه نبتة الصبار داخل الأصيص الأحمر ، ولم يكن معها شيء سوى ورقة صغيرة مكتوب عليها اسم النبتة بلغة لا يعرفها .

انتظر حتى المساء لكنها لم تجبه ، وقد منعه غروره وكبرياؤه من أن يسألها مجددًا ، وفي المرة التالية التي تقابلا فيها تبادلا التحية ، ولكنها كانت تنظر إليه نظرة مليئة بالتساؤلات ، ولكنه بدا صلبًا وانتظر أن تبادر هي بتقديم تفسير .

بعد ذلك أصبحت معاملتها له باردة كلوح ثلج ، وبعد هذا اللقاء اتسعت الهوة بينهما ، ولكنه ظل يتساءل بينه وبين نفسه عما حدث ؟ ما سر هذا التغير ، لم يحاول أن يسألها فقد منعه غروره ، وها هو اليوم يحضر زفافها على رجل أخر .

أفاق ترايزديل من أفكاره على صوت شقيقها يسأله ما خطبك يا ترايزديل لماذا تبدو تعيسًا هكذا ، كما لو كنت أنت من تزوج ، وليس مجرد مساعد ، هيا تعالي والآن وأشرب شيئًا ، أجاب ترايزديل : لا شكرًا ، لا أريد أن أشرب شيئًا ! ، قال الرجل مقتربًا منه : شرابك طعمه كريه ، ثم نظر إلى المنضدة وقال : من أين لك نبات الصبار هذا يا ترايزديل؟ .

قال ترايزديل: هدية من صديق ، اتعرف أي نوع هو ؟ اعرفه جيدًا ، إنه نبات استوائي ، أرى مئات منه كل يوم في كل أنحاء بيتنا ، إن اسمه مكتوب على الورقة المعلقة عليه ، هل تعرف شيئًا من اللغة الاسبانية يا ترايزديل؟

قال ترايزديل بابتسامة حزينة : لا هل هذه لغة اسبانية ؟! ، أجل يتخيل الأسبان أن أوراق النبات هذه تمتد لتقول شيئًا ، وهم يسمون النبات فينتومارمي وتعني باللغة الإنجليزية : تعال وخذني.

شارك المقالة:
81 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook