قصة الفيل الأبيض

الكاتب: رامي -
قصة الفيل الأبيض
في مدينة كبيرة في بلاد الهند ، يُحكى أن رجلاً اسمه سنجام ، كان يعمل في غسل الثياب وتنظيفها وصبغها ، كانت واجهة محله ممتلئة دائمًا ، بالثياب النظيفة الملونة ، التي يعلقها بشكل جميل ، وهو نشيط في عمله ، لم يخلف مع عملائه موعد واحد .

الخزاف هلال :
وكان يعمل بالقرب منه الخزاف هلال ، الذي يصنع الأباريق من الفخار ، لكنه كسول وطماع في بيعه ، لذلك لم يكن لديه زبائن كثر مثل جاره سنجام ، حسد الخزاف هلال جاره على عمله ، وقال في نفسه : سوف أعمل مقلبًا سيئًا في جاري !!

موكب السلطان :
وفي يوم من الأيام ، خرج السلطان من السوق ، ومعه موكب من الوجهاء والأشراف ، وكان يركب فيلاً مزينًا بثياب مزركشة ملونه ، وهي التي لونها سنجام ، وقف تجار السوق كلهم أمام محلاتهم يستقبلون السلطان ، كذلك وقف سنجام وجاره هلال .

الخطة الشريرة :
وفكر الخزاف هلال في فكرة خبيثة ، فاقترب من فيل السلطان وقال : أطال الله عمر السلطان ، عندي فكرة عظيمة يا مولاي ، قال السلطان : وما هي فكرتك أيها الرجل ، قال : أرى أن يركب السلطان فيل لا يشبه بقية الفيلة ، قال السلطان : وهل هناك فيل مثل هذا أيها الرجل ؟ ، قال الخزاف : ليس هناك في بلادنا فيلا أبيض ، فلماذا لا يركب مولاي واحد مثله ؟!

أعجبت الفكرة السلطان ، وقال : وكيف نغير لون الفيل ؟ ، فرح هلال عندما سمع هذا السؤال وأجاب بثقة : الأمر بسيط يا مولاي ، ممكن أن يقوم جاري سنجام به ، انظر انظر يا مولاي انه يقف هنا بجانبي .

المكيدة :
سمع سنجام فكرة هلال ، فعرف أنه يدبر له مكيدة ، فأخذ يفكر بسرعة كيف يتخلص من هذه الحيلة ، وبينما هو يفكر في ذلك ، سمع صوت السلطان ، يقول : أريد منك أن تغير لون الفيل ، أريد فيلًا أبيض اللون ، لا يملك أحد مثله ، خاف سنجام من السلطان ، ولكنه تماسك حين خطرت له فكرة !

فقال سنجام للسلطان : يسعدني أيها السلطان أن أقوم بخدمتك ، وهذا أمر سهل ولكني أحتاج إلى شيء واحد فقط ، فرح السلطان بهذا الكلام ، وقال له : اطلب ما تشاء ، وسوف تنفذ كل طلباتك ؟ فقال سنجام : أحتاج إلى وعاء كبير جدًا من الفخار ، أضع فيه الفيل ، لكي أصبغه تمامًا ، كما أفعل مع الثياب .

رد المكيدة على صانعها :
قال السلطان : حسنًا ، من يستطيع أن يصنع هذا الوعاء ؟ .. نظر سنجام إلى جاره هلال ثم قال : ليس هناك إلا جاري الخزاف هلال ، انه أمهر الخزافين ، أحس هلال أن الحيلة قد انقلبت عليه ، وليس بيده إلا الموافقة خوف من غضب السلطان ، فقال هلال : نعم يا مولاي أنا سوف أصنع الإناء الذي طلبه .

صنع الوعاء والكارثة :
جاء اليوم التالي ، فأرسل هلال العمال ليأتوا به من الجبل ، ما يلزمه لصنع الاناء الكبير من الفخار ، وبدأ بصنع وعاء كبير جدًا ، وانتهى منه بعد ثلاثة شهور ، ثم أعطاه لجاره سنجام ، الذي أمر العمال أن يحملوا الفيل ، ويضعوه فيه بعد أن مليء بالماء والصابون ، وما أن وقف الفيل بداخله ، حتى تكسر !!

الخزاف والسلطان :
سالت المياه من الوعاء ، فقال هلال : وعائي وعائي ، لقد كسر وعائي ، رد عليه جاره سنجام ، قائلاً : كان لابد عليك أن تعمل وعاء أكبر وأمتن ، يا جاري العزيز ، عندما علم السلطان بذلك ،أمر الخزاف هلال أن يصنع وعاء آخر وهكذا مرت الشهور ، كلما يصنع وعاء ،ووقف داخله الفيل تكسر ، حتى خسر الخزاف ماله كله ، فذهب الخزاف مسرعًا إلى السلطان ، وطلب منه مقابلته ، وقال له : سامحني يا سيدي السلطان ، إن فكرتي خياليه ، كان عليّ ألا أفكر بصبغ الفيل وتغيير لونه ، فكر السلطان قليلاً ثم سأل الخزاف : حسنًا ، لماذا نصحتني أن أغير لونه إذًا ؟ قل لي وإلا ؟..

خاف الخزاف من عقاب السلطان ، وقال له وهو يرتجف : سامحني سأشرح لك السبب مولاي ، ولكني أطلب منك الأمان أولاً .. قال السلطان : لا عليك ، احكي ما عندك ، فقال الخزاف : اني أحسد جاري يامولاي ، لأنه ناجح في عمله ، وأحببت أن  أنتقم من نجاحه بتلك الحيلة.

الغضب والعفو :
غضب السلطان ، وقال : لابد أن الله قد أوقعك في شر أعمالك ، ثم استدعى السلطان ، صديقنا سنجام وشرح له القصة ، وقال له : هذا جارك الخزاف أراد أن يفعل بك مكيدة ، فماذا أفعل به ؟ ، نظر سنجام إلى جاره الخزاف الذي كان واقف بذل أمام السلطان ، ثم قال : أطلب له لعفو والصفح يا مولاي ، عجب السلطان بقرار سنجام ، وعفا عن الخزاف الذي أصبح صديقًا لسنجام ، بعد أن صار نشيطًا جدًا .

شارك المقالة:
74 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook