قصة الصديقة المتنمرة من سلسلة انا وسجى

الكاتب: ولاء الحمود -
 قصة الصديقة المتنمرة من سلسلة انا وسجى

 قصة الصديقة المتنمرة من سلسلة انا وسجى.

 

كانت الام تعد طعام الغداء، فقد حان وقت عودة سجى، واخوتها، من المدرسة، وقد تضوروا جوعا، بعد يوم دراسى طويل، مجهد مرهق ، ما بين دراسة، ونشاط مدرسى، ولعب مع الأصحاب، وإرهاق طريق العودة.

ها قد انتهت الام ، من اعداد الطعام ، واوشكت على اعدات المائدة . فقد عادت سجى، واخوتها  للتو من المدرسة، ألقت سجى السلام على امها، وقبلتها، وذهبت إلى غرفتها لتبديل ملابسها.

لاحظت  الام  ان سجى ليست  كعادتها، فوجهها يبدوا عليه الحزن، ولم تبادر بالثرثرة  لأمها  كعادتها، عن كل ما حدث فى يومها  الدراسى.

طلبت الام من سجى واخوتها  الحضور لتناول  الغداء. لكن سجى أخبرت امها انها لا تريد أن تأكل.
تعجبت  الأم،  لأنها  تعلم  أنها  بالفعل جائعة، وهنا  تأكدت  من صدق حدثها،. فسجى بالفعل ليست فى حالتها الطبيعة .
اقتربت الام من سجى، وسألتها :_ ماذا بك يا حبيبتى؟  لم تقبلى على الاكل كعادتك وقت عودتك من المدرسة، كما يبدوا على وجهك الحزن، احكى لى يا حبيبتى.

ردت سجى باكية ، لقد تشاجرت صديقاتى (روان و سلمى معا ) ورفضت روان اللعب معى، ان لم آخذ صفها واخاصم سلمى، وابتعد عنها ، لتظل سلمى وحيدة حزينة. قالت الام :- وماذا فعلت يا حبيبتى؟ ردت سجى :- رفضت ان افعل ما تريد روان، فسلمى لم تفعل لى شئ  يغضبنى  ولم  تسيئ إلي .
قالت الام :-  أحسنت يا حبيبتى، إياك أن تكونى  سبب فى حزن أحد لتكسبى ود غيره، فكسر  خاطر  انسان عند الله عظيم.
قالت سجى :-  لكن  روان  لن تلعب معى ان لم آخذ صفها، وهى صديقتى المقربة، فماذا افعل ؟
قالت الام :- حبيبتى  مهما كانت  الأسباب، لا تقبلى بظلم. وان خاصمك العالم كله، فربما يأتى عليك الدور، وينالك بعض الظلم الذى قبلتيه لغيرك.

قالت سجى :- اذن ماذا أفعل يا أمى، فأنا اريد ان العب مع صديقتى، دون أن اغضب احد او اظلمه.

قالت الام :- عندى فكرة، غدا بإذن الله حاولى ان تعرفى من روان سبب شجارها مع سلمى، وأصلحى  بينهما، وبذلك  يعود الود بين اصحابك، ويمكنك اللعب معهم، دون أن تكونى سبب فى حزن أحد، فرحت سجى كثيرا بالفكرة، وقالت غدا ان شاء الله سأنفذها.
والان أين الاكل يا امى فأنا جعانة جدا .

وفى اليوم التالى، ذهبت سجى إلى المدرسة ، وفى وقت الراحة،  بين الحصص، سألت سجى روان لماذا  تشاجرت مع سلمى؟  ولماذا ترفضين ان تلعب معنا؟
قالت روان :- انها ليست  طبيعية  بوجهها بقع غريبة، لا يعجبنى شكل وجهها، كما أنه يمكن أن تكون مريضة،  بمرض معدى، فقد نصاب  نحن أيضا، ونفقد جمال وجهنا مثلها،
قالت سجى :- لكن  سلمى معنا بالمدرسة منذ العام الماضى، وجميعنا يلعب معها ولم يصاب احد،  كمان ان بعدنا عنها سيزيدها حزنا فهى لا دخل لها بما فى وجهها،  هذه خلقة ربنا،  وقد نتعرض فى اى وقت لأى أذى،  فعل تقبلين وقتها ان يبتعد عنا أصحابنا ؟
صمتت روان خجلا من نفسها، ثم قالت :- وماذا نفعل الان ؟ لابد أن سلمى حزينة جدا ، ولن تسامحنى ابدا،
ردت سجى :- سأذهب  إليها، وابلغها انك نادمة على ما فعلت، وتودين الاعتذار لها.
قالت روان :- فكرة جميلة.
ذهبت  سجى إلى سلمى، وأخبرتها بما دار بينها وبين روان، وندمها،  ورغبتها فى الاعتذار لها،  بكت سلمى بشدة، قائلة :- ان روان قد “تنمرت ” عليا كثيرا، وعايرتنى بشكل وجههى، وآلمتنى كثيرا، وجعلت زميلاتنا هم أيضا يتنمروا عليا، وهذا ما قد احزننى كثيرا، لدرجة اننى لم أكن أرغب فى العودة للمدرسة ثانية، وظلت تبكى سلمى كثيرا.
احتضنتها سجى، واعتذرت لها نيابة عن باقى الزميلات، وفى تلك اللحظة جاءت روان،  واعتذرت كثيرا لسلمى وقبلتها، ووعدتها انها لن تلعب هى وكل الزميلات منذ الان بدونها،
فرحت سلمى كثيرا كثيرا واحتضن الصديقات بعضهم بعض بحب وفرحة.عادت سجى إلى بيتها وهى فى قمة سعادتها،  لأنها  نجحت  فى ان توفق  بين صديقتيها، كما نصحتها  امها، وما إن دخلت  إلى البيت، ورأت امها حتى أسرعت إلى امها بسعادة عارمة، وأخذت تثرثر، وتحكى كل ما حدث بالمدرسة، وكيف صالحت صديقتيها على بعضهما،

فرحت الام كثيرا،  فقد اكتسبت ابنتها قيمة جميلة، وهى عدم دعم الظلم مهما كان السبب،  وانها بإمكانها تصحيح الخطأ بدلا من دعمه،  وهذا جزاؤه عند الله كبير،
وقاطعت الام ثرثرة سجى الكثيرة. سائلة :- ولكن لماذا كان الخصام اصلا؟
قالت سجى :- كانت روان (تتنمر) على سلمى وذكرت كل التفاصيل.

فقالت الام :- هل تعرفين حبيبتى ان مصطلح (تنمر هذا) مستحدث وان ديننا العظيم قد وضع أسس رائعة للتعامل مع بعضنا البعض بمنتهى الرقى والاحترام، ونهانا عن السخرية من بعض والابتعاد عن كل ما يؤذى النفس، لنحيا فى مجتمع يسوده الحب والألفة، وذلك منذ آلاف السنين، 

فقد قال المولى عز وجل، فى كتابه الكريم

(قال تعالى
(أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِّن قَوْمٍ عَسَىٰ أَن يَكُونُوا خَيْرًا مِّنْهُمْ وَلَا نِسَاءٌ مِّن نِّسَاءٍ عَسَىٰ أَن يَكُنَّ خَيْرًا مِّنْهُنَّ ۖ وَلَا تَلْمِزُوا أَنفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ ۖ بِئْسَ الِاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ ۚ وَمَن لَّمْ يَتُبْ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ)
صدق والله)

 

تعجبت سجى، وقالت ما أعظم ديننا الإسلامى.!  مهما تقدمت الدنيا، ووضعت من أسس للتعامل و مصطلحات، نجدها فى ديننا العظيم

 

شارك المقالة:
213 مشاهدة
المراجع +

الكاتبة منى مطر

هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook