جلس الجد سالم وكان يقرأ في إحدى الكتب بأستمتاع شديد ، وهنا سمع صوت التلفاز عالي جدا وبصوت مزعج ، فذهب الجد يتسند على عكازه الخشبي إلى الصاله فوجد حفيدة مروان يعلي صوت التلفاز وفي نفس الوقت يلعب بالكرة ، فاندهش الجد وقال له : ماذا تفعل يا مراوان ، رد انا العب يا جدي واشاهد الكرتون ، قال الجد : وكيف تفعل ذلك وذاك يا ولدي في نفس الوقت .
رد مروان انا استطيع فعل كل شيء بنفس الوقت يا جدي ، انا احب لعب الكرة واحب سماع ذلك الفيلم ،رد الجد قائلا : ولكن صاحب البالين كذاب يا مروان ، رد الصبي : لا افهم ، فقال الجد : يا مروان صاحب البالين هو من يفعل اكثر من شيء في نفس الوقت ، فلن يستطيع فعل شيء بالنهاية ، فكيف تلعب وانت تشاهد التلفاز فلن تركز باللعب ولن تشاهد الفيلم فلن تستفيد شيء في النهاية سوى تضيع وقتك ، رد مروان بعند :لا لا انا استطيع فعل كل شيء يا جدي انا اعرف ، قال الجد : يا مروان لا تكن عنيد مشاكس مثل الغزالة غزولة التي بسبب عندها اوقعت نفسها في ورطة كبيرة .
رد مروان بحماس احكي لي قصتها يا جدي ، وافق الجد ولكنه طلب من مروان اولا ان يغلق التلفاز ويضع الكرة جانبا ويجلس بهدوء حتى يستمع للقصة ، فعل الطفل ما امره الجد وجلس على الارض امام الجد الذي ابتسم قائلا :
كان يا ما كان في قديم الزمان ،في تلك الغابة البعيدة المخفيه عن العيون الكثيرة للمتطفلين والصيادين ، كانت تعيش الحيوانات في سعادة وامان كبير تحب بعضها البعض وتخاف على بعض ، وهذا لا يخلوا من وجود بعض الحيوانات التي تريد الأذية للغير ولا تحب السلام والأمان ، وكانت في بيت الغزلان تعيش غزاله صغيرة وجميلة جدا ولكنها كانت غزالة عنيدة جدا وشقيه ، لا تستمع لكلام أحد أكبر منها أبدا وكانت تسمى الغزالة غزولة .
وكانت الأم والجدة يحذران غزولة من عدم الأبتعاد عن المنزل ، حتى لا تضيع بالغابة ليلا ويأكلها الذئب أو الثعلب ، لم تستمع غزوله لكلام احد من الغزلان ، وفي يوم من الايام خرجت غزولة بمفردها لتلعب بعيدا عن القطيع ، وهنا ابتعدت غزولة عن الغزلان كثيرا ، وهنا وجدت نفسها ابتعدت كثيرا عن القطيع ولا يمكنها العودة إليها حتى حل الليل ، ولم تعد غزولة ترى الطريق بوضوح بسبب الظلام ، أخذت تحاول الوصول الى عائلتها بكل الطرق ولكنها لم تستطع العودة ولم تعد ترى شيء .
الكاتبة منى حارس