قصة القرد والدولفين

الكاتب: رامي -
قصة القرد والدولفين
تعد هذه القصة واحدة من حكايات أيسوب الشهيرة التي تشتمل في طياتها على القيم الجيدة فتثبتها والسيئة فتنفر ومنها ، وقيمة هذه القصة هي جزاء الغرور والكذب ، فلا يعقل أن يثاب الكاذب على كذبه وإنما يعاقب حتى يرتدع .

ويُحكى أنه في بلدة بعيدة خرج بعض البحارة في رحلة صيد طويلة ، وكان من عادة البحارة في تلك البلد أن يصطحبوا معهم حيواناتهم الأليفة ، لتسليهم طوال الرحلة التي قد تمتد أسابيعً وشهورًا بعيدًا عن أوطانهم .

وبعد أن أبحرت السفينة مبتعدة عن الميناء ، ظلت تسير عدة أيام حتى تصل إلى وجهتها ، ولكن فجأة هبت ريح عاصفة لم تهدأ ولم تنتهي ، وقد أثرت تلك الرياح على السفينة وطاقم البحارة الموجود على متنها ، حتى أن محركاتها تعطلت ، وأصبحت تتهادى مع الريح ، وفقد البحارة توازنهم ، ولم يستطيعوا السيطرة على السفينة مرة أخرى .

وفجأة عصف الجو أكثر واشتدت الرياح أكثر وهطل المطر أكثر وأكثر ، ولم تستطع السفينة تحمل كل ذلك فانقلبت هي ومن عليها ، وكان بين الحيوانات الأليفة الموجودة بالسفينة قرد مغرور ترجى صاحبه أن يأخذه معه حتى يعود إلى أصحابه ويتفاخر عليهم بمغامراته الغريبة وسفراته العجيبة .

ولما انقلبت السفينة أخذت البحارة تصارع الموج وتحاول النجاة ، كما فعلت الحيوانات أيضًا ، وظن القرد أنه هالك لا محالة ، لولا أن هناك دولفين أزرق جميل ظهر فجأة وظن القرد بشرًا فحمله على ظهره وعام به حتى وصل إلى جزيرة قريبة .

فأخذ القرد يتفاخر ويتظاهر بعلمه بتلك الجزيرة ، فسأله الدولفين إن كان يعرفها ، فقال القرد بكل زهو نعم بالطبع ان ملكها صديقي فأنا أمير من نسل الأمراء العظام ، فصمت الدولفين وكتم شيئًا في نفسه .

وبعدها أنزل القرد من على ظهره ليقف على أرض الجزيرة ، وقال : أنت الآن أمير ولكن يمكنك أن تكون الملك فيها ، وسبح عائدً إلى البحر ، فسأله القرد وهو يسبح عن ما قاله من أمر الملك ، فرد الدولفين قائلًا : تلك الجزيرة خالية لا حاكم فيها ولا ملك ، وأنت الوحيد الآن على متنها ، إذن فلن يكون هناك ملك غيرك .

وكان هذا هو جزاء القرد الذي كذب وادعى أصلًا غير أصله ، كما ادعى معرفة الملك ، واتضح له فيما بعد أن الجزيرة غير مأهولة بأحد سواه ، فكان عقابه أن يحيا وحيدًا عليها دون أن يأنس وحدته أحد .

شارك المقالة:
51 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook