قصة العصا المبرمجة وفلفل الكسول

الكاتب: رامي -
قصة العصا المبرمجة وفلفل الكسول
الكسل صفة مذمومة ، حذرنا منها ديننا الحنيف ، وطلب منا أن نكون مسلمون ذووا نشاط دائم ، لأن النشاط جزء من العمل الجاد ، ونحن مطالبون بالعمل الجاد والدائم ورفيع المستوى ، حتى تستطيع أماتنا العربية أن تنهض ، وترتقي وتسابق الأمم الأخرى في التقدم والعلم والرقي ، ولكن هل كان فلفل يدرك كل تلك الأمور ؟

في صباح أحد الأيام المشرقة ، ذهبت المعلمة سمية إلى مدرستها ، حتى تلتقي بأبنائها الأعزاء من الطلاب والطالبات ، وتعطيهم دروسهم كما اعتدوا جميعا ، وكان الطلاب ينتظرون دروسها بشغف شديد ، فقد اعتادت ألأن تروي لهم ، قصة تحمل من المواعظ والعبر الكثير والكثير ، وبمجرد أن دخلت إلى قاعة الدرس ، هلل الطلاب وابتسموا في وجهها .

فألقت عليهم التحية واطمأنت على الجميع ، وقالت لهم سوف أحكي لكم قصة قصيرة عن ال كسل ، فتحمس الأولاد جميعًا وأنصتوا لها باهتمام ، فقد تعلموا أن الإنصات أمر مهم للغاية ، خاصة عندما يتحدث إلينا من هو أكبر منا سنًا ، وعندما رأتهم المعلمة سمية بهذا الوضع ، قالت لهم بارك الله فيكم جميعًا ، أنا فخورة بأخلاقكم هذه ، فاستمعوا للقصة .

قالت المعلمة ، كان فلفل طفلاً كسولاً للغاية ، حتى أنه كان عندما يذهب لمدرسته ، بدلاً من أن يستمع لأساتذته ومعلميه ، كان ينام داخل الحصة ، وعندما يستيقظ بالطبع لم يكن يتذكر شيئًا مما قيل ، وهذا بالطبع كان أمرًا سيئًا ، تسبب في غضب والديه منه ، إلى جانب غضب زملائه بالفصل ، فما يلبث أن يدخل إلى فصله .

حتى يبدأ الجميع في سماع صوته وقد راح في نوم عميق ، بالطبع غضبت منه معلمته ، فهو لا يستمع للشرح ومستواه العلمي كان متدنيًا للغاية ، مقارنة بزملائه ، واحتارت لمعلمة معه ماذا يمكنها أن تفعل تجاه فلفل الكسول ؟

كان فلفل يعود للمنزل ، فيرمي حقيبته على الأرض ، بكل إهمال ويذهب ليخلد إلى النوم ! فكان فلفل يحب النوم جدًا ، ويقول النوم يجعلني لا أستمع لشرح ، أو أقوم بمساعدة أحد في عمل شيء ، وأنا أحب الراحة جدًا ، مما أغضب والدته كثيرًا ، فهو لا يسمع كلامها أبدًا .

هنا فكرت المعلمة في أن تعطي فلفل درسًا ، يتعلم منه أن الكسل أمر مذموم جدًا ، ويجب على الجميع أن يتجنبوه ، فأتت بعصا مبرمجة وقامت بضبطها ، ووضعتها إلى جوار فلفل ، فكان كلما نام فلفل ، قامت العصا وضربته ، مما تسبب في ضجره بشدة ، وبدأ يفكر في حل للتخلص من تلك العصا ، حتى يستطيع النوم .

فذهب إلى صديقه لحلح وأخبره عن ضيقه من هذه العصا ، وكان لحلح على العكس من فلفل ، فقد كان نشيطًا ومجتهدًا ويحب الاستذكار ، ويسمع كلام والديه ومعلميه ويحبه الجميع ، فضحك كثيرًا عندما سمع ما حدث مع فلفل ، وأخبره أنه سوف يحل له هذا الأمر .

ذهب لحلح واشترى عصا أخرى ، وقام ببرمجتها ، لتضرب فلفل عندما ينام بكل كسل ، فأصبح لدى فلفل عصوان مبرمجتان ، فكان لا يستطيع النوم بالمنزل أو بالمدرسة ، من شدة الضرب ، فبدأ فلفل يضبط أوقاته وأصبح أكثر نشاطًا من قبل ، ولا ينام وبدأ يجتهد في دروسه أيضًا ، وسعد به والديه ومعلمته جدًا .

وشجعوه على الاستمرار في هذا النشاط ، وأن يصبح النشاط جزء من روتينه اليومي ، وبالفعل استطاع فلفل أن يصبح من الأولاد المجتهدين وحصل على درجات متميزة بين أقرانه ، واحتفظ بالعصوان لديه فكان كلما نظر إليهما ، تذكر الدرس الذي تعمله ، وتعود ألا يكون كسولاً بعد اليوم .

شارك المقالة:
51 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook