قصة العقاب الأكثر حماقة

الكاتب: رامي -
قصة العقاب الأكثر حماقة
"كان هناك ذات مرة ملك وُلد يتيمًا ، وعاش حياة عسكرية محاطًا بالجنود والوزراء والحكماء ؛ والذين ساعدوه كثيرًا على أن يصبح ملكًا قويًا وحكيمًا ، ولكنه فقد أحاسيسه وعاش بلا مشاعر ؛ لذلك كان يُصيبه الملل والتعب حينما يتحدث أي شخص عن أمه بمشاعر الحب والاحترام .

كان يغضب جدًا حينما يتحدث الناس عن أمهاتهم ؛ لدرجة جعلته يقرر أن يُعطيهن كل أمور السلطة ؛ حيث كان يظن إذا كانت كل الأمهات بتلك المميزات فعليهن أن يقمن بأمور الحكم حتى يرى الناس ماذا يفعلن .

أصاب الناس الحزن الشديد حينما انتشر خبر قرار الملك في كل العالم ، ولكن الفكرة كانت فاشلة للغاية ؛ وأصبحت كل الأمور سيئة ؛ مما جعل الملك يستعيد السلطة بعد وقت قليل ، وحينما طلب المساعدة من الحكماء في معرفة السبب الحقيقي لفشل تلك الفكرة ؛ أخبروه أن الأمهات كانت دائمًا تعطي اهتمامًا خاصًا لمشاكل أبنائهن أكثر من مشاكل المملكة .

لم تكن الأمهات لها القدرة على الذهاب مبكرًا إلى مكان عملهن ؛ وذلك لأسباب كثيرة متعلقة بأبنائهن ؛ حيث كانوا يحتاجون إلى أمهاتهم حينما يُصيبهم المرض ؛ وفي أوقات الدراسة ؛ ومئات الأشياء الأخرى ؛ مما جعل الأمهات تؤجلن الكثير من المهام الخاصة بالمملكة .

حينما علم الملك بتلك الأمور المتعلقة بالأزمات ؛ أصبح في حالة غضب شديدة ، وقرر أن يقوم بنفي كل الأمهات من المملكة قائلًا : مَن تريد أن تُكمل عملها كأم ؛ فلترحل من المملكة ، حينما انتشر ذاك الخبر ؛ قامت كل الأمهات بالرحيل  .

بعد فترة قليلة من ذهاب الأمهات بعيدًا عن المملكة ؛ بدأ يشعر الملك بالألم والضعف ؛ وبدت كل المملكة في حالة سوء ، سأل الملك الحكماء عن سبب ذلك التدهور والسوق ؛ فأجابه الحكماء أن غياب الأمهات تسبب في مشكلة كبيرة في التغذية ؛ حيث أن الأمهات كانت مسئولة عن إعداد الطعام بالمملكة ؛ فقال الملك : أحضروا جيشًا من الطباخين .

حينما حضر الطباخون ؛ ظلّت الأمور سيئة أيضًا ولم تتحسن ، ووجد الحكماء سببًا أخر لذلك التدهور ؛ وهو أن الأمهات كانت لديهن الخبرة في النظافة والحفاظ على الصحة ؛ فقال الملك على وجه السرعة : لا توجد مشكلة أحضروا جيشًا من الخدم ، ولكن مع ذلك استمر وضع المملكة سيء ، ووجد الحكماء أن السبب يعود إلى خبرة الأمهات في الأمور الطبية فيما يتعلق بالجروح أو الكدمات التي قد تُصيب أبنائهن ؛ مما جعل غيابهن يؤثر على الصحة العامة ؛ فقال الملك غاضبًا : أحضروا جيشًا من الممرضين .

لم تتحسن أمور المملكة ؛ على الرغم من إحضار مئات المتخصصين في مختلف مجالات الحياة ، وذات يوم كان الملك يتجول في المملكة فوجد طفلين يتناقشان بصوت عالٍ وغضب شديد ؛ على الرغم من أنهما كانا صديقين مقربين ؛ فاقترب منهما الملك قائلًا : اهدئا يا صغيريّ ؛ يجب أن يتعامل الصديقان مع بعضهما بلطف وحب ؛ إنها المرة الأولى التي أراكما هكذا غاضبين .

شعرا الصغيران بالخجل وابتعدا يتحدثان مع بعضهما ؛ فقال أحدهما للآخر : هل تعلم ما هو الحب ؟ ؛ فأجابه صديقه : نعم انه اختراع قديم لصديق جدي ؛ وسندرسه في المدرسة بعد عامين ، حينما سمع الملك حديثهم أدرك أن المملكة في خطر شديد ؛ فالأولاد لا يعرفون مُطلقًا معنى الحب والمودة ؛ ففكر في الشخص الذي يعلمهم ذلك المعنى ؛ إلا أنه لم يجد إلا الأمهات.

أمر الملك بإعادة جميع الأمهات إلى المملكة ؛ وخصصّ لأجلهم راتب لكونهن أمهات عظيمات ؛ ثم قام بإلغاء صورته من فوق جميع القطع النقدية ووضع صورة أم مع ابنها ؛ وهكذا ازدهرت المملكة وأصبحت أكثر تقدمًا .

القصة مترجمة عن اللغة الإسبانية
بعنوان : El castigo m?s tonto

"
شارك المقالة:
63 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook