قصة المعلمة الصغيرة

الكاتب: رامي -
قصة المعلمة الصغيرة
رن جرس الدرس فأسرعت التلميذات إلى الصف وجلسن في المقاعد هادئات ينتظرن قدوم المعلمة وكانت معلمة الصف تناهز الخمسون عامًا ، ولكنها لا تزال حازمة لا تتغاضى عن الشغب ولا تسامح في التقصير وكان شعارها الجد والنظام في الدوام وفي الدراسة ، قال التلاميذ لماذا تأخرت اليوم فقال واحدة المعلمة مجتمعة في الإدارة .

فرحت ليلى الصغيرة وبدأت تتململ في مقعدها وتميل ذات اليمين وذات الشمال ولا تستقر على حال فهي طفلة شقراء مرحة وماهرة في التمثيل وتقليد الآخرين فنالت محبة زملاتها ، وانتهزت ليلى الفرصة وغادرت مقعدها ووقفت في مكان المعلمة على المنصة القريبة من السبورة ، ثم وضعت على عينيها نظارة مثل نظارة معلمتها وحنت ظهرها قليلًا ثم قلدت المعلمة وقالت بناتي الطلبات من تذكرني بدرسنا السابق فانجذبت إليها العيون والقلوب ، قلبت المعلمة الصغيرة شفتها السفلى ثم هزت رأسها وقالت بصوت راعش أريد أصابع أكثر .

كيف نأخذ درسًا جيدًا وقد نسينا درسنا القديم ، وكانت التلميذات ينصتن إليها وهن مسرورات والإعجاب بها ظاهر على الوجوه والعيون ، وفجأة تحولت عنها العيون وكسى الذعر الوجوه وغطت الكفوف الأفواه والتفت ليلي لتكشف الأمر وأبصرت معلمتها واقفة على الباب ، انقعد لسان ليلى وأحمر وجها خجلًا فأطرقت رأسها ولا تدري ماذا تفعل ، ومرت لحظات صمت ثقيلة ، وأفلتت ضحكات مهموسة من هنا وهناك فرفعت ليلى رأسها ونظرت إلى معلمتها ، فرأتها تبتسم وكانت ابتسامتها شمسُ مشرقة أضاءت نفسها المظلمة .

عادت إلى ليلى شجاعتها وقالت معتذرة أنا اسفة ، فقالت المعلمة لا داعي إلى الأسف يا ابنتي فقالت سامحيني على ما فعلت ، فقالت المعلمة لستُ عاتبة عليكِ ، قالت ليلى هل أذهب إلى مقعدي ، قالت المعلمة لن تذهبين إلا بشرط فقالت ما هو قالت المعلمة أن تنضمين لفرقة التمثيل في المدرسة ، فقالت ليلى وهي فرحة موافقة ، فضحك المعلمة وقالت اذهبي الآن إلى مقعدك أيتها المعلمة الصغيرة .

مغزى القصة : عدم توبيخ الأطفال عن كل ما يفعله ومحاولة اكتشاف مواهبهم من خلال تصرفاتهم.

شارك المقالة:
75 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook