قصة الطفلة هيفاء التي تبحث عن أهلها

الكاتب: رامي -
قصة الطفلة هيفاء التي تبحث عن أهلها
"إن وجود الأهل في حياة الإنسان هو بمثابة العمود الفقري الذي يستند عليه الإنسان ، عدم وجودهم هو انهيار لذلك العمود الذي هو من أهم أساسيات قدرة الإنسان على الحراك والسعي ؛ ذلك لأن الأهل هم الحصن الواقي مما قد يتعرض إليه الإنسان في حياته .

انتشر فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي خلال الآونة الأخيرة ؛ يحكي قصة طفلة من إندونيسيا تبحث عن أهل والدها الذي توفي في حادث سير ، ظهرت الطفلة بصحبة والدتها الإندونيسية التي أوضحت أنها قد تزوجت رجل من المملكة أثناء زيارته لإندونيسيا في أحد رحلاته ، وقد أنجبت منه طفلتهما التي تُدعى هيفاء ، وأوضحت الأم أن الأب توفي منذ تسع سنوات .

تبحث الطفلة عن أهل والدها في المملكة ؛ وذلك لأنها تريد أن تتعرف إلى أهلها وأن يتعرفوا عليها ، أكدت الأم أنها لا تريد منهم شيئًا سوى أن يعرفوا ابنتهم ، وأوضحت أنها تعمل في مغسلة من أجل أن تعول ابنتها التي تدرس بالصف الخامس الابتدائي في أحد المدارس الإندونيسية ؛ كما أنها تتعلم القرآن الكريم ، وتعيش الأم وابنتها بقرية سوكارامي الواقعة بالقرب من مدينة كونابونجا .

أكدت الأم أن مشاعر الخوف تساورها كثيرًا حول ابنتها التي تخشى من فقدانها ؛ لذلك فإنها تبحث عن أهلها ليدعموها ويقفوا بجانبها ، وكان هذا هو السبب الرئيسي لإطلاقها ذلك الفيديو الذي تم تداوله بقوة عبر مواقع التواصل الاجتماعي ، وقد تسبب ذلك الفيديو في إحداث ضجة كبيرة ونال اهتمام إعلامي موسع .

وأكد سفير المملكة بإندونيسيا أن قضية الطفلة هيفاء هي محل اهتمام ومتابعة من السفارة ، وأوضح أن السفارة تعمل على اتخاذ الإجراءات العاجلة بشأن الاطلاع على جميع البيانات والأوراق الرسمية التي تختص بوالد الطفلة هيفاء وبوفاته والمكان الذي دُفن فيه .

أكد السفير أيضًا أن ملامح الطفلة هيفاء تؤكد أنها بالفعل من أصل عربي ، ولكن لابد من اتخاذ كافة الإجراءات القانونية اللازمة التي تثبت حقيقة جنسيتها عن طريق الأوراق الرسمية وعمل فحص DNA الذي يؤكد أصل نسبها ، وأوضح أن السفارة تقوم بالتعامل مع مثل تلك الحالاتبوضعهم تحت رعاية برنامج “أواصر” الذي يعمل على تحسين أوضاعهم الاجتماعية والمعيشية والمالية .

أضاف السفير أنه سيتم التحقق من أصل نسب الطفلة ؛ لتحصل على كل حقوقها كمواطنة من المملكة في حالة ثبوت النسب ، وأكد أنهم سيعملون على التوصل إلى كافة المعلومات الحقيقية والصحية من الجهات المختصة ؛ من أجل أن تضمن الطفلة كافة حقوقها الشرعية ، كما أكد أن الكثير من حالات الزواج التي تتم في إندونيسيا تكون دون علم الأهل ؛ وذلك ما قد يتسبب في الوصول إلى مثل هذه القضية المطروحة .

أوضح السفير أن برنامج أواصر يكفل سبعين حالة تُشبه حالة الطفلة هيفاء ، وأكد أنه تم إرسال مندوب من السفارة إلى والدة الطفلة للوقوف على كافة التفاصيل المتعلقة بقضية الطفلة هيفاء ؛ وذلك سعيًا منهم لحصول الطفلة على حقوقها المشروعة ولم شملها مع أهل والدها .

تبدو قضية الطفلة هيفاء التي تبحث عن أهل والدها قضية رأي عام ؛ حيث أنها بمثابة قضية مجتمع باتت فيه الحقوق الزوجية مندثرة ؛ نتيجة ذلك الزواج الذي يحدث دون أن يكون الأهل على علم به ؛ وخاصةً إذا تم ذلك الزواج في بلد آخر يبتعد عن الموطن الأصلي للزوج ، لتصل الأمور في النهاية لمثل ما آلت إليه الطفلة هيفاء في الوقت الحالي .

"
شارك المقالة:
67 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook