قصة العلم والجهل

الكاتب: رامي -
قصة العلم والجهل
يحكى أنه ، في يوم من الأيام ، كانت هناك عمارة راقية ، يسكن فيها سكان ودودن مع بعضهم البعض ، وذات يوم ، فرحت العمار بأسرها ، فقد تم إنجاب ثلاثة من الإناث ، لثلاثة سكان مختلفين من العمارة ، وكان من بين سكان العمارة ، أسرة تتمنى أن يرزقها الله بمولودة أنثى ، فما رزقوا بالأنثى ، استبشروا بها خيرًا كثيرًا .

ظلت الأسرة سعيدة ، مسرورة ، بقدوم طفلتها الصغيرة ، وفي يوم من الأيام ، لاحظت الأم أن الطفلة ، يحدث لها بعض التشنجات ، والحركات اللا إرادية الغريبة ، ظلت الأم تلاحظ ابنتها بعض الأيام ، فوجدت حالتها تسوء ، والتشنجات تزداد ، فما كان منها إلا أنها أسرعت بطفلتها إلى الطبيب .

شرحت الأم حالة الطفلة إلى الطبيب ، فقام الطبيب على الفور بفحص الطفلة ، وطلب من الأم ، أن تبقي الطفلة تحت رعاية الأطباء لمدة أسبوع ، لتكون تحت مراقبتهم ، ويتمكنون من إجراء الفحوصات اللازمة لها ، بالفعل وافقت الأم ، ومكثت بطفلتها في المستشفى ، لمدة أسبوع كامل ، كان الأطباء خلال ذلك الأسبوع ، يتوافدون على الطفلة ، ويعتنون بحالتها ، ويكتشفون حالتها بالضبط ، والأعراض التي تحدث لها .

وبعد مرور الأسبوع ، استدعى الطبيب الأم ، وأخبرها ببالغ الأسى ، ما كان يشك فيه منذ البداية ، وهو أن ابنتها الصغيرة ، مصابة بحالة من الصرع الشديد ، وقام بصرف الدواء المخصص للطفلة ، ونصح الأم ببعض النصائح المهمة ، لعناية الطفلة ، ومتابعة حالتها ، والاهتمام بها جيدًا ، وعدم إهمالها لها ، حتى لا تسوء حالتها ، ظلت الأم تبكي ، وتندب حظها ، وأخبرت أباها ، الذي كان مشغولًا للغاية في عمله ، والذي وفر لها جميع ما تحتاجه ، وهو غير موجود في البيت ، شريطة أن ترعى ابنتهما ، وتسهر على راحتها .

ظلت الأم ترعى ابنتها تارة ، وتهتم بمواعيد علاجها ، وتارة أخرى ، تهملها أيما إهمال ، مما جعل حالة الطفلة تسوء يومًا بعد يوم ، وذات يوم ، وبدلًا من أن تهتم الأم بطفلتها ، وترعاها ، وتعطيها علاجها ، أهملت كل ذلك ، وراحت الأم تفكر في أن تذهب إلى السحرة ، والدجالين ، حتى يجدوا حلًا لحالة طفلتها الصغيرة .

أخذ أولئك الجهلة ، يطلبون منها أن تذبح عليها بعض الطيور في بعض الأحيان ، بالإضافة إلى بعض الأفعال ، التي لا أساس لها من الصحة ، والتي تعد خرافات بينة ، وواضحة ، إلا أن الأم أخذت تنساق إلى كلامهم ، وأهملت دواء الطفلة ، ولم تعد تعطيه لها ، كما أهملت الأم طفلتها ، وأضحت لا تهتم بأمرها ، بعد فوات فترة ، فقد أصبحت لا تبالي بها ، ولا بصحتها ، وكان من مظاهر الإهمال الواضحة ، أن الأم ، كانت تلبس ابنتها ملابس خفيفة جدًا ، في عز الشتاء القارص .

مما عاد على الطفلة ، بالمرض الشديد ، وإصابتها بالحمى ، والإنفلونزا الشديدة ، إلا أن الأم لم تبالي ، وبعد مرور أسبوع ، تذكرت أن تذهب بطفلتها إلى الطبيب ، الذي عنف الأم كثيرًا ، لما جعلت ابنتها تعاني منه ، نتيجة الإهمال الشديد ، وأنها عرضة للموت في أي وقت .

لم تهتم الأم لما قاله الطبيب ، وانشغلت بأمور الدجل مرة أخرى ، وذات يوم ، لاحظت الأم أن الطفلة لا تتحرك ، ووجدتها قد ماتت ، فهذا هو الفرق بين العلم ، والجهل ، فبالعلم ، كان يمكن للأم أن تنقذ ابنتها ، إذا اهتمت بها ، وأعطها علاجها في موعده ، ولكنها انساقت إلى الجهل الشديد ، الذي جعلها تندم أشد الندم ، الذي لم يعد ينفعها بعد .

شارك المقالة:
55 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook