قصة الطفل المغتاب

الكاتب: رامي -
قصة الطفل المغتاب
"نهانا ديننا عن الغيبة ، فهي صفة مذمومة في الإنسان المسلم الحق ، فليس من حقنا أن نتحدث عن الغير بما ليس فيه ، خاصة ما يكره وهو ليس موجود بيننا ، أثناء إلقاء هذا الحديث عنه ، وهذا هو ما روته الجدة أم أيمن لنا .

في منزلها الريفي الجميل ، جلست الجدة الطيبة أم أيمن برفقة أحفادها ، وقالت لهم لقد اشتقت إليكم جميعًا يأ أولادي ، فسألتها حفيدتها سعاد ، ونحن أيضًا استقنا لك يا جدتي الطيبة ، ولكنني أرغب في سؤالك بأمر ما ، لماذا تدعيننا بأولادي ، على الرغم من أننا أحفادك ؟ فأجابتها الجدة وهي تبتسم بطيبة بالغة ، يا عزيزتي ليس هناك أعز على قلب الأم ، من أبناء الأبناء ، فهي تعتبرهم أبناء لها وتحبهم بقدر محبتها لأبنائها وأكثر ، فابتسمت سعاد وقالت لها ، أدامك الله في حياتنا يا جدتي الرائعة .

هنا تدخل سعيد في الحوار وسأل جدته ، ألن تروي لنا قصة اليوم؟ فأجابته الجدة هل أديتم واجباتكم لمدرسية ، فأجابوها بصدق أن نعم ، وسألتهم إن كانوا قد أدوا فريضة صلاة العشاء ، وتناولوا طعامهم فأجابوا بصدق أيضًا أن نعم ، فحمدت لجدة ربها وشكرته ، على تلك النعمة ثم قالت لهم سوف أحدثكم الليلة يا أولادي ، عن الشخص المغتاب ، فسألها حفيدها الثالث أحمد ، من هو المغتاب يا جدتي ؟

فأجابته هو ذلك الشخص الذي يذكر الناس بما يكرهون ولا يحبون ، وهذا هو ما فعله بطل قصتنا ، الذي لا ينفك يذكر رفاقه ومعارفه بالسوء أثناء غيابهم ، فيقول هذا قصير وهذا أنفه غير مستقيم ، وهذا لا يستطيع السير بشكل طبيعي مثلنا ، وغيرها من الصفات التي تضايق صاحبها ، بينما يذكرها هو ليضحك غيره في غياب هؤلاء ، مما تسبب في ابتعاد لكثير من رفاقه عن صداقته .

استكملت لجدة قصتها وقالت لهم ، في أحد الأيام خرج الطفل المغتاب ، مع زملائه من المدرسة ، فتعثرت قدمه وسقط وانكسرت نظارته الطبية ، فقالت لها سعاد أكان هذا الولد يرتدي نظارة طبية يا جدتي ؟ فأجابتها أن نعم ، فقال لها أحمد بدهشة ، يرتدي نظارة أي أن نظره ضعيف ، ورغم ذلك يعيب على هذا بالعرج ، وعلى الآخر بشكل أنفه! أليس أولى أن ينظر على عيوبه أولاً قبل أن يتحدث بشأن الآخرين؟ فأجابته الجدة كلامك صحيح يا أحمد ، إذا كان المرء يعيب على غيره عيبًا خُلق به ، فيجب عليه أن ينظر إلى عيوبه أولاً ، وأن يحمد الله ويشكره على كل حال .

سألتها سعاد ماذا حدث يا جدتي بعد ذلك؟ فقالت لها لجدة بدأ الطفل في مد يديه ، بحثًا عن نظارته التي لا يستطيع الرؤية بدونها ، فسألها سعيد ؛ ألم يساعده أحد ؟ فقالت الجدة بحزن ، للأسف يا بني ابتعد عنه الجميع ، ووقفوا يراقبونه وهو يبحث عن نظارته ، دون أن يساعدوه للسانه السليط عليهم ، ودوامه على الغيبة السيئة .

هنا سألت سعاد ، ماذا فعل الطفل بدون نظارته يا جدتي؟ أجابتها الجدة ، رآه أحد المعلمين وهو عائد إلى منزله ، يبحث عن نظارته فساعده حتى وجدها ملقاة على الأرض ، بالقرب منه ولكنها مكسورة ، فأعطاه إياها ليرتديها ريثما يصلحها ، أو يأتِ بأخرى ، ولكن المعلم أخبره ، أن الجميع وقفوا ينظرون له ، دون أن يساعدوه بسبب تأذيهم من لسانه ، وغيبته الدائمة للجميع ، فشعر الطفل بالندم الشديد ، وأخبر معلمه أنه لن يفعل ذلك مرة أخرى قط ، ولن يتحدث عن أحدهم بالسوء ، أو يغتاب أحدًا مرة أخرى .

"
شارك المقالة:
62 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook