قصة الهاتف

الكاتب: رامي -
قصة الهاتف
دخل المعلم إلى الصف وأمسك الطباشير وقبل أن يكتب عنوان الدرس خرج عدنان من مقعده وتوجه إليه ممسكًا بيده ورقة ، وقال له تفضل يا استاذ خذ هذه الورقة فقد وجدتها في درج مقعدي وقد كتب عليها كلمات غير مؤدبة ، أمسك المعلم الورقة وفتحها وقرأها في سره وكانت علامات الغضب ظاهرة على وجه .

ساد الصمت جو الصف وأفواه التلاميذ مفتوحة وقلوبهم تهبط بسرعة ، كسر المعلم الصمت بقوله جهزوا دفاتر القراءة أمامكم وافتحوها ، فتح التلاميذ دفاترهم بينما راح المعلم يتجول بينهم ، وفجأة وقف عند مروان وأمسك دفتره ، وقارن بين الخط في الدفتر والخط في الورقة ثم رمقه بنظرة قاسية ، خاف مروان واحمرت أذناه .

قلب المعلم صفحات الدفتر وإذ بورقة مقطوعة فوضع الورق التي بيده مكان الورقة المقطوعة ، فاكتشف أنها قطعت من هذا الدفتر فانفجر مروان باكيًا وقال السماح يا استاذ لن أكرر ما فعلت ، أمسك المعلم أذن مروان وقال كم رقم هاتفكم ، فقال 4506035 ، فأكمل المعلم الدرس وانقضى اليومالدراسي وانصرف التلاميذ إلى بيوتهم وفي ذاك اليوم كان مروان على غير عادته ، ما إن دخل منزله حتى جلس قرب الهاتف والخوف ظاهر في عينيه ، فكان ينظر كل مدة إليه .

تذكر مروان ما فعله ما صديقه عدنان وراح يحدث نفسه ، لماذا فعلت هذا عدنان تلميذ مجتهد ، المفترض أن أجتهد لكي انافسه لا أن أغار منه واكتب له عبارات بذيئة ، عض مروان على أظفاره بقوة كأنه يؤنب نفسه ، وفجأة رن جرس الهاتف ، كاد قلب مروان يقفز من بين ضلوعه كالأرنب فركض للهاتف ورفع السماعة وقال الرقم خطأ الرقم خطأ ، ولكنه سمع على الطرف الأخر صوت عمته فقال الحمد لله أنه ليس المعلم ، فقال عفوًا عمتي لم أميز صوتك سوف أنادي لك أمي فإنها في المطبخ ، وبعد قليل ما إن انتهت المكالمة وعاد الرعب يدق في قلب مروان كأنه النمل ، وبينما هو في حيرة يمشي جانب الهاتف فرن جرس الهاتف .

ورفع السماعة وجاءه صوت المعلم وقال له مروان أرجو أن تكون قد أحسست بخطئك ، أنت تلميذ مهذب ويجب أن تبقى كذلك أرجع مروان السماعة إلى مكانها ونظر لقرص الأرقام فبدى له كأنه وجه مدور ولكنه عابس فكر قليلًا ورفع السماعة واتصل بصديقه عدنان ، ومع كل كلمة اعتذار كان قرص الهاتف يتحول لوجهه مبتسم .

شارك المقالة:
57 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook