قصة الملك الحائر

الكاتب: رامي -
قصة الملك الحائر
في مملكة من الممالك القديمة عاش ملك تعيس كثيٌر الشحم واللحم ، كان يعاني الأمرين من زيادة وزنه فجمع الحكماء ليبحثوا عن حلًا لمشكلته ، فقد كان لا يستطيع المشي والحركة بشكل كبير ، كما أن الألأم لازمته والعلل تجمعت عليه ، وعاش الملك في بؤس وعذاب بسبب جسده العليل .

ولكن للأسف لم يستطيع كل الحكماء أن يفعلوا شيئًا للملك ، فأصابه الغم والهم وعاش في تعاسة عمت أرجاء المملكة كلها ، حتى جاء رجل حكيم متطبب إلى المملكة ، فلما علم الملك بأمره استدعاه وطلب منه أن يعالجه مما هو فيه ، مقابل أن يغدق عليه المال والعطايا .

فقال الطبيب الحكيم : أصلح الله الملك ما أنا إلا طبيب منجم ، دعني الليلة أنظر في طالعك لأعرف نوع الدواء الذي يتوافق معك ، فتركه الملك وأعطاه مهلة حتى الصباح ، فلما أصبح ذهب إلى الملك وطلب منه أن يعطيه الأمان قبل أن يتفوه بشيء .

فأمنه الملك وبعدها قال : الطبيب يا مولاي الملك لقد نظرت في طالعك وهالني ما رأيت ، فقد ظهر لي أنه لم يبق في العمر مثلما مضى ، فطالعك أفصح عن شهر واحد يتبقى في عمرك .

فإن اخترت عالجتك من السمنة ، وإن أردت التأكد من صدق كلامي فاحبسني عندك حتى تتيقن ، فإن كان كلامي حقيقة فأعفو عني وإن كان كذبًا فزد حبسي ، فحبسه الملك واغتم غمًا شديدًا مما سمع .

وبعدها احتجب الملك عن الناس وصار وحده ، كما فقد شهيته للطعام والشراب ، وكان كلما انقضى يوم من أيام الشهر المحتوم ، ازداد الملك حزنًا وغمًا حتى هزل لحمه وبرز عظمه ، وظل الملك على هذا الحال حتى انقضى ثمان وعشرين يومًا من الشهر ، وبعدها قرر الإفراج عن الطبيب قبل أن يأتيه أجله .

ولكن حينما خرج الطبيب امتثل بين يديه وقال : أعز الله مولانا الملك ما أنا إلا عبدٌ ضعيفٌ من عباد الله ، وحاشا لله أن أعلم الغيب والله إني لا أعلم عمري ، فكيف يكون لي علمٌ بعمرك ؟ ، ولكني بحثت فما وجدت دواءً يذيب الشحم ويمحي اللحم إلا الغم .

فلم أقدر على جلب الغم إليك إلا بهذه الحيلة ، لذا أرجو منك مسامحتي على فعلتي التي رجوت بها الخير لك ولمملكتك ، فضحك المال وانفرجت أساريره ، وأجازه على فعلته وأحسن إليه غاية الإحسان .

شارك المقالة:
76 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook