قصة النعمان بن مقرن

الكاتب: رامي -
قصة النعمان بن مقرن
يعتبر النعمان بن مقرن من خير رجال الإسلام حيث قضى معظم حياته في الجهاد في سبيل الله ، وحضر الغزوات كلها مع الرسول صلّ الله عليه وسلم ، فكان له ولقبيلته دور بارز في محاربة المرتدين ، وكان قائد لواحدة من أهم معارك المسلمين ضد الفرس وهي معركة نهاوند.

نسبه وإسلامه :
النعمان بن مقرن هو النعمان بن عمرو بن مقرن بن عائذ بن مزينة ، وكانت بيوت قبيلة مزينة تقع بالقرب من المدينة المنورة .

وقد كان يوم إسلامه من الأيام الهامة بالنسبة للمسلمين  ، حيث أنه أسلم هو وعشرة من إخوته ، وكان معهم أيضًا أربعمائة فارس من قبيلة مزينة ، ولم يسبق أن دخل إلى الإسلام هذا العدد في يومًا واحد ، وقال عنهم رسول الله صلّ الله عليه وسلم : إن للإيمان بيوتًا وللنفاق بيوتًا وإن بيت بني مقرن من بيوت الإيمان ، صدق رسول الله صلّ الله عليه وسلم .

بعض مواقفه   :
أخرج ابن شاهين من طريق يحيى بن عطية عن أبيه ، عن عمرو بن النعمان بن مقرن قال : قدم رجال من مزينة فاعتلوا على النبي صلّ الله عليه وسلم أنهم لا أموال لهم يتصدقون منها، وقدم النعمان بن مقرن بغنم يسوقها إلى النبي صلّ الله عليه وسلم فنزلت فيه: {وَمِنَ الأَعْرَابِ مَنْ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَيَتَّخِذُ مَا يُنْفِقُ قُرُبَاتٍ عِنْدَ اللَّهِ وَصَلَوَاتِ الرَّسُولِ أَلا إِنَّهَا قُرْبَةٌ لَهُمْ سَيُدْخِلُهُمُ اللَّهُ فِي رَحْمَتِهِ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ} [التوبة: 99].

فكان النعمان بن منذر رضي الله عنه من الذين حضروا مع النبي عليه الصلاة والسلام جميع الغزوات ، كما شارك أيضًا في حرب المرتدين مع قبيلته في عهد أبو بكر الصديق رضي الله عنه .

وقد أرسله سعد بن أبي وقاص على رأس وفد لدعوة كسرى ملك الروم ، إلى الإسلام وحين سأله كسرى عن سبب رغبة المسلمين في القدوم لبلاد الروم أجاب رضي الله عنه : إن الله رحمنا ، فأرسل إلينا رسولاً يدلنا على الخير ، ويأمرنا به ، ويعرِّفنا الشرَّ ، وينهانا عنه ، ووعدنا إن أجبناه إلى ما دعانا إليه أن يعطينا الله خيري الدنيا والآخرة.

فما هو إلا قليل حتى بدّل الله ضيقنا سعةً ، وذلتنا عزةً ، وعداواتنا إخاءً ومرحمةً ، وقد أمرنا أن ندعوَ الناس إلى ما فيه خيرهم ، وأن نبدأ بمن يجاورنا ، فنحن ندعوكم إلى الدخول في ديننا ، وهو دينٌ حَسَّنَ الحسَنَ كلَّه ، وحضَّ عليه ، وقبَّح القبيح كلَّه ، وحذَّر منه ، وهو ينقل معتنقيه من ظلام الكفر وجوره ، إلى نور الإيمان وعدله ، فإن أجبتمونا إلى الإسلام ، خلَّفنا فيكم، كتاب الله ، وأقمناكم عليه ، على أن تحكموا بأحكامه ، ورجعنا عنكم وتركناكم وشأنكم ، فإن أبيتم الدخول في دين الله ، أخذنا نصر المسلمين عليه في معركة القادسية .

قصة معركة نهاوند :
استشار أمير المؤمنين عمر بن الخطاب أصحابه في اختيار قائد لمعركة نهاوند ، فأشار عليه أصحابه باختيار النعمان بن مقرن لقيادة جيش المسلمين وقد بعث إليه بخطاب قال فيه : فإنه قد بلغني أن جموعًا من الأعاجم كثيرة قد جمعوا لكم بمدينة نهاوند ، فإذا أتاك كتابي هذا فسر بأمر الله وبنصر الله بمن معك من المسلمين ، ولا توطئهم وعرًا فتؤذيهم ولا تمنعهم حقًّا فتكفرهم ولا تدخلهم غيضة ، فإن رجلاً من المسلمين أحب إلي من مائة ألف دينار والسلام عليكم .

فسار النعمان بالجيش وقبل بداية المعركة بعث طلائع من فرسان المسلمين لاستكشاف الطريق ، فلما اقترب الفرسان من نهاوند ، وجدوا خيولهم قد توقفت عن السير ، فنزلوا ليكتشفوا أن الفرس قد نثروا حسك الحديد ليعيقوا تقدم المسلمين .

أرسل الفرسان للنعمان بن مقرن يخبروه بما رأوا ، فما كان منه إلى أن وضع خطة محكمة ، كانت سببًا في هزيمة الفرس ، فقد أمر فرسانه أن يوقدوا نارًا حتى يراها الفرس فيهجموا عليهم ، وبالفعل هجم الفرس على فرسان المسلمين ، فانسحب فرسان المسلمين ، وادعوا الهزيمة ، فما كان من الفرس إلا أن فرحوا بالنصر ، وقاموا بإزالة حسك الحديد من الطرق المؤدية لنهاوند .

عند ذلك هجم النعمان بن مقرن بجيش المسلمين ، وحاربوا الفرس حتى هزموهم ، وفي بداية المعركة خطب النعمان في الجيش وقال لهم إني مكبر ثلاثًا فإذا كبرت الثالثة فإني حامل فاحملوا ، وإن قتلت فالأمر بعدي لحذيفة فإن قتل فلان ، حتى عد سبعة آخرهم المغيرة ، وقد نصر الله سبحانه وتعالى المسلمين في تلك المعركة نصرًا مؤزرًا .

استشهاده :
استشهد النعمان بن مقرن رضي الله عنه في معركة نهاوند ، وقد كان أول شهدائها ، وحين نال الشهادة حمل أخوه نعيم بن مقرن راية المسلمين ، وسلمها لحذيفة وكتم خبر استشهاد أخيه حتى نهاية المعركة .

شارك المقالة:
58 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook