قصة انتهت اللعبة

الكاتب: رامي -
قصة انتهت اللعبة
ليندا تلك النادلة الفقيرة ، يتيمة الأبوين والتي لا مأوي لها ، سوى العمل طوال اليوم ، والعودة إلى شقتها البسيطة في آخر الليل ، تلك الجميلة التي لم تنعم يومًا بالثراء ، ولم تمسك بين يديها الكثير من الأموال .

في أحد الأيام قابلت ليندا شخصًا يدعى جون هيلمان ، كبير السن الثري الذي أعجب بها ، منذ أن وقعت عيناه عليها وعلى جسدها الممشوق ، ووجهها الحسن ، عرض عليها الزواج عقب أن أتى إلى المطعم الذي كانت تعمل به ، عدة مرات متتالية من أجلها ، ووعدها بأن تعيش في قصير كبير ، به الكثير من الخدم ، وطلباتها تعد أوامر واجبة النفاذ .

في أحد الأيام ، عادت ليندا من حفل صاخب بعد منتصف الليل ، ووجدت القصر هادئًا ، فصعدت للطابق العلوي من أجل أن تبدل ثيابها ، ولكنها لم تجد زوجها بالغرفة! فقامت بتبديل ملابسها ، وهبطت إلى الطابق السفلي ، لربما سهر زوجها قليلاً ، ينهي بعض الأعمال .

فتحت ليندا باب المكتب ، لتشاهد أمرًا دفعها للصراخ ، فأتت الخادمة من غرفتها بهلع واضح ، ونظرت لما تنظر إليه سيدتها ، فأطلقت صراخًا عاليًا ، فأتى حارس القصر ، ومن ثم هاتفوا رجال الشرطة .

حضر المحقق ونظر لجثة السيد هيلمان ، الملقاة أرضًا بدقة ، فقد كان الرجل ساقطًا على الأرض وهو مضرج بدمائه ، فأغلق الباب واستدعى الخادمة وسألها عن سيدتها ليندا ، فأخبرته أنها منهارة ولا تستطيع الحديث مع أحد الآن ، فجلس المحقق وطلب من الخادمة أن تعد له ، فنجانًا من القهوة ، ففعلت الخادمة وأتت ، ليجلسها المحقق أمامه ، وبدأ في سؤالها ، بهدوء شديد عن مكان تواجدها في الفترة من السابعة وحتى منتصف الليل ، أجابته لخادمة وهي مرتبكة بعض الشيء ، لأنها في حالة استجواب .

ولكنها تماسكت وأخبرته أنها أنهت أعمال المنزل مبكرًا ، وعندما علمت بخروج السيدة من المنزل لحضور حفل ما ، استغلت الفرصة واستأذنت سيدها ، بالخروج مع صديقها فأذن لها ، فاندهش المحقق وسألها هل يأذن لها سيدها بمثل هذا ، بدون اعتراض فأخبرته أن السيد هيلمان كان رجلاً طيبًا ، ولا يعاملهم بوصفهم خدمًا ، فسألها المحقق أين ذهبت ، فأجابته بأنها كانت بالسينما مع صديقها ، ثم ذهبت لغرفتها وأحضرت تذكرتي السينما ، وأخبرته أنها قد عادت مبكرًا قبل عودة السيدة ليندا ، فبدلت ثيابها ونامت ، ولم تستيقظ سوى على صوت السيدة وهي تصرخ .

سألها المحقق إن كان القصر خدم آخرون ، فأجابته لدينا طاهية ماهرة ، ولكنها لا تبيت مثلي ، فهي تأتي لتحضير طعام الغداء ، ثم تترك طعام العشاء ، وتذهب عائدة إلى منزلها ، ولدينا خادمة أخرى ، ولكنها حصلت على إذن السيد هيلمان بالعودة إلى قريتها ، لسوء الحالة الصحية لوالدتها ، وسمح لها بالمكوث في قريتها ، قرابة الأسبوع منذ صباح الأمس .

هنا ضيق المحقق عينيه ، وقال حقًا لابد وأن الجاني كان يعلم بأن القصر ، ليس به أحد حتى يرتكب جريمته ، في الوقت المناسب جدًا ، وطلب منها أن تصعد للسيدة ليندا وتخبرها أنه لن يعطلها .

أتت ليندا وهي حزينة للغاية ، فنظر لها المحقق وسألها عن مكان تواجدها ، فأجابته فطلب منها تفاصيلاً أخرى عن الحفل ، فانفعلت وقالت له أن جون هو من انتشلها من الشارع ، والفقر وتزوجها ليرحمها من الشقاء ، وأنها لن ترد له ما صنعه معها من معروف بقتله ، ولكن في النهاية حصل المحقق على موعد الحفل ، وأصحاب الدعوة .

جلس المحقق يفكر ، فالحفل بالفعل كان قد أقيم ، وشهد كل من حضره بأن ليندا ، جلست بينهم طول مدة الحفل ، ولم تغادر سوى في النهاية ، فبدأ يفكر في الأسباب خلف عملية القتل .

عقب مرور بضعة أيام ، ذهب المحامي إلى ليندا وطلب مقابلتها على انفراد ، فأتته ليندا وهي تنظر إلى الرجل الذي يرافقه ، ثم اختلت بهما في مكتبها ، وأغلقت الباب خلفهم .

عرفها لمحامي على الرجل وقال لها السيد رالف ، لديه كلام مهم للغاية يجب أن تعلميه ، فتحدث الرجل وقال لها ، بدون الكثير من الأحاديث ، أن رالف أعمل لدى السيد الذي كان يعمل لديه السيد هيلمان ، نعم فقد كان هيلمان أحد رجال شخص ثري للغاية ، وهذا الرجل لديه الكثير من الأعمال غير المشروعة ، ولا يرغب في الظهور على الساحة من الأساس ، فقام بالاستعانة ببعض الرجال ، ممن توسم بهم أنهم سوف يقومون بهذا الدور ببراعة ، وبالفعل كان هيلمان أحدهم .

قام السيد بانتشال هيلمان من الفقر المدقع ، ومنحه المال والخدم والسيارات الفارهة ، في مقابل القيام بأعمال غير مشروعة ، وكان ممنوع أن يتزوج من يقوم بهذا الدور ، إلا أن هيلمان تمسك بالزواج بك ، فسمح له السيد .

والحقيقة أن السيد هيلمان ، لم يملك سنتًا واحدًا خلال حياته ، وبالتالي فكل ما تعيشين فيه من رخاء وثراء ، ليس سوى مجرد شكلاً ظاهريًا ، ولكنه ليس حقيقيًا ، اتسعت عينا ليندا رعبًا ، فأكمل رالف حديثه وأخبرها ، نعلم أن لك يدًا في مقتل هيلمان ، ولكننا لا نملك الدليل ، لهذا يجب عليك الآن تختفين في غضون أيام قليلة ، وسوف نعمل على إلاق ملف القضية ، فالسيد الكبير لا يرغب في حدوث أية مشاكل ، ثم انصرف الرجل تاركًا ليندا خلفه تبكي ألمًا .

صعدت ليندا إلى غرفتها وهاتفت رقمًا ما ، فأتاها صوت أحدهم يسأل بحذر عمن يهافته ، فأجابته أنا ليندا يا مارتن ، وروت له ما حدث معها ، فصرخ فيها أنها قد دفعته لقتل لا ذنب له ، وأنهما لن يستفيدا شيئًا الآن ، ثم أخبرها ألا تهاتفه مرة أخرى ، وأغلق الهاتف ، تاركًا ليندا في حالة من الذهول التام .

مرت الأيام بطيئة ، وظن الخدم أن ليندا حزينة على زوجها الراحل ، ثم غادرت القصر فجأة ، لتظهر بمظهر مختلف وشكل جديد ، في ولاية أخرى ، وتتقدم من صاحب أحد المطاعم ، وتطلب منه أن يدعها تعمل نادلة لديه .

شارك المقالة:
61 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook