قصة المُنظف الذي حرق الطفلة

الكاتب: رامي -
قصة المُنظف الذي حرق الطفلة
"إن الحرص أمر ضروري من أمور الحياة ، ولابد أن يكون الإنسان حريصًا في كل شيء ؛ لأن الإهمال واللامبالاة قد يؤديان إلى العديد من الكوارث التي لا تُؤمن عواقبها الخطيرة ، كل إنسان في موقعه مسئول ولابد أن يكون على قدر تلك المسئولية ؛ حتى لا يعاني من حوله من إهماله الذي قد يسبب لهم الأذى والضرر .

أصبحت اللغة السائدة في ذلك العصر هي الإهمال وعدم مراعاة العمل بضمير متيقظ ؛ حيث تسبب عدم حرص إحدى شركات المنظفات في حدوث كارثة أصابت واحدة من الأطفال تبلغ من العمر ثلاث سنوات ؛ حيث قامت بفتح غطاء أحد المنتجات والذي يُفتح بكل سهولة ؛ وقامت بتناول بعض الحبيبات من الزجاجة .

أُصيبت الطفلة بحروق مختلفة في فمها ؛ كما وصل الأمر إلى حدوث حروق أخرى بالغة في المريء ، وقامت الأسرة بنقلها على الفور إلى المستشفى لعلاجها من تلك الأعراض الخطيرة التي أصابتها .

أوضح الأب أن الشركة المنتجة لتلك المنظفات الخطيرة ؛ قد استبدلت الغطاء الآمن الذي كان يصعب فتحه بغطاء آخر يسهل فتحه ؛ وكان نتيجة ذلك الخطأ هو تمكن تلك الطفلة ذات الثلاث سنوات من فتح تلك الزجاجة بكل سهولة .

أكد والد الطفلة أيضًا أنه سيقوم بتوكيل محامي من أجل مقاضاة تلك الشركة التي لم تتقن عملها ، ولم تنبه الناس من خطورة تلك المنتجات التي قد تقضي على حياة الإنسان ؛ مما يلزم معاقبتهم قضائيًا .

لم ينته الأمر عند ذلك الحد ؛ بل طالب والد الطفلة وزارة التجارة بأن تقوم بسحب كل المنتجات التي تمثل خطورة على حياة الأشخاص ؛ حتى يتم اتخاذ الإجراءات الأمنية اللازمة للحفاظ على سلامة الأفراد .

وقام الأب أيضًا بمطالبة وزارة التجارة بأن تُلزم تلك الشركة التي تسببت في كارثة ابنته أن تعيد ذلك الغطاء الآمن الذي كان موجودًا في السابق ؛ حتى لا يستطيع الأطفال فتحه ؛ كما طلب بكتابة التحذيرات اللازمة لتوضيح خطورة تلك المنتجات على حياة الإنسان .

تعرضت الطفلة الصغيرة إلى الوقوع تحت وطأة الإهمال الشديد ؛ نتيجة عدم الحرص على تقديم المنتجات الخطيرة بالشكل الدقيق الذي يحمي حياة الأشخاص بشكل عام والأطفال بشكل خاص ؛ حيث أن عقولهم لا تستوعب خطورة تلك الأشياء عليهم .

لا يخلو ذلك الأمر أيضًا من وجود إهمال أسرى ؛ حيث أن الأسرة هي المسئول الأول عن الأطفال داخل نطاق المنزل ؛ لأن الصغار قد يتسببون في الكثير من المصائب التي قد تصيبهم أو تصيب كل الأسرة .

قد يتسبب الإهمال الأسري في حدوث مصائب عديدة تعود عليهم جميعًا بالضرر الجسدي والنفسي والمادي ؛ وهاهي تلك الصغيرة التي احترق فمها ترقد في المستشفى تعاني من الألم الذي يداهمها نتيجة عدم إدراكها لخطورة ذلك المنتج ، وهاهي الأسرة تعاني من ذلك الألم الذي تشعر به ابنتهم ؛ حيث يختلط شعورهم بالحزن على آلام ابنتهم مع شعورهم بالذنب تجاهها ؛ نتيجة وضع ذلك المنتج بمكان كان في متناول يدها .

يؤدي الإهمال وعدم الحرص إلى المعاناة النفسية الشديدة ؛ والتي يشعر بها كل أفراد المجتمع ؛ نتيجة ما قد يُصيبهم من مصائب كبيرة أو ما قد يُصيب غيرهم ، تُعتبر الطفلة ذات الثلاث سنوات مثالًا حيًا لغيرها من الأطفال الكثيرين ؛ والذين قد يصبحوا في مثل موقفها إذا حدث إهمال ، وهناك أيضًا ما قد عانى بالفعل من أمثال تلك الكوارث من الكثيرين الذين راحوا ضحايا الإهمال .

يتوجب على المجتمع بأسره الحرص على أرواح الأشخاص ، وعلى كل مسئول أن يُقدم أفضل ما لديه سواء داخل الحياة العامة ؛ أو داخل نطاق الأسرة ؛ حتى لا تصبح حياة هؤلاء الصغار في خطر .

"
شارك المقالة:
93 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook