قصة القاتل المتسلسل باتريك ماكاي

الكاتب: رامي -
قصة القاتل المتسلسل باتريك ماكاي
يذخر العالم من حولنا ، بالكثير من القتلة منهم من اتبع أسلوبًا واحدًا وثابتًا ، للنيل من ضحاياه وآخر قتلهم بشكل عشوائي ، ولكن الحقيقة الثابتة والعامل المشترك بين هؤلاء ، هو أنهم قد تعدوا على أرواح بريئة ، وأزهقوها بلا مبرر أو سبب واضح ، غير دوافع كامنة ومشاكل نفسية مترسبة بداخلهم منذ الصغر .

وأحد هؤلاء هو باتريك ديفيد ماكاي ، وهو قاتل بريطاني متسلسل اعترف بقتله لأحد عشر شخصًا ، في كل من لندن وكينت في انجلترا ، بين عامي 1974م إلى 1975م .

مولده ونشأته :
وُلد ماكاي في انجلترا بسبتمبر عام 1952م ، وكان الابن الوحيد ولديه شقيقتين ، ولدوا جميعًا لكلمن هارولد ماكاي وزوجته ماريون ، والتي التقى بها هارولد في غيانا وتزوج بها ، وقد عانى ماكاي طويلاً من عنف والده معه منذ الصغر ، حيث كان والده مدمنًا على تعاطي الكحوليات .

توفى والد باتريك وهو في العاشرة من عمره ، إثر تناول والده جرعات عالية من الكحوليات ، مع معاناته من ضعف واضح بعضلة القلب ، وقبيل وفاته أوصى باتريك بأن يكون ، ابنًا صالحًا .

وعقب وفاة والده كان باتريك يمر بصدمة الفقد ، فسار بين الناس يبلغهم أن والده مازال حيًا ، واحتفظ بصورة لوالده ، ولم يحضر جنازته في اسكتلندا ، ثم بدأ في اتخاذ دور الأب بالمنزل ، وبدأ في ضرب والدته وشقيقتيه .

في النهاية اضطرت والدته ، إلى نقل مسكن العائلة ، من دارتفورد إلى جرافيسند ، إلا أن العائلة الصغيرة لم تنعم بالاستقرار ، فقد كان يتم استدعاء الشرطة مرارًا وتكرارًا إلى المنزل ، وتم إيداعه بالكثير من المدارس المتخصصة ومؤسسات الرعاية ، ولكن دون إصلاح! وتوقعت معلمته وضابط الشرطة ، أن يستمر باتريك في أفعاله ، حتى يصبح قاتلاً محترفًا .

جرائم مبكرة لماكاي :
عندما نضج باتريك قليلاً ، بدأ يتعرض لنوبات غضب شديدة ، كان يقوم على إثرها بارتكاب الجرائم ، والتي بدأها بالتعامل مع الحيوانات بقسوة شديدة ، حتى أنه قد وضع سلحفاة صغيرة على نيران الموقد ، وضرب طفلاً صغيرًا على رأسه ، بآلة حادة وانتقل بعدها لسرقة المنازل ، خاصة منازل السيدات المسنات ، أو سرقة الناس بالشارع ، كما حاول قتل والدته وعمته من قبل ولكنه فشل .

لم تتوقف جرائم باتريك عند هذا الحد ، بل حاول قتل صبي صغير ، ولولا تدخل البعض لكان قتله بالفعل ، وقام باتريك بإشعال النيران في الكنيسة الكاثوليكية ، ليمضي بسبب تلك الحوادث مجتمعة ، سنوات مراهقته كلها بين جدران السجون والمؤسسات الإصلاحية ، حيث تم تشحيص حالته بأنه مريض نفسي ، وتوقع الطبيب النفسي ليونارد كار ، أن يتحول باتريك إلى قاتل بارد .

وكان باتريك قد أمضى في مشفى موس سايد ، في ليفربول أربع أعوام كمريض نفسي ، حيث التحق بالمشفى في أكتوبر عام 1968م ، وخرج منها عام 1972م .

جرائم القتل عقب النضج :
مع توجه باتريك صوب مرحلة البلوغ ، بدأ يبدي انبهاره بالجنود النازيين ، ووصف نفسه بفرانكلين بولفولت الأول ، وبدأ في طرح كافة التذكارات النازية داخل شقته ، حيث عاش حياته في لندن ، وكان دائمًا إما في حالة سُكر من الكحوليات ، أو تناول المخدرات .

التقى باتريك في عام 1973م بصديق لوالدته ، هو الكاهن أنتوني كريان في كِنت ، وبعيدًا عن النطاقالذي جمعهما ، قام باتريك بمهاجمة منزل الكاهن ، وسرقة ثلاثين جنيهًا استرلينيًا ، وعلى الرغم من محاولات كريان نفي ما حدث ، إلا أن رجال الشرطة ألقوا القبض على باتريك ، وأمروه بدفع تعويضات ، ولكنه لم يفعل ذلك .

هذا الحادث تسبب في عودة باتريك مرة أخرى إلى لندن ، وفي مارس من عام 1975م ، قام باتريكبقتل الكاهن كريان في منزله بقرية شورن ، حيث قام بقطع رأسه بالفأس ، وجلس يراقبه وهو ينزف حتى الموت ، وعقب إلقاء القبض على باتريك ، ذكر ضباط الشرطة حادث السرقة الذي كان قد وقع ، قبل مقتل كريان بثمانية عشر شهرًا .

بالطبع كان رجال الشرطة ، قد ذكروا الحادث الماضي ، قبل اعتقال باتريك حيث اعتبر هكذا ، المشتبه الأول به ، وعقب إلقاء القبض عليه ، اعترف ماكاي بارتكابه أكثر من 12 جريمة قتل ، علىمدار عامين كاملين ، وكان معظم قتلاه ، من النساء المسنات ، اللاتي قُتلن طعنًا ، أو بالخنق عقب عملية السطو .

تم توجيه تهمة القتل إلى ماكاي ، في خمس جرائم قتل ، وتم إسقاط تهمتين عنه نظرًا لنقص الأدلة ، وبحلول نوفمبر من عام 1975م ، أدين ماكاي بالقتل غير المتعمد ، بسبب مرضه النفسي وتقلصحدود المسؤلية ، فحُكم عليه بالسجن المؤبد .

ولا يزال ماكاي معتقلاً وسجينًا حتى وقتنا هذا ، ويقال أنه واحدًا من بين خمسين متهمًا ، في المملكة المتحدة حكم عليهم بالحياة كاملة ، داخل جدران السجون ، ومن غير المحتمل إطلاق سراحهم على الإطلاق .

شارك المقالة:
135 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook