قصة الصحابية خولة بنت ثعلبة

الكاتب: رامي -
قصة الصحابية خولة بنت ثعلبة
"كانت الصحابيات في عهد الرسول صلّ الله عليه وسلم نجمات تتلألأ في سماء الإيمان ؛ حتى أضئن الدنيا بنور إيمانهن بالله ورسله وملائكته واليوم الآخر ، وهناك من نزلت فيهن بعض الآيات القرآنية التي توضح بعض الأمور الجدالية ، وقد كان للصحابية خولة بنت ثعلبة نصيب من آيات الله التي نزلت في حوارها مع الرسول الكريم حينما كانت تشكو له بعض أحوالها .

نسبها وزواجها :
إنها الصحابية الجليبة خولة بنت ثعلبة بن أصرم بن فهد بن ثعلبة بن غنم بن عوف ، كانت تتميز بفصاحتها وبلاغتها وجمالها ، كما كانت ذات نسب رفيع ، كانت متزوجة من الصحابي الجليل أوس بن الصامت رضي الله عنه ؛ وهو شقيق عبادة بن الصامت رضي الله عنه ، وقد شهد زوجها العديد من الغزوات مع الرسول صلّ الله عليه وسلم ومن أبرزهم غزوتي بدر وأحد ، وقد أنجبت خولة من زوجها ابنهما الربيع بن أوس .

جدالها ونزول الآية القرآنية :
حدث خلاف بين خولة وزوجها ؛ مما جعله يغضب منها قائلًا :”أنتِ عليّ كظهر أمي” ، حينها شعرت خولة بالحزن الشديد فقالت والدموع تنهمر على خديها :”والله لقد تكلمت بكلام عظيم ؛ ما أدري مبلغه” ، وبعد ذلك خرج زوجها وجلس خارج البيت لمدة ساعة ثم عاد إلى خولة وهو يراودها عن نفسها ؛ غير أنها امتنعت عنه لأنها كانت تريد أن تعلم حكم الله فيما قاله ؛ حيث قالت له :” كلا ؛ والذي نفس خولة بيده ؛ لا تخلصنّ إليّ وقد قلت ما قلت حتى يحكم الله ورسوله فينا بحكمه”.

ذهبت خولة إلى رسول الله صلّ الله عليه وسلم ، وذكرت له ما قد حدث من زوجها وكانت تريد أن تعلم منه حكم ذلك الأمر ؛ حيث قالت :”يا رسول الله ؛ إن أوسًا من قد عرفت أبو ولدي وابن عمي وأحب الناس إليّ ، وقد عرفت ما يصيبه من اللمم وعجز مقدرته وضعف قوته وعي لسانه ، وأحق من عاد عليه أنا بشيء إن وجدته ، وأحق من عاد عليّ بشيء إن وجده هو ، وقد قال كلمة والذي أنزل عليك الكتاب ما ذكر طلاقًا ؛ قال (أنتِ عليّ كظهر أمي) ” ، فقال لها الرسول” ما أراكِ إلا قد حُرمتِ عليه ” ، وهي تقص له مرارًا وتكرارًا ما قد يصيبها وابنها إن تركها زوجها ، وكان الرسول يصر على حديثه .

قامت خولة بالتضرع إلى الله بعد أن اتجهت إلى الكعبة المشرفة ؛ حيث دعت الله تعالى وقلبها مليء بالحزن قائلة :” اللهم إني أشكو إليك شدة وجدي ؛ وما شقّ عليّ من فراقه ، اللهم أنزل على لسان نبيك ما يكون فيه فرج” ، ما كادت أن تنتهي من دعائها حتى أنزل الله وحيه على نبيه الذي دعاها قائلًا :”يا خولة قد أنزل الله فيكِ وفي صاحبك قرآنًا”.

لقد سمع الله تعالى نداء خولة رضي الله عنها ؛ حيث أنزل على رسوله آيات في سورة المجادلة تتحدث عن أمر خولة ؛ حيث قال عزوجل : (قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا وَتَشْتَكِي إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ يَسْمَعُ تَحَاوُرَكُمَا ? إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ (1) الَّذِينَ يُظَاهِرُونَ مِنكُم مِّن نِّسَائِهِم مَّا هُنَّ أُمَّهَاتِهِمْ ? إِنْ أُمَّهَاتُهُمْ إِلَّا اللَّائِي وَلَدْنَهُمْ ? وَإِنَّهُمْ لَيَقُولُونَ مُنكَرًا مِّنَ الْقَوْلِ وَزُورًا ? وَإِنَّ اللَّهَ لَعَفُوٌّ غَفُورٌ (2) وَالَّذِينَ يُظَاهِرُونَ مِن نِّسَائِهِمْ ثُمَّ يَعُودُونَ لِمَا قَالُوا فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مِّن قَبْلِ أَن يَتَمَاسَّا ? ذَ?لِكُمْ تُوعَظُونَ بِهِ ? وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ (3) فَمَن لَّمْ يَجِدْ فَصِيَامُ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ مِن قَبْلِ أَن يَتَمَاسَّا ? فَمَن لَّمْ يَسْتَطِعْ فَإِطْعَامُ سِتِّينَ مِسْكِينًا ? ذَ?لِكَ لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ? وَتِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ ? وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ أَلِيمٌ(4))

ثم أوضح لها النبي أمر كفارة الظهار وبشرّها قائلًا :”قد أصبتِ وأحسنتِ فاذهبي فتصدقي به عنه” ، فعادت إلى بيتها سعيدة وأخبرت زوجها بما حدث .

وفاتها : لم يتم التأكد من العام الذي توفيت فيه أو مكان مدفنها.

"
شارك المقالة:
55 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook