قصة اليوم الصعب من سلسلة انا وسجى

الكاتب: ولاء الحمود -
 قصة اليوم الصعب من سلسلة انا وسجى

 قصة اليوم الصعب من سلسلة انا وسجى.

 

كان سجي تلعب مع صديقاتها بالمدرسة، وقت الراحة بين الحصص، ووسط ضجيج، وصخب، اللعب حيث كل فتيات المدرسة، بالملعب، والفناء فى ذلك التوقيت يوميا، فذلك وقت الراحة المعتاد. سمعت سجى وصديقاتها صوت بكاء شديد بالقرب منها، وقد تجمع عدد كبير من الفتيات، فأسرعت سجى كباقى الصديقات، لتعلم ما الأمر،؟
فإذا بصديقتهم إسراء تبكى بكاءا شديدا، ويقف بجوارها بعض المدرسات، محاولين تهدئتها، وكذلك احد الأشخاص، (الذى اتضح فيما بعد انه عمها)، فقد أتى لاصتحابها إلى البيت، قبل انتهاء اليوم الدراسى

لكن لماذا؟ ولماذا تبكى إسراء بشدة، وحزن شديد؟ هكذا تساءلت سجى. فأجابتها إحدى الصديقات :- لقد توفت والدة إسراء، وهذا عمها أتى ليكون بجوارها ويبلغها ذلك الخبر المؤلم .

تبدل حال فناء المدرسة بكامله، إلى هدوء تام، وعمت عليه حالة من الحزن، فقد حزنت كل الفتيات( بالفناء) لأجل إسراء ، ففقد الأم امر جلل تنخلع له القلوب الما وحسرة وقهر، اما سجى وصديقات إسراء المقربين، فكان حزنهم اكبر بكثييير، بكت سجى بشدة، وقالت :- لقد مات والد إسراء العام الماضي، و ها هى الان تتوفى أيضا امها، لا حول ولا قوة الا بالله، لماذا تتعرض إسراء لكل هذا الألم، كيف ستعيش حياتها هى واخوتها بدون اب وام، انا حزينة جدا، لا يمكن أن أتصور كيف ستكون حياة إسراء بعد ذلك .

عم الحزن ارجاء المدرسة، وانتهى اليوم الدراسى، وعادت سجى إلى البيت باكية حزينة، وما ان فتحت لها امها الباب، حتى ألقت نفسها بحضنها واجهشت بالبكاء، فزعت الام، لحالة سجى ومدى ما يبدو عليها من الحزن، وسألتها :- ما بك حبيبتي
ردت سجى :- هذا أسوأ يوم فى حياتى، انا حزينة يا امى، لقد ماتت والدة إسراء اليوم، وقد مات والدها بالعام الماضى، اى قهر وحزن ستعيش فيه صديقتي منذ اليوم، انا احبك يا امى، احبك كثيرا، ولا أتصور الحياة بدونك، انت وأبى .

رق قلب الأم وحاولت ان تمسح دموعها وتتمالك نفسها، لتستطيع احتواء ابنتها وتخفيف بعض ما بها من حزن، فقالت الام :-
حبيبتى وجود الأبوين فى حياة الإنسان نعمة كبيرة، ففى وجود الأبوين الدفئ الاجتماعى، والرعاية، والحنان العاطفي، والتربية.، والاحتواء، ففقدهما، او فقد أحدهما بالتأكيد امر جلل، ومؤلم فوق الوصف، لكن لله حبيبتى فى تدبير أمور خلقه حكمة، وما ان يبتلى انسان بفقد نعمة ما حتى يعوضه عنها عظيم العوض، ان عاجلا او آجلا، فالله عدل، وهو بنا رحيم، وما تعيشه صديقتك إسراء الان من فقد والم، قد عاشه أنبياء، ليصنعهم الله علي عينه، فيكون هو حافظهم ووليهم وكافلهم، فأى عوض هذا، وكيف يكون العطاء عندما يكون من الله عز وجل، فهذه السيدة مريم ابنت عمران عليها وعلى نبينا السلام،

فقد ولدت السيدة مريم يتيمة فقد توفي والدها عمران وهي في بطن أمها . ليس ذلك فحسب، بل كانت  أمها لا تستطيع تربيتها لكبر سنها. فكان كل شخص يريد أن يحظى بشرف تربيتها، فعمران أبو مريم كان معلمهم ومن درسهم دينهم وذا أفضال عليهم. وتمنى الجميع رد الجميل فاتفقوا أن يقفوا على مجرى النهر ويرموا أقلامهم (اختاروا القلم لأن أبو مريم كان يعلمهم بالقلم). آخر قلم يبقى في النهر دون أن ينجرف هو الذي يكفلها. فرموا أقلامهم وجُرفت أقلامهم ووقف قلم زكريا أي أنه لم يكن آخر واحد ولكن وقف تماماً في النهر. فرموا مرة ثانية وحدث نفس ماحدث في المرة الأولى أي أن قلم زكريا وقف في النهر. رموا المرة الثالثة فوقف القلم في النهر مرة أخرى. وبذلك قد اختار الله لها زوج خالتها نبى الله، زكريا، ليتكفل برعايتها، رحمة من الله بها. قال الله فى كتابه الكريم

 

بسم الله الرحمن الرحيم

 

(ذَلِكَ مِنْ أَنبَاء الْغَيْبِ نُوحِيهِ إِلَيكَ وَمَا كُنتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يُلْقُون أَقْلاَمَهُمْ أَيُّهُمْ يَكْفُلُ مَرْيَمَ وَمَا كُنتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يَخْتَصِمُونَ) (سورة آل عمران، الآية 44) ، قال تعالى: فَتَقَبَّلَهَا رَبُّهَا بِقَبُولٍ حَسَنٍ وَأَنبَتَهَا نَبَاتًا حَسَنًا وَكَفَّلَهَا زَكَرِيَّا كُلَّمَا دَخَلَ عَلَيْهَا زَكَرِيَّا الْمِحْرَابَ وَجَدَ عِندَهَا رِزْقاً قَالَ يَا مَرْيَمُ أَنَّى لَكِ هَـذَا قَالَتْ هُوَ مِنْ عِندِ اللّهِ إنَّ اللّهَ يَرْزُقُ مَن يَشَاء ] (سورة آل عمران، الآية 37).

 

وزادها الله من كل نعمه، فكلما دخل عليها سيدنا زكريا، يجد عندها طعاما لا يدرى عنه شئ فهو من يرعاها فيتعجب ويسألها من أين لك بهذا يا مريم فترد، هو من عند الله،قالت الام :هكذا حبيبتي عندما يتولى الله الإنسان، يغمره بفضله ونعمه، فيتلذذ بمعية الله وينسى ألم ومرارة الفقد،

وهكذا سيتولى الله سبحانه وتعالى بإذنه، امر صديقتك واخوتها، وستكون حياتها سعيدة ان شاء الله، فالله قادر علي ان يبدل حالها لأحسن  حال،

وسأخبرك لاحقا حبيبتى، بنشأة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، فقد ولد أيضا يتيم الاب، ثم توفت والدته وعمره ٦ سنوات،

شعرت سجى ببعض الراحة، بعد حديث امها، وخف بعض حزنها لأجل صديقتها، وقامت لتتوضأ، وتصلى وتدعى الله، ان يتولى إسراء واخوتها برحمته وعنايته وحفظه، وأن يرحم والدتها ويسكنها فسيح جناته.

شارك المقالة:
112 مشاهدة
المراجع +

الكاتبة منى مطر

هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook