قصة القصر الهارب

الكاتب: رامي -
قصة القصر الهارب
منذ زمن بعيد عندما كان العالم مليئًا بالسحر لدرجة أنه حتى أصغر الأحجار كان يمكن أن يحمل ألفًا من الأسرار ، كان هناك  قصر على قيد الحياة فقد كان قصرًا مسحورًا و لم يكن أحد يعرف سره ، وبقي على هذا النحو حتى تزوجت الأميرة التي عاشت به أميرًا شابًا ، وكان  هذا الأمير محاربًا شجاعًا وقويًا لكن مزاجه كان سيئًا ، لدرجة أن أقل إزعاج له كان يجعله يمسك بالأشياء من حوله ويكسرها حتى لو كانت الأبواب والنوافذ .

وبعد فوزه الأخير في أحد المعارك  قررت الأميرة الطيبة والجميلة أن تغادر القصر ، وتسافر لكي تتفاوض على السلام  تاركة الأمير يعيش وحيدًا لفترة طويلة ، ولقد تسبب هذا الأمر في ملل الأمير وأصبح  مزاجه السيئ أكثر سوءًا ، ومع مرور الأيام ظهر المزيد والمزيد من العلامات والكسور على جدران وأرضية القصر ، الذي أصبح  قذرًا ومهملاً بعد ابتعاد الأميرة .

وفي أحد الأيام عندما خرج الأمير استيقظ القصر المسحور وهو منزعج ، يفكر في كيفية علاجه من كل تلك الكسور والأوساخ التي تسبب بها الأمير ، وتحرك القصر لأول مرة منذ سنوات عديدة و قرر أن يختبئ خلف تلة بعيدة لكن حجمه كان كبير ، لدرجة أن الأمير لم يستغرق وقتًا طويلاً حتى يتمكن من العثور عليه مرة أخرى .

حاول القصر الهروب عدة مرات مما يفعله الأمير به من إهمال ، لكن الأمير كان يجده دائمًا بسهولة ومن ثم أطلق العنان للغضب ، مما تسبب في المزيد والمزيد من الضرر بالقصر ، وفي إحدى الليالي  بعد أن تعب القصر من تصرفات الأمير أغلق أبوابه ونوافذه بينما كان الأمير نائمًا ، و ركض لعدة أيام وأيام متجاهلاً الأضرار والدمار الذي كان الأمير يتسبب فيه أثناء احتجازه بالداخل .

وعندما توقف القصر وفتح أبوابه أخيرًا اكتشف الأمير أنهم محاطون بالجليد والثلج ، ومحاطون  بأبشع طقس بارد ، فقال الأمير منزعجًا : أوه إنه القطب الشمالي ! كيف يمكنني الخروج من هنا ؟ تساءل الأمير وهو يستكشف محيطه الجديد .

وبعد البحث طيلة الصباح لكي يعثر على أي شيء يساعده ، لم يصل لحل وقرر الأمير العودة إلى القصر للاحتماء به ،  ومع ذلك عندما حاول فتح الباب وجد الأبواب والنوافذ مقفلة ، فطرق على الباب بقسوة لكن كل ما تمكن من فعله هو تدمير يديه شبه المتجمدة ، وبعد فترة فتح الباب قليلاً وركض الأمير باتجاهه ولكن القصر أغلق في وجهه ثانية .

فأخذ الأمير يصرخ قائلًا : قصرٌ غبي ! يبدو غاضبا مني ، كان القصر غاضبًا بالفعل من الأمير وهز كل نوافذه كي يعلمه بذلك ، فصرخ فيه الأمير الغاضب : هل هذه هي الطريقة التي تريدها ؟ حسنا ، استعد لأن هذه حرب وأنا لم أخسر معركةً قط .

وفي الأيام التي تلت ذلك دار بين الأمير والقصر أغرب معركة يمكن تخيلها ، وبينما كان الأمير يحاول الدخول من خلال كسر النوافذ ، قام القصر بكل ما في وسعه لإبعاده وفي منتصف تلك الحرب المجنونة ، بدأ البرد يجمد أقدام الأمير ويكسو جدران القصر .

وعندما تم تجميده بشكل شبه كامل أدرك الأمير الفائز بألف معركة  ، أن الطريقة الوحيدة للفوز بهذه المعركة هي تحقيق السلام ، وهكذا بدأ الأمير بإصلاح القصر والسيطرة على غضبه حتى لا يضر به مرة أخرى ، و سرعان ما أدرك القصر أنه يحب التصليحات أكثر بكثير من القتال الغبي وأن الأمير هو الوحيد الذي يمكنه أن يفعل ذلك .

وسرعان ما فتح القصر أبوابه للسماح للأمير بالاحتماء من البرد ليلاً ، وتنظيفه وإصلاحه في النهار ومما أثار دهشة الأمير أنه اكتشف استمتاعه فعلاً بالإصلاحات التي قام بها ، ولم يبد القصر في هذا الوقت الرائع من جديد ، لدرجة أنه في إحدى الليالي بينما كان الأمير نائمًا ، أغلق القصر  أبوابه وركض على طول الطريق إلى بلاده .

لقد وصلوا قبل وصول الأميرة مباشرةً والتي كانت سعيدة جدًا بحالة القصر ، وبطباع زوجها الأمير التي تحسنت كثيرًا فبعد أن كان يهتم كثيرًا بالحروب والقتال ، بدأ يهتم السلام الدائم وإصلاحات الأمير الدائمة بالقصر وبنفسه كانت تعني أن القصر قد يستأنف نومه الصامت من جديد .

الشيء الوحيد الذي كان يعرفه أي شخص عن هذا القصر الفريد من نوعه ، هو أنه تم اقتطاعه من الحجر وتوزيعه حول العالم ، بعض حجارته يمكن أن تكون جزءًا من منزلك اليوم لذلك لا تدع غضبك وعصبيتك يسببان لك أي ضرر كما حدث مع الأمير الغاضب .

القصة مترجمة عن :
The Runway Palace

شارك المقالة:
61 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook