قصة الطيار سامي حسنين

الكاتب: رامي -
قصة الطيار سامي حسنين
"كثيرًا ما غاب عن عيون الإعلام وعدسات المصورين ، أسماء كتبت حروفها من نور من عظمة ما فعلوه لوطنهم ومجتمعهم ، ولم يكن التاريخ لينسى هؤلاء الأبطال وإنجازاتهم في جميع المجالات التي برعوا فيها ، فمنهم المهندس والطبيب والمحامي والطيار والمعلم .

وكان من هؤلاء البارزين هو الطيار الشاب الذي أفنى عمره في حب مهنته وتحقيق حلمه الذي سعى له من صغره ، فلم يكل ولم يمل حتى وصل إلى المهنة التي أحب أن يشارك بها في بناء بلده ومجتمعه .

وما إن وصل إلى ما يطمح إليه حتى نفذت إرادة الله أن يلقى حتفه في الميدان الذي عشقه من نعومة أظافره ، وكان ذلك في الحادثة التي ما زالت حية نابضة في ذاكرة المجتمع وذاكرة أبنائه ، وهي حادثة ترايستار .

لم يكن دخول الطيار سامي رحمه الله مجال الطيران وليد اللحظة ، وإنما كانت نفسه الطموحة التي تطوق دائمًا للنجاح هي ما كان يقوده من صغره ، حيث كان الطيران شغفه منذ الطفولة .

ميلاده ونشأته :
ولد قرابة عام 1372هـ ، وكانت دراسة ما قبل الجامعة كلها في مدارس مدينة جدة ، وعندما أتمالمرحلة الثانوية انطلق إلى تحقيق حلمه ببرنامج تدريب الطيارين بالخطوط الجوية العربية بالمملكة .

ثم سافر ليكمل تعليمه وتدريبه للطيران في الولايات المتحدة الأمريكية في معهد علوم الطيران الأمريكي ولكن سرعان ما عاد إلى المملكة بعد أشهر هو وبعض زملائه لأنهم لم يتوصلوا إلى تفاهم مشترك مع المعهد هناك .

بعد عودته لم ينسى الطيار الطموح حلمه ولكنه انطلق إلى التميز في مجال التجارة مع أخيه ، وكان كثيرًا ما يقوم بالتدرب وممارسة الطيران بواسطة طائرات التدريب التي كان يستأجرها .

عودة الحلم من جديد…
كان الشاب سامي ما يزال منتظرًا هو وزملائه ممن عادوا  معًا من الولايات المتحدة الأمريكية أن يتم الموافقة على طلب عودتهم للدراسة بالخطوط الجوية للمملكة ، حينها أقنعه أخوه أن يتم دراسته بالخارج ، حتى ولو اضطروا أن يقوموا بدفع المصاريف كاملة على حسابهم .

وبينما كانت الاستعدادات لسفره تُجرى على قدم وساق ، جاءته الموافقة على طلبه للالتحاق بطيران المملكة مرة أخرى ، وكم كانت فرحته كبيرة هو وأسرته خاصة أخيه الذي كان بمثابة الأب له ولإخوته ، عاد إلى دراسة الطيران ثم ما لبث أن أتمها فلم يكن يتبقى له الكثير على إتمامها ، وعندها أصبح رسميًا مساعد طيار

أخيرًا تحقق الحلم !!
كانت طائرة رقم 737 هي أول طائرة يبدأ بها عمله ، حتى تم انتدابه للتدرب على الطائرة الأمريكيةالصنع والتي لقي بها حتفه ، كانت هذه الطائرة في ذلك الوقت في أوج شهرتها .

بعدما أنهى تدريباته في وقت قليل على هذه الطائرة أصبح مساعدًا للطيار بها ، وكان ذلك في عام 1400هـ ، حيث كان حريصًا على أن يصبح قائدًا لهذه الطائرة بعد أشهر قليلة ، ولأن مهنة الطيران ليست مهمة سهلة ، فكان دائمًا ما يلاقي اعتراضات على مهنته وانتقادًا له بسبب ؛ أنه ما كان متواجدًا دائمًا في الاجتماعات الأسرية والاجتماعية بسبب انشغاله بمهنته الحبيبة .

لم يكن عائقًا
ولم يكن حبه للطيران عائقًا أمام بناء أسرة ، فقد تزوج أثناء ما كان يدرس في مجال الطيران ، وكثيرًا ما كانت زوجته تدعمه لتحقيق أحلامه ، وكانت ترافقه أيضًا في رحلات سفره ؛ لتشاركه فرحته بتحقيق ما كان يصبو إليه أخيرًا .

وفاته :
توفي الطيار الشاب عن عمر يناهز الثامنة والعشرين عامًا ، فقد كان على متن الطائرة المتجهة إلى باكستان ، والتي لم تكن ضمن مهامه ، ولكنه وافق على انضمامه لطاقم الطائرة بعد أن تغيب مساعد الطيار المفترض للرحلة ، وعند عودة الطائرة من كراتشي الباكستانية إلى مطار الرياض الدولي ، والتي من بعده أكملت رحلتها إلى مطار جدة الدولي .

ولكن سرعان ما انطلقت عائدة إلى مطار الرياض ، فقد اشتعلت النيران في مخزن الأمتعة ؛ فأدى ذلك إلى انطلاق غازات سامة والتي تسببت في قتل جميع الركاب على متن الطائرة ، بذل الطيار ومساعده قصارى جهدهما في محاولة إنقاذ الركاب ، ولكن الله أراد أن تُسجل أسمائهم في سجل البطولات والشرف المهني في بلادنا فعليهم من الله رحمة واسعة .

"
شارك المقالة:
70 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook