قصة الضفدعة الأميرة

الكاتب: رامي -
قصة الضفدعة الأميرة
في قديم الزمان كان هناك ملك ، طاعن جدًا في السن ، وكان له أبناء ثلاثة راشدون ، فطلب منهم والدهم المثول أمامه ، وقال لهم : يا أبنائي لقد تقدمت في العمر ، وأعباء الحكم ترخي بثقلها على كاهلي ، لذلك ينبغي أن أتخلى عنه لأحد منكم ، ولكن بما أن العرف لدينا ، لا يجيز للأمير العازب بأن يصبح ملكًا ، أتمنى منكم جميعًا أن تتزوجوا ، ومن يختار الزوجة الأفضل ، سوف يخلفني في العرش .

هكذا قرر كل منهم الذهاب في طريق مختلفة ، وسووا الأمر على هذا النحو ، صعدوا قمة برج شاهق جدًا ، وراح كل أمير منهم وفقًا لإشارة معينة ، يطلق سهمه في اتجاه مختلف عن أخويه الآخرين ، وفي الأمكنة التي سقطت فيها سهامهم ، توجب عليهم البحث عن زوجات المستقبل .

سقط سهم الأمير الأكبر سنًا ، في مكان في المدينة ، حيث يعيش أحد أعضاء مجلس الشيوخ ، وكانت له ابنة جميلة جدًا ، فذهب هناك وتزوجها ، واصطدم سهم الأمير الثاني بأحد البيوت الريفية ، حيث كانت تجلس فتاة شابة جميلة الملامح ، وابنة لسيد غني ، فذهب الأمير إلى هناك وطلب يدها ، وتزوجها بالفعل .

وشق سهم أصغرهم طريقه عبر غابة خضراء ، وسقط في بحيرة ، ورأى الأمير سهمه يطفو بين أعواد القصب ، وفوقه تقعي ضفدعة ، وتثبت نظرها نحوه ، ولأن أرض المستنقع لم تكن آمنة على الإطلاق ، لم يجرؤ الأمير على المجازفة ، فجلس ينتظر ويعتريه يأس شديد .

سألت الضفدعة : ما خطبك أيها الأمير ؟ ، فقال لها: ما خطبي ؟ لا أستطيع الوصول إلى ذاك السهم ، حيث تجلسين ، فقالت له : اجعلني زوجتك ، وسوف أعطيك إياه ، فقال لها : ولكن كيف يمكن أن تكوني زوجتي أيتها الضفدعة الصغيرة ؟ فقالت له: هذا ما ينبغي أن يكون ، أنت تدرك أنك أطلقت سهمك من أعلى البرج ، يحدوك الأمل بأن تعثر في المكان الذي سقط فيه ، على زوجة محبة ، وهذه ستجدها فيّ أنا ، فقال لها الأمير : أنتِ حكيمة جدًا كما أرى ، أيتها الضفدعة الصغيرة ، ولكن أخبريني ، كيف يمكن أن أتزوجك وأعرفك إلى والدي؟ وماذا سيقول العالم ؟

قالت الضفدعة : خذني معك إلى البيت ، ولا تدع أحدًا يراني ، قل لهم إنك تزوجت فتاة مشرقية ، لا ينبغي أن يراها الرجال ، باستثناء زوجها بل لا ينبغي أن يراها امرأة أخرى حتى .

فكر الأمير قليلاً ، كان السهم يطفو بمحاذاة ضفة البحيرة ، فأخذ السهم من الضفدعة الصغيرة ، ووضعها هي في جيبه ، وحملها معه إلى المنزل ، ثم ذهب إلى فراشه ، يزفر تنهدات عميقة .

في الصباح التالي علم الملك أن كل أبنائه قد تزوجوا ، فطلب منهم المثول أمامه ، وقال لهم : حسنًا يا أولاد ، هل أنتم راضون جميعًا عن زوجاتكم ؟ ، فقالوا : راضون تمامًا في الحقيقة ، يا أبانا وملكنا ، فقال لهم الأب: حسنًا سنرى من اختار منكم الزوجة الأفضل ، لتبدأ كل واحدة من بناتي الثلاث بحياكة سجادة حتى يوم الغد ، ومن تكون سجادتها الأجمل ، تكون هي الملكة .

هرع الأميران إلى زوجتيهما في الحال ، أما الأمير الصغير فوصل إلى المنزل ، واليأس يعتصر قلبه ، سألته الضفدعة: ما الأمر؟ ، فقال لها : ما الأمر ؟ لقد طلب والدي بأن تقوم كل واحدة من زوجات أبنائه ، بحياكة سجادة ومن تكون سجادتها الأجمل ، تصبح هي في المنزلة الرفيعة ، وقد بدأت على الأرجح زوجتا شقيقي بالعمل على نولهما للتو ، ولكن أنت أيتها الضفدعة الصغيرة ، بإمكانك أن ترجعي سهمي وأن تتكلمي كالبشر ، ولكن ليس بمقدورك أن تحيكي سجادة ، حسبما أرى .

فقالت له الضفدعة : لا تخف ، اذهب للنوم وقبل أن تستيقظ ستكون السجادة جاهزة ، استلقى الأمير على فراشه وأخلد إلى النوم ، هنا قامت الضفدعة تناجي السماء من خلف النافذة ، وسرعان ما أتت إليها حوريات سبع ، غزلن السجادة وتركنها في أبهى شكل .

في اليوم التالي مثل الأمراء أمام الملك ، وبسطوا سجاداتهم أمامه ، فبدأ ينظر إلى ما تم وعندما أتى إلى السجادة الثالثة ، صرخ أن هذا هو بالضبط ما أراد ، ومنح المكان الأول ، لزوجة الإبن الأصغر ولكن بقي اختبار آخر ، وطلب أن تحضر كل زوجة من زوجات أبنائه كعكة شهية في اليوم التالي .

عاد الأمير الصغير إلى زوجته الضفدعة الصغيرة ، وبدا شارد الذهن فسألته عم حل به ؟ فأخبرها أن والده يرغب في اختبار آخر ، للدلالة على المهارة ، وقال لها : أنا لست واثقًا أننا سننجح كما حدث بالسابق ، ولكنها أخبرته ألا يقلق ويستلق بالفراش ، وفي الصباح سوف تكون الكعكة جاهزة .

ثم أخذت تناجي السماء مرة أخرى ، وبالفعل هبطت الحوريات وحضّروا لها الكعكة ، التي انبهر بها الملك ، وطلب من أبنائه أن يحضروا زوجاتهم ، فأخبر الأمير الصغير الضفدعة ، فقالت له: عندما يسألك والدك ، أخبره أنني قادمة ولن أتأخر ، وبالفعل وعن ثقة أخبر الأمير والده ، وإذا بالأبواب تفتح عن آخرها ، وقدمت من خلفها أميرة غاية في الجمال ، شديد البهاء والصفاء ، جلست بينهم ، فسأل الملك الأمير ، لماذا لم يخبره من قبل بأن زوجته بهذا الجمال .

فأخبره الأمير همسًا بكل ما حدث ، فنصحه والده الملك ، بأن يأخذ جلد الضفدعة من منزله ويلقيه بالنار ، فتظل الأمير على هيأتها لا تتبدل إلى ضفدعة مرة أخرى ، ففعل الأمير وعاش سعيدًا إلى الأبد ، مع زوجته الجميلة .

شارك المقالة:
74 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook