قصة القط الطائر

الكاتب: رامي -
قصة القط الطائر
كان القط يتسكع تحت أشجار الزيتون حينً يصطاد فراشة وحينً يتسلق جذع زيتونة ، وأغلب الأحيان يتمدد على الأرض في كسل وكانت الحمامة تغني على غصنها الميال في أعلى زيتونة ، يتجاوب غنائها عبر الحقول فيبعث في نفوس الفلاحين البهجة والسرور وكان القط مغرم بغناها ومعجب بأناقتها ورشاقتها إذا ما خطت أمامه على الأرض وكثيرًا ما كان يتودد إليها ويظهر إعجابه بها وبمرور الأيام اكتسب ودها .

فنشأت بين الاثنين صداقة حميمة ، وذات مساءً قال القط للحمامة إنني اتمنى أن أطير وأحلق في الفضاء مثلك فسألته الحمامة لماذا تتمنى أن تطير فأجابها القط أريد أن أرى الدنيا من فوق فلو أن لدي جناحين لطيرت لمسافة بعيدة وتمتعت بمنظر الحقول والقرى من أعلى ، قالت الحمامة الأمر بسيط يا صديقي أن على استعداد أن أعيرك جناحين ، قفز القط من الفرح وقال لو اعرتني جناحيكي فلن أنسى لك هذا الفضل أبدًا .

قالت الحمامة ولكن بشرطين الأول أن تعيدهم إلي بعد ساعتين والثاني ألا تعتدي على أعشاش الطيور في أعالي الأشجار ، عاهد القط الحمامة على ألا يعتدي على أحد وأن يعيد إليها جناحيها بعد ساعتين فوثقت به وسرعان ما خلعت جناحيها وألقت بهما إليه ، ارتداهما وانطلق في الفضاء يحلق بمنتهى السعادة ، ارتفع حتى دنا من السحب ، ثم هبط وأخذ يحوم حول رؤوس الأشجار ويستعرض طيرانه بحركات بهلوانية عجيبة ثم دنا من نخلة باسقة ترفع رأسها في قلب السماء ، اتخذت منها الطيور مكانًا أمينًا لأعشاشها .

فسمع القط الطائر زقزقة الفراخ داخل أوقارها فحط على رأس النخلة أحست به الفراخ فظنت أنه أمها قدمت لإطعامها ففرحت وارتفعت زقزقتها ، لكن المسكينة بدل أن تستقبل طعام أمها استقبلتها أنياب القط الشرس ، انطلق يحوم في الفضاء من جديد فيئست الحمامة من عودة صديقها القط ، فهو إما خان العهد وإما أصابه مكروه .

ففكرت في أن تهبط على الأرض لتحصل على عشاء ولكنها لمحت عقاب يحوم فانكمشت في مكانها ، حتى غمرها الظلام أما القط ظل يحوم حتى أصابه التعب فعاد إلى النخلة والتهم فرخين ، وفي الصباح الباكر استيقظت الحقول وشقشقت الطيور وأخذ النور يبدد بقايا الظلام ، وقتها فتح القط فمه وتثاءب في كسول وعندما لمسته أشعة الشمس وأحس بالدفء فشعر بالنشاط فقفز إلى أحد الأوكار وتناول إفطاره بفرخين آخرين .

ثم انطلق يلعب في الفضاء دوت صرخات الطيور تنبه الجميع إلى خطر عقاب بالمنطقة وكان القط الطائر لا يفهم لغة الطيور فظل يطير وينشر جناحيه بلا مبالاة فانقض عليه العقاب بمخالبه وهوى به على الأرض وقتله أما الحمامة فقد اضطرها الجوع بأن تغمار وترمي بنفسها إلى الأرض ظلت تدب وتلتقط الحب كما تفعل الدواجن وقد يئست من عودة القط وعودة جناحيها إليها ، لكن الله سبحانه وتعالى الذي أوقع خائن العهد في شر أعماله قد أرشدها إلى مصر القط الخائن .

فأسفت كثيرًا وحزنت من أجله أشد الحزن وهي لا تدري أنه خان عهده معها ثم استلمت جناحيها ولبستهما ثم ضمت بقايا رفاته ودفنتها في التراب وطارت لغصن زيتون وهي حزينة ..

شارك المقالة:
60 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook