قصة الفأرة المسحورة

الكاتب: ولاء الحمود -
قصة الفأرة المسحورة

قصة الفأرة المسحورة.

 

يحكى أن عجوز يعيش في القرية مع ابنائه الثلاثة، وكان الابناء الثلاثة يتمتعون بالوسامة والشكل الجميل، وكان الأب فخورا جدا بأبنائه ويحبهم كثيرا، وفي يوم من الأيام قرر الأب أن يزوج ابنائه لأنهم أصبحوا في سن مناسب للزواج، فجمع أولاده وقال لهم لقد أصبحتم في سن مناسب للزواج، وأريد منكم أن تتزوجوا فتيات مناسبات كزوجات لكم، فأنا أتمنى أن تعيشوا حياة سعيدة مع زوجات صالحات، فقال له ابنه الكبير كيف سنجد فتيات مناسبات للزواج، وقال الابن الأوسط صحيح كيف سنجد الفتيات المناسبات لوحدنا، وقال أصغر الابناء سوف نطيع أوامرك يا أبي لكن أتمنى أن ترشدنا لكي نختار اختيار صحيح ومناسب.

 

فقال الأب سوف أرشدكم لا محالة فلدينا تقاليد وعادات يجب أن تتبعوها، وأستكمل الأب حديثه وقال أقطعوا شجرة من المزرعة بالفأس، ولما تقع الشجرة أنظروا إلى الاتجاه الذي وقعت فيه الشجرة وسيروا في هذا الاتجاه،  لكن قبل قطع الشجرة أن تزرعوا واحدة أخرى بدلا منها، وعليكم أن تقسموا أن تعتنوا بالشجرة الجديدة، وعد الابناء الثلاثة بالحفاظ على الشجرة والعناية بها، فسأل الابن الأكبر عن سبب زرع شجرة قبل قطع الأخرى، فرد الأب لأن الأشجار مهمة لنا يا بني، وعلينا أن نزرع الكثير من الأشجار، وعلى الفور نفذ الابناء أوامر أبيهم الحبيب، فزرع كل واحد منهم شجرة قبل أن يقطع كل واحد منهم شجرة أخرى، فقطع الابن الأكبر شجرة سقطت في اتجاه الشمال، ففرح الشاب كثيرا فهو يحب فتاة تقيم في الشمال وكان يريد خطبتها، فأسرع ليقابل والدها ويخطبها منه، وقطع الابن الأوسط شجرة سقطت في اتجاه الجنوب، ففرح الابن الأوسط لأنه مغرم بفتاة تسكن بلاد بعيدة في اتجاه الجنوب، فحضر الابن الأوسط نفسه للسفر لكي يتقدم للزواج من حبيبته التي تسكن الجنوب، وجاء دور الابن الأصغر فقطع الشجرة فسقطت في أتجاه الغابة، فضحك الأخ الأكبر والأوسط على أخيهم الأصغر، وسخروا منه كثيرا، فقال الابن الأصغر سوف أجد عروسي في هذا الاتجاه لا محالة، ودع الابناء أبوهم الغالي، وسار كل واحد منهم في الاتجاه الخاص به، وتزوج كل من الابن الأكبر والابن الأوسط من الفتيات الموجودات في الاتجاه الخاص بهم، وصل الابن الأصغر للغابة وسار فيها كثيرا لكنه لم يقابل أحد، فجلس ليستريح من تعبه، ثم أستكمل طريقه فوجد في طريقه كوخ، ودخل فيه فوجدوه فارغا، ولكنه وجد فأرة، فقال الشاب لا يوجد أحد هنا، فردت الفأرة عليه وقالت أنا هنا، فقال الشاب أنت فارة ولست إنسانا فسألته ماذا يفعل في الغابة، فقال الشاب أنا أبحث عن عروس لي، فقالت له الفأرة هل تظن أنك ستجد عروسك في الغابة، فقال لها الشاب إذا حالت بجد سأجدها لا محالة، لأنه شيء محبط ألا أجد عروس مثل أخوتي، فقالت له الفأرة لا يوجد بشر في هذه الغابة، فلماذا لا تتزوجني أنا، فقال الشاب أنت فأرة لست إنسانا وكيف يمكن أن تكوني عروسي، فقالت له الفأرة سأكون زوجة صالحة لك سأحبك بصدق، وبعد حوار بين الفأرة والشاب أقتنع الشاب بالفأرة وتزوجها، عاد الابناء الثلاثة لمنزل أبيهم، وأخبر كل واحد فيهم باسم ومواصفات  العروس، ولما سمع الأخوة وصف عروس الأخ الصغر سخروا كثيرا منه، ومرت الأيام وقرر الأب أن يضع كل عروس من زوجات أولاده في اختبار،  وكان الاختبار أن تصنع كل عروس رغيف من الخبز، فوافق الابناء على طلب والدهم، فذهب الأخ الأصغر لعروسه وأخبرها عن الاختبار، فقرعت الفأرة جرسا فأتى مئات الفئران، فأحضرن لها الدقيق الفاخر وصنعت رغيفا من الخبز، عاد كل شاب من الثلاثة لمنزل والدهم وكان كل شاب يحمل رغيفا، فتذوق الأب خبز عروس الابن الأكبر المصنوع من دقيق الذرة، والابن الأوسط قدم رغيف من الشعير، أما الابن الأصغر فقدم لأبيه خبزا مصنوع من الدقيق الأبيض،  فقال الأب يبدو أن عروسك غنية يا ولدي

ففرح الأب بأبنائه وكل عروس خبزت خبز لذيذا، وطلب الأب من كل ابن من ابنائه أن تغزل عروسه شيئا من الصوف، ذهب كل شاب لعروسه، وطلب كل واحد من الشباب الثلاثة أن تغزل عروسه شيئا من الصوف، فغزلت كل عروس شيئا من الصوف حتى الفأرة غزلت، قدم الابن الأكبر لوالده قطعة مغزولة من القطن الخشن، وقدم الأوسط قطعة مغزولة من الكتان، وقدم الابن الأصغر قشرة من الجوز، فضحك أخويه عليه، لكن الأب فتح الجوزة ليجد قطعة قماش ناعمة مغزولة من الكتان، وطلب الأب من ابنائه احضار عرائسهم للمنزل، فأتى الابن الأصغر مع عروسه التي ركبت عربة صغيرة فخمة تجرها الفئران، وفي الطريق وأثناء عبور جسر أتى رجل من الاتجاه المعاكس، وقذف بقدمه العربة الصغيرة في النهر، فغضب الشاب مما حدث لعروسه الفأره، وظل يبحث عن عروسه في النهر لكنه لم يجدها، وفجأة رأى الشاب موكبا كبيرا على جانب النهر، ورأى أميرة جميلة داخل العربة، ونادت الأميرة على الشاب وقالت لقد قبلت بي وأنا فارة، ولا أعتقد أنك سترفضني كزوجة لك بعد أن رجعت لسابق عهدي كأميرة، وعرف الشاب أن الأميرة كانت تحت تأثير تعويذه حولتها لفأرة، ولم تكن ستعود لعهدها السابق إلا عندما قبل بها كعروس له،  وأن تلقى في النهر أيضا  فركب الشاب في العربة مع عروسه لكي يقابلا والده، وبعدها يعودا للمملكة، وعاش كل ابن مع عروسه في سعادة وهناء ورضا.

شارك المقالة:
117 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook