قصة الغزالات الثلاث والقرود

الكاتب: رامي -
قصة الغزالات الثلاث والقرود
من الآداب التي يجب علينا الالتزام بها ، هي مراعاة حقوق الجيران وعدم إيذائهم بأي شكل من الأشكال ، فهم السند وخير الصحبة حين نقع في ضيق ، أو مأزق ما دون أن نستعد له ، فيكونوا هم خير عون لنا ، ولكن هل فعلت القرود مثل هذا مع الغزالات ؟

كانت هناك ثلاث غزالات تعشن وحيدات ، وأثناء بحثهن عن مأوى لهن ، وجدن مغارة أو كهفًا داخل باطن أحد الجبال ، ولكنها كانت تقع أسفل الجبل ، فأقمن فيها عدة ليال ، ولكن ما لبثن أن شاهدن بعض الصخور الصغيرة تقذف تجاههن ، اندهشت الغزالات وخرجن ينظرن بأعينهن ، فقالت الغزالة الصغيرة ، أنا أرى بعض القرود ، تقف فوق شجرة قريبة منا ، ويقذفون الأحجار باتجاهنا !

هنا قالت الغزالة الوسطى ، لن نفعل لهم شيئًا ، وسوف نتركهم علّهم يرحلون من تلقاء أنفسهم ، ولكن لم ترحل القرود ، بل ازدادوا يومًا بعد يوم فيما يفعلون ، وكانوا لا ينفكون يقذفون الكهف بالأحجار الصغيرة ، فتضايقت الغزالات وذهبن إلى الغزال الكبير يأخذون مشورته ورأيه .

قررت الغزالات الثلاث أن تستشرن ، الغزال الكبير وذهبن إليه في الكهف الخاص به ، وجلسن حوله فربت على أكتافهن وسألهن ما بكم ؟ فأجابته الغزالة الكبيرة لقد تعرضنا للإيذاء من جيراننا ، فنحن نسكن في أحد الكهوف بالجبل المقابل لك ، وللأسف تأتينا خمسة قرود يوميًا ، يلقوا علينا الحجارة وقد تصاب إحدانا بأذى ، وطلبنا منهم أن يتوقفوا عن ذلك ، دون أن نتشاجر معهم ولكنهم لم ينصاعوا لطلبنا ، واستمروا في الإيذاء ، فماذا نفعل ؟

فسألها الغزال الحكيم ، أين تسكنوا بالضبط ، فقالت له ببطن الجبل ، فسألها بالأعلى أم بالأسفل ، فصمتت قليلاً وأجابته عند سفح الجبل ، فسألها هل كان الكهف موجودًا من قبل أم أنكن حفرتن هذا المكان ، فأجابته أنهن وجدن المكان محفورًا بالفعل ، فمكثن بداخله منذ بضعة أسابيع ، فقال لها اذهبن جميعًا وحضروا بيتًا لكم ، في أعلى الجبل وبعيدًا عن الأشجار ، نظرًا لأن البيت هو الموطن الأصغر لكل كائن حي ، ولربما اعتدت هؤلاء الغزالات على شيء يخص هؤلاء القرود ، وطلب منهن أن تجعلن موطنهن بالأعلى لا بالأسفل ، وهنا لن يستطيع أي شيء أن يهددهن مرة أخرى .

بالفعل استمعت الغزالات لنصائح الغزال الحكيم ، وذهبن وبدأن سويًا وبالتعاون ، حفر مكان جديد لهن في أعلى الجبل ، وحين انتهين من عملهن صار لهن مكانًا جميلاً ، هم من بنوه وبدؤوا المكوث فيه بهدوء .

أتت القرود مرة أخرى ، وعندما لم يجدوا الغزالات أصابتهم الحيرة ، وبدؤوا في البحث عنهن ، حتى وجدوهن أعلى الجبل فقاموا بإلقاء الحجارة كما فعلوا من قبل ، إلا أنها أخذت ترتطم بالصخور حول الجبل وترتد إليهم ، حتى أصابت قردًا منهم ، ولما رأى القرود ما حدث ، شعروا بالخجل الشديد من أنفسهم واعتذروا للغزالات وقد انتبهوا إلى هذا الجُرم الشديد ، الذي كانوا يفعلونه بحقهن ، وسعدت الغزالات أنهن قد استطعن حماية أنفسهن من القرود .

شارك المقالة:
60 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook