قصة القسم على من أنكر

الكاتب: رامي -
قصة القسم على من أنكر
في أحد الأيام جلس القاضي على كرسيه يشعر بالارتياب في الرجل الذي يقف أمامه ، يسأله عن دينه وينكر الرجل ، قال القاضي البينة على من أدعى والقسم على من أنكر ، وطلب من الرجل أن يقسم على ما قاله ، أقسم الرجل بأنه محق بكل كلمة قالها ، فحكم القاضي بالبراءة .

انصرف الرجل أمام الجميع ، ولكن حين وصل إلى باب المحكمة سقط ميتًا ، شعر الجميع بالصدمة ، لكن في الحقيقة هذه ليست بداية القصة ، بداية القصة كانت قبل هذه الحادثة بعام كامل .

كان هناك تاجرًا كريمًا معروف عنه أنه يخدم من يحتاج إليه ، ويساعد الطالب والمسكين ، في أحد الأيام كان في الوكالة الخاصة به ، ودخل عليه شاب عرفه بنفسه ، وأخبره أن والده كان صديقه وأنه أوصاه أن يذهب إليه في حال احتاج إلى أي شيء .

وفي هذا العام لم يأت المطر وخربت المحاصيل ، وكان الشاب مدينًا للبنك بمبلغ 1500 دينار ، فقامالتاجر وفتح خزانته وأعطى الشاب المال ، وسجل التاجر الدين في دفتره ، ولكن بعد شهور توفي التاجر .

بحثت أرملته في أوراقه وساعدها في ذلك شقيقها الذي كان يعمل محاميًا ، تعرفت الأرملة على كل الأموال التي أخرجها التاجر للناس ، واستردتها جميعًا إلا دين الشاب ، أرسلت إليه أكثر من مرة تطالبه برد المال ، لكنه لم يرد لها خبرًا .

حاولت أن توسط عقلاء المدينة ، لكنه ادعى أنه رد الأموال بالفعل ، وأن التاجر لابد وأنه نسي أن يسجل أنه رد الدين ، أشيع الخبر في القرية ، وانقسم الناس بين أرملة التاجر وبين الشاب .

قررت الأرملة أن ترفع الأمر إلى المحكمة وساعدها شقيقها مجددًا ، بالفعل رفعت القضية وحاول القاضي أن يستجوب الشاب كثيرًا ، كان القاضي يشعر أنه كاذب ولم يرد الدين ، ولكن في مثل هذه القضايا هناك قاعدة واحدة يتم العمل بها ، وهي البينة على من أدعى والقسم على من أنكر .

ولم ينكر الشاب أنه أستدان ولكنه أنكر أنه لم يسدد دينه ، وبالتالي حين أقسم على أنه رد الدين ، حكم القاضي بالبراءة ، وحين توفي الشاب انتهى كل شيء ، وعادت الأرملة منزلها دون شيء لتربي أطفالها .

بعد شهر من المحاكمة كان فصل الشتاء بدأ وكانت الأمطار والرياح تكسر صمت الليل ، كانت الأرملة تنام بين أطفالها حين سمعت طرقات على الباب ، ذهبت لترى من يطرق الباب في هذا الوقت المتأخر .

حين فتحت الباب وجدت امرأة ترتدي جلباب أسود ، وفي يدها طفل لا يتعدى الخمسة سنوات ، لم تمهل المرأة الأرملة أن تقول أي شيء ، قالت لها أنا زوجة الشاب ، كنت أعلم القصة كاملة ، وأعلم أنه لم يرد لزوجك الدين .

طلبت منه أن يرده إليك وإلى الأيتام ، ولكنه رفض ، وعاقبه الله بحياته مقابل المال ، أخرجت المرأة من جلبابها صرة بها مبلغ الـ 1500 درهم ، وضعتهم في يد الأرملة وعادت دون أن تترك للأرملة فرصةأن تنطق بكلمة .

شعرت الأرملة بالدهشة ، ووقفت فترة أمام الباب ترى السيدة والطفل يبتعدان في وسط المطر ، حملت الأموال وعادت إلى فراشها ، وهي تردد أن الديان حي لا يموت ، وأن الله وحده هو من يحمي حقوق الأيتام والمستضعفين ، سامحت الشاب ونامت في فراشها تشعر بنعم الله عليها ورعايته لها ولأطفالها .

شارك المقالة:
51 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook