يحكى أنه كان هناك معلم حكيم ، يقوم بالتدريس في إحدى المدارس ، وكان ذلك المعلم ، يحرص كثيرًا على الدخول إلى الطلاب ، حتى يلقي عليهم بعض الدروس التعليمية ، التي ستفيدهم في حياتهم ، وبالتالي ، كان يستغل أي حصة إضافية ، للدخول إلى الطلاب ، كما كان الطلاب ، يتحينون حصة المعلم الحكيم بين الآن والآخر ، ويتمنون لو أنه يدخل إليهم ، ليلقي عليهم دروسه النافعة .

وفي يوم من الأيام ، دخل المعلم الحكيم إلى الطلاب ، وبعد أن حيا المعلم الطلاب ، ووقف الطلاب تبجيلًا لمعلمهم ، كان الطلاب يملؤهم الشغف ، ويفكرون فيما سيحدثهم عنه المعلم لهذا اليوم ، نظر المعلم الحكيم إلى الطلاب ، وابتسم إليهم ، ثم أحضر كأسًا ، ووضعه في يده ، ووضع بالكأس القليل من الماء ، ومن ثم وقف المعلم الحكيم ، بين الطلاب ، وتوسط صفوفهم .

بدأ المعلم الحكيم بسؤال ، وجهه إلى طلابه ، قائلًا : ” أيها الأبناء الأعزاء ، هل منكم من يمكنه أن يخبرني ، ماذا يكون مقدار ما يوجد في هذا الكأس ، المملوء بالمياه ، بالجرامات ؟ وعلى الفور ، بدأت الإجابات تتعدد من قبل الطلاب ، فمنهم من يقول 30 جرامًا ، ومنهم من يقول 40 جرامًا ، ومنهم من يقول 80 جرامًا ، ومنهم من تعدى ذلك إلى الـ 100 جرام من الماء ، وبالتالي تفاوتت الآراء ،والتخمينات من قبل الطلاب .

انتظر المعلم الحكيم ، حتى انتهت تخمينات الطلاب ، ورد المعلم الحكيم بهدوء : ” أما عني ، فأنا لا أعرف في الأساس ، مقدار الماء الموجود في الكأس ، ولن أعرف مقدارها بالجرامات بالضبط ، إلا إذا قمت بوزنه ” ، ثم استأنف المعلم الحكيم قائلًا : ” أريد أن أسألكم سؤالًا جميعًا ، ماذا يمكن أيها الطلاب الكرام ، أن يحدث ، إذا قمت برفع كأس الماء ، بعض الوقت ؟ ” .

رفع المعلم الحكيم الكأس ، المملوء بالماء ، ولكن لم يجبه أي من الطلاب ، ثم استأنف المعلم الحكيم ، وأردف يقول : ” ماذا إن تركت كأس الماء ، مرفوعًا هكذا ، لحوالي ساعة إضافية من الوقت ؟ ” ، أسرعأحد الطلاب ، وشارك بالإجابة قائلًا : ” بالتأكيد معلمي الجليل ، سوف تشعر بالألم في ذراعك ” .

رد المعلم الحكيم قائلًا : ” ممتاز ، يا بني ” ، استأنف المعلم قائلًا : ” ماذا أيها الطلاب ، إذا تركت الكأس مرفوعًا هكذا ، لمدة يوم كامل ؟ فرد طالب مسرعًا : ” ستشعر بالتنميل الشديد ، بالإضافة إلى الشد العضلي ، ويمكن أن يؤدي إلى التمزق ، ثم إلى حدوث الشلل ، وسيلزم النقل إلى المستشفى .

فضحك الجميع على ما قاله الطلب ، ثم أردف المعلم الحكيم قائلًا : ” عظيم يا بني ، ولكن أيها الطلاب ، هل تعتقدون أن وزن هذا الكأس ، قد يختلف ؟ فقالوا في صوت واحد : ” لا ” ، فقال : ” فما سبب تألم ذراعي ؟ ” ، فأجاب طالب منهم : ” بسبب طول مدة الكوب ، وهو مرفوع ، لكن إذا قنت بترك الكأس على الفور ، فسيزول الألم ” ، هتف المعلم الحكيم قائلًا : ” هذا ما قصدته بالضبط ، فهكذا مشاكل الناس ، لا تساوي أي شيء ، إذا فكرت في أمرها لدقائق معدودة ، أما إذا طال الوقت .