المحتوى

قصة بحيرة الأميرات

الكاتب: رامي -
كانت هناك أميرتان جميلتان تعيشان في جزيرة بعيدة ذات أراضي جميلة ، وعندما كانتا لا تزالان صغيرتان تم اختطافهما من قبل ملك معادٍ لوالداهما ، حيث رتب هذا الملك لنقلهما إلى بحيرة منسية حيث تم التخلي عنهما في تلك الجزيرة الصغيرة ، وهكذا كان عليهما البقاء إلى الأبد تحت حراسة وحش البحيرة المرعب .

وعندما تم إسقاط الملك الشرير ومحاكمته من قبل السحرة والعرافين ، أصبح من المعروف أن الأمير الشجاع كان مقررًا له  أن يحرر الأميرات من أسرهن ، وعندما حملت الرياح هذه الأخبار إلى الجزيرة ، ملأت حياة الأميرات بالأمل ، وكانت الأميرة الصغيرة أكثر جمالًا من أختها .

وأخذت تنتظر حبها وأميرها لينقذها ، وكانت تصنع زخارف صغيرة من الزهور والطين ، وتغني أغاني الحب ولكن الأميرة الكبرى لم تستمتع بالانتظار مثل شقيقتها ، وكانت تقول كل يوم “سأفعل شيئًا لمساعدة الأمير على إنقاذي ، أو على الأقل حتى يعرف أين أنا أو يعرف بوجود هذا الوحش الذي بالبحيرة  ، وكيف يواجهه .

فقد كانت الأميرة عازمة على مساعدة الأمير ، وكانت تعمل على هذا كل يوم حيث تقوم بإشعال حرائق الإشارات ، وبناء الأبراج وحفر الأنفاق وألف شيء آخر حتى تساعد الأمير ، ومع ذلك كان وحش البحيرة الرهيب يبذل قصارى جهده لإفساد خططها اليومية .

ومع مرور الوقت شعرت الأخت الكبرى بعدم الارتياح على نحو متزايد ، فقد كانت تعرف أن الأمير سيختار الأخت الصغرى ، لذا شعرت أنه ليس هناك معنى كبير في الانتظار أبدًا ، ومن تلك النقطة ركزت على محاولة الهروب من الجزيرة ومن وحش البحيرة ، ولم تعد تقلق أكثر بشأن الأمير أو ما إذا كان سينقذهم  أو لا ؟

ففي كل صباح كانت تعد خطة هروب مختلفة ، لكن الوحش كان ينجح في تدميرها واستمرت محاولات الهروب وأخذت تزداد يومًا بعد يوم ، ولكنها كانت تنتهي دائمًا بالقبض عليها من قبل الوحش ،  حيث أصبحت كمن يلعب مع الحارس لعبة القط والفأر .

وكانت كل محاولة هروب لها أكثر ابتكارًا وإبداعًا من سابقتها ، وكان كل شكل من أشكال الاكتشاف أكثر دهاءً ودهشةً ، لقد وضع كلًا من الأميرة والوحش الكثير من الجهد والخيال في خططهم في نهاية كل يوم ، والغريب أن الأميرة والوحش كانوا يقضون ساعات طويلة  في الدردشة مثل الأصدقاء ، حول كيفية إعداد كل منهم لإستراتيجيته .

وعندما كان يغادر القمر كانوا يقولون لبعضهم وداعًا حتى الغد ، ويغوص الوحش مرة أخرى في الأعماق المائية ، وذات يوم ودع الوحش الأميرة كعادته لكنه قال لها : غدًا سأسمح لك بالذهاب ، فأنِت فتاة شابة ذكية وشجاعة ، أنتِ لا تستحقين أن تبقي سجينة هكذا .

ولكن في صباح اليوم التالي لم تحاول الأميرة الهرب ، فقط جلست بجانب الماء وانتظرت حتى ظهر الوحش ، فتعجب الوحش وسألها لماذا لم تذهبي ؟ فأجابت الأميرة الكبرى لم أرغب أن أتركك هنا وحدك ، صحيح أنك مخيف وكبير وضخم لكنك أيضًا ذكي ، وتستحق شيئًا أفضل من مجرد حراسة الأميرات ، لماذا لا تأتي معي ؟

فأجاب الوحش قائلًا : للأسف أنا لا أستطيع مغادرة الجزيرة ، فأنا مرتبط بها من خلال سلسلة طويلة وسيكون عليكِ المغادرة بمفردك ، اقتربت الأميرة من الوحش المرعب واحتضنته بكل قوتها ، وبعد أن عانقت الوحش بشدة انفصل الوحش فجأة إلى ألف قطعة ، وخرج من بين تلك القطع شاب نحيف مبتسم ، له نفس التعبير الذكي الذي كان يحمله وحش البحيرة .

وهكذا اكتشفت الأميرات بإنقاذهم للأمير ، أنه كان معهم طوال الوقت و لم يعرفوا أنه كي ينقذهم ، عليهم أولًا أن ينقذوه ولم يكن هذا ممكنًا إلا بفضل الروح والموقف الإيجابي للأخت الكبرى ، ولهذا اختار الأمير الأخت الأكبر  للزواج تاركًا الأخت الأصغر إلى أغانيها وجمالها وحلاوتها ، كي تنتظر الأمير الغبي الذي سيحب فتاة صغيرة جدًا وجميلة فقط .

شارك المقالة:
55 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook