يحكي ان كان هناك طفل في العاشرة من عمره يعيش في منزل كبير مع أبويه، وكان في المنزل غرفة كبيرة مهجورة لا يدخل إليها أحد منذ انتقال العائلة إلي هذا المنزل، دفع الفضول هذا الطفل للدخول إلي هذه الغرفة، دخلها فوجد بها مجموعة من الأواني القديمة، وبمجرد أن دخل الصبي الغرفة أقفل الباب الغرفة عليه وظل وحيداً في ظلام هذه الغرفة يشعر بالخوف الشديد، حاول فتح الباب مرات عديدة ولكن دون جدوي فقد كان الباب مغلق بإحكام شديد .
بدأت الطفل يصرخ وينادي علي والديه ولكن لا أحد يجيب، جلس الطفل يبكي في أحد أركان الغرفة نادماً علي دخوله هذا المكان من البداية، حتي غلبه النعاس، استيقظ الطفل في الصباح علي ضوء اشعة الشمس الخفيفة التي دخلت من الثقوب الموجودة في حائط الغرفة، حاول الصبي من جديد فتح الباب الغرفة ولكنه فشل، فأخذ يبحث بين الأواني القديمة عن شئ يساعده علي فتح هذا الباب، فوجد إبريقاً غريباً يلمع وحده في ركن بعيد، لم يره مثله من قبل أبداً .
اقترب الطفل بحذر من هذا الابريق العجيب ثم فتحه، فخرج منه جني أزرق ضخم ليست له أرجل يقف علي الهواء ويقول له بصوت أجش مخيف : شوبيك لوبيك أطلب كل ما تريد وسوف أحضره لك في الحال .. فكر الطفل قليلاً وقد فهم أن هذا هو جني المصباح الذي قرأ عنه كثيراً في القصص والحكايات، فقال له : أنا اشعر بالجوع الشديد وأريد طعاماً لذيذاً، فأحضر له الجني الطعام الذي طلبه، فأكل حتي شبع، ثم قال له : هل تريد شيئاً آخر ؟ فسأله الطفل : أريد أن أعرف لماذا تحقق كل ما أطلبه منك ؟ فقال الجني : لأنك أخرجتني من هذا الأبريق الذي كنت مسجوناً به لأكثر من 40 عاماً، فطلب منه الطفل أن يفتح له باب الغرفه حتي يخرج من جديد، فحقق له الجني ما طلب، وودعه الطفل وخرج في سلام .
وجد الطفل عائلته تبحث عنه في كل مكان، وبمجرد أن رأوه سألوه أين كنت كل هذه المدة، فأخبرهم الصبي بكل شئ ولكن ماعدا الجنى والإبريق الذي أخذه معه إلي غرفته وأخذ يعتني به كثيراً منذ هذا اليوم، وتكونت علاقة طيبة بين الصبي والجني وأصبح يطلب منه الكثير من الأشياء لمساعدة الضعفاء والفقراء .