قصة العصفور الجريح

الكاتب: رامي -
قصة العصفور الجريح
النافذة في حجرتي تطل على الحديقة وفي كل صباح يأتيني صوت عصفور يغني فاستيقظ مبكرًا وأنهض وأفتح النافذة فيدخل ضوء الصباح الخافت وهوائه الرطب وأظل لحظات لأرنو عبر الشباك واستمتع بغناء العصفور الجميل ، كان العصفور يغني بخفة بين أغصان شجر اللوز وكان سعيدًا بمطلع النهار وكنت سعيدًا بمساعده متفائلًا برؤيته وهو يطير .

ذهبت إلى الحمام لكي أنظف أسناني وأغسل وجهي وأتوضأ ثم عدت إلى حجرتي لأجد العصفور مازال يغني ويبدع وألحانه العذبة تغمر حجرتي وتطربني ، أصلي صلاة الصبح ثم أرتدي ملابسي المدرسية وأعد حقيبتي ولحن ذلك العصفور الصغير يرن في أذني هكذا تعودت عليه وصار هذا الطائر الجميل الصغير صديقي أحبه وأشعر أنه يحبني كذلك وأن حياته وذات صباح لم توقظني صوته وظللت نائمًا حتى طلعت الشمس ، فجاءت أمي توقظنني بسرعة وتلومني على هذا الكسل لقد تأخرت في النوم فنهضت منزعجًا ولم أسمع صوته .

فتحت النافذة فلم أراه غمرني حزن شديد ، فقد هاجر صديقي العزيز وهجرني أم أن قط اصطاده فماذا حدث له لا أدري ، لا أحد يدري كل الذي أدريه أنني فقدت جزءًا مهمًا من حياتي ، ذهبت إلى المدرسة متثاقل وكئيب وعدت عند الظهر وألقيت حقيبتي وأسرعت إلى الحديقة أتفقد صديقي لعله غاب صباحًا وعاد ظهرًا ولكنني لم أعثر له على أثر .

كانت الحديقة ساكنة والأغصان متدلية والجو كئيب حزين على العصفور مثل حزني درت في الحديقة أبحث عنه وأقلب نظري في كل اتجاه ولما يئست من العثور عليه جلست حزينًا تحت شجرة اللوز مسندًا ظهري على الشجرة وغاب فكري مع صديقي المسكين ومصيره المجهول ، وفجأة سقطت على يدي قطرة ماء ساخنة كقطرة المطر ، رفعت نظري فإذا بي أرى العصفور المسكين مختبئ بين الأغصان والدموع تقطر من عينيه .

فأسرعت أتسلق الفروع حتى دنوت منه وسألته ما بك يا صديقي ، حرك رأسه ورمشت عيناه وقال بحزن كنت أغني مرحًا فرحًا بحياتي كالعادة حتى تسلق ولد شقي السور ورماني بحجر فكسر جناحي وأنا الآن كما ترى مريض لا أستطيع أن أطير حتى أحصل على غذائي وإذا حاولت أن أطير أخاف أن أهوى على الأرض ولذلك فأنا مختفي أتحمل ألم الجوع حتى يبرأ جرحي ومن يدري فربما تعود لي الحياة لأعود لحياة الغناء كالعادة .

مسحت على ريشه ثم طمأنته لأنني سوف أعد له طعام وشراب ، ووضعت الطعام والشراب في صحن وثبته بجانب الفروع وعدت من عنده وأنا أدعو الله له ، ثم أخذت أبحث عن ذلك الورق الشقي لكي أعاتبه وأنبه على فعلته ، وكانت المفاجأة أن أجده طريح الفراش مجبس الساق وقال أنه سقط من فوق غصن شجرة ولولا لطف الله به لهلك وتذكر قول الله تعالى ولا يظلم ربك أحدًا ..

شارك المقالة:
138 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook