قصة الكتاب الملعون

الكاتب: رامي -
قصة الكتاب الملعون
قد تجلس لتسترخ قليلاً وتقرأ كتابًا أو تستمع إلى موسيقى ما ، وقد يحالفك الحظ بارتشاف بضع رشفات من قدح من مشروبك المفضل ، ولكن هل تخيلت نفسك ذات يوم ، وأنت جالس قد انتقلت فجأة إلى عالم آخر ، أو دخلت في أحداث غامضة لا تدري كيف أتت إليك أو ذهبت أنت لها ؟

البداية :
تحكي الراوية ما حدث لها ، وهي فتاة في العقد الثاني من العمر تدعى نورجين ، تلك الفتاة الوحيدة والتي تجد في كتب وقصص وروايات الرعب ملاذها ، فهي لا تخرج أو تجلس إلا والكتاب رفيقها .

ولكن هذا النوع المحبب إلى نفسها من فئات الكتب لابد من الحذر منه ، فقد علمت نورجين جيدًا أن هناك العديد من كتب الرعب التي تباع فوق الأرصفة ، قد تكون مؤذية لمن يقرأها ، فالعديد منها به تعويذات حقيقية ، وأخرى تحتوي على طلاسم غريبة لا يدري أحد ما مصدرها تحديدًا ، ولكن نورجين كان عيبها الوحيد هو الفضول ، فضولها القاتل الذي يأخذها ويجرها جرًا نحو هذا النوع من الكتب .

أثناء تجوالها بالسوق عقب مغادرتها الجامعة ، وقعت عينا نورجين على أحد الكتب مكتوب عليه خفايا السحر السود ، بالطبع لمعت عيناها فهاهي غنيمتها لهذا اليوم تتجلى أمامها على هيئة كتاب عن السحر .

سألت الفتاة البائع عن ثمن هذا الكتاب وبقليل من التحايل حصلت عليه بثمن معقول ، ولكن الرجل ابتسم لها بخبث شديد ولمعت عيناه قبل أن تنصرف وهو يقول لها أنصحك ألا تقرئينه ليلاً ، فقد لا تستطيعين النوم مرة أخرى .

سخرت الفتاة في نفسها وقالت كيف يظني مبتدئة إلى هذا الحد ، وكيف له أن يظن بأن مثل تلك الكتب لا يجب أن تقرأ ليلاً ؟؟ غريب أمره هذا النوع تحديدًا من الكتب لا يجب قراءته سوى بعد منتصف الليل .

أحداث مخيفة :
أحضرت نورجين كتابها الذي أسمته الصيد الثمين ، وأنارت إضاءة خافتة للغاية بغرفتها وبدأت في قراءة الكتاب ، كان محتواه عبارة عن طرق مختلفة لتحضير الجان ، تلك الطرق التي طالما بحثت عنها نورجين ولكنها لم تجد سوى وصفات ، كلما قامت بتجربتها ضحكت وسخرت من نفسها ، وقالت أنها طرق غبية ، ولكنها الآن عاودها الفضول بشدة لتجرّب تلك الطرق التي يبدو أنها محبوكة بعض الشيء .

بالفعل نهضت نورجين وأحضرت الأدوات المطلوبة ، ثم بدأت بالتجربة ، لم يكن بالمنزل سواها فقد ذهب والدها وولدتها لزيارة بعض الأقارب ، ولن يعودا سوى في الصباح الباكر من اليوم التالي ، إذًا التوقيت ملائم ، ولكن التجربة تحذّر أن يقع فيها الشخص وهو وحده بالمنزل ، ولكن نورجين تخلت عن كل المحاذير وانطلقت تنفذ تجربتها.

كانت التجربة تقتضي أن تتم في الثالثة بعد منتصف الليل ، وألا تستمر لما بعد الخامسة صباحًا حتى لا يتأذى الشخص ، بالفعل أظلمت نورجين المنزل وبدأت التجربة المخيفة ، وما أن دقت الساعة الثالثة حتى بدأت التجربة وشعرت نورجين بأن هناك كيانًا آخر بالمنزل ، كانت تتحرك على ضوء الشمعة الخافت من حجرة لأخرى ، وهي تنتظر أن تظهر لها المخلوقات والكيانات الغريبة .

بالفعل هي لا تراهم ولكنها سمعت أصوات همسات بجانب أذنيها ، وفي إحدى الغرف لمحت شيء ما بالمرآة ولكنها لم تنظر ، فقد كانت اللعبة تقتضي ألا تنظر بأية مرآه قط ، وما هي إلا لحظات وانطفأت الشمعة من تلقاء نفسها .

حاولت نورجين مرارًا وتكرارًا أن تنير الشمعة مرة أخرى ، ولكنها أبت إلا تظل منطفئة وكان من أهم القواعد التي لا يجب أن يتم خرقها هو ألا تظل واقفًا بالظلام القاتم وحدك لأكثر من ثلاثين ثانية !

بدأت نورجين ترتكب خاصة أنها تعلم بأنها ليست وحدها بالمنزل الآن ، وفجأة شعرت نورجين بمن يلطهما على وجهها في الظلام بيد ثقيلة خشنة ، سقطت الفتاة أرضًا وهي ترتعد خوفًا وظلت تزحف من أجل أن تخرج من المنزل ، ولكن فجأة بدأت الأبواب تفتح وتغلق من تلقاء نفسها ، وشعرت بمن يضع يده على كتفيها ، وما لبثت أن أشعلت الشمعة حتى وجدت نفسها وجهًا لوجه أمام كيان أسود ، بلا أعين وينظر إليها بغضب شديد ، فسقطت الفتاة مغشيًا عليها.

استيقظت نورجين ، لتجد نفسها نائمة بفراشها وإلى جوارها والدتها باكية وأحدهم يقرأ القرآن ، لم تفهم ماذا حدث ولكنها سمعت والدتها وهي تحدث أحدهم بأن من يقرأ إلى جوارها هو الشيخ الثالث الذي يقر بأنها تعرضت لمس ما ، ولا يعرفوا كيف يمكن علاجها.

مضت الأيام ببطء وتشابه مريب ، فكانت نورجين تنام لتستيقظ عقب عدة أيام وهي تصرخ ، وترتعد فرائصها ، حتى اضطر والديها إلى بيع المنزل والمكوث بمنزل جديد كما نصحه الأصدقاء ، وبعض الشيوخ ، وبالفعل ومع استمرار ورديات تلاوة القرآن وحلقات الذكر ، بدأت الفتاة في التعافي روديًا ، وأقلعت تمامًا عن تلك العادة السيئة وذلك الفضول ، الذي كاد أن يودي بحياتها كليًا .

شارك المقالة:
53 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook