قصة بحيرة الهياكل العظمية المجمدة

الكاتب: رامي -
قصة بحيرة الهياكل العظمية المجمدة
"بعض الأماكن الطبيعية على سطح الكرة الأرضية تحوي ألغازًا لم يستطيع العلماء أو المستكشفون التوصل إلى حلول قاطعة بشأنها ، ومن بين تلك الأماكن نجد بحيرة الهياكل العظمية أو بحيرة روبكوند .

البداية :
تقع بحيرة روبكوند في الهند بالقرب من المنطقة التي تقع فيها جبال الهيمالايا ، وهي بحيرة متجمدة طوال العام وتذوب في كل عام مرة واحدة ، وتغطي الثلوج تلك البحيرة وتحيطها الأنهار الجليدية الصخرية ، بحيث تبدو البحيرة ذات جمال طبيعي خلاب .

ولا تتم رؤية قاع البحيرة سوى مرة واحدة في العام فقط ، خلال أحد الشهور بالسنة وذلك عندما يذوب الجليد كاشفًا قاع البحيرة ، والذي أسفر عن رؤية صادمة للغاية لدى بعض المستكشفين ممن ذهبوا لفحص البحيرة في أحد الأعوام المنصرمة ؛ حيث كشف القاع عن وجود ثلاثمائة هيكلاً عظميًا ، يرقدون جميعًا أسفل المياه المتجمدة طوال العام .

كان المشهد مروعًا حيث تقبع الهياكل العظمية ، لأشخاص ما ماتوا في قاع البحيرة وترقد مئات الهياكل جنبًا إلى جنب بشكل غامض ، تم بذل العديد من الجهود لتفسير أسباب وفاة هؤلاء الراقدون أسفل البحيرة المتجمدة ، أو التعرف على هُويتهم ، وكيف ماتوا ، بالإضافة إلى العديد من الأسئلة التي دارت برأس فرق العمل بشأن هياكل بحيرة روبكوند ، ولا تزال حتى الآن بدون إجابة شافية .

وتقع البحيرة تحديدًا في الجزء السفلي بأحد الأودية الصغيرة المتاخمة لجبال الهيمالايا بمنطقة تشامولي أوتارانشال بالهند ، تلك البحيرة الضحلة للغاية والتي يبلغ أكبر عمق لها حوالي مترين ، والمنطقة ككل تعتبر مزارًا سياحيًا ، بسبب الأماكن والتخييم المتاح في هذه المنطقة .

الاستنتاجات الأولية :
استنتجت التقارير الأولية بشأن الهياكل العظمية ، أنها تعود إلى القرن التاسع عشر ، حيث تم اكتشاف عددًا من الهياكل العظمية في فترة التجمد ، وتم حفر الجليد وتكسيره وانتشال البعض منها ، وبحلول موسم ذوبان الجليد كشفت البحيرة عن كم مهول من الهياكل العظمية غير المعروف إلى من تنتمي .

وكانت أول مرة تم الكشف فيها عن تلك الهياكل إبان فترة الحرب العالمية الثانية ، وكان الاستنتاج المبدئي آنذاك أن تلك الهياكل تنتمي لعددٍ من الجنود ، وربما يكونوا جنودًا يابانيين قد لقوا مصرعهم إثر تعرض بعض العناصر المنتمية للجيش لهم أثناء سفرهم نحو الهند ، ولعل المكان الذي وجدت به تلك الهياكل ساعد البعض على تصديق تلك الرواية .

ولكن عقب إرسال بعض العلماء والمستكشفين وبعض المحققين إلى روبكوند ، أقروا إلى أن الهياكل لا يمكن أن تنتمي إلى الحرب الحالية الدائرة آنذاك ، وأن الرفات قديمة جدًا ، مما أدى إلى تراجع الجهود المبذولة للبحث بشأن تلك الرفات .

وبمرور الوقت ، تبين أن الرفات التي عُثر عليها لا تحتوي على هياكل عظمية فقط ، وإنما ساعدت درجات الحرارة المنخفضة والجفاف ، في الحفاظ على قطع من اللحم البشري للجثث ، والأظافر والشعر ، بالإضافة إلى وجود عدد من القطع الأثرية الخشبية ، والرؤوس الحديدية ، والنعال الجلدية ، والمجوهرات .

الأسطورة المحلية :
وعلى الرغم من عدم وجود أية دلائل تكشف عن أصحاب الرفات التي تم العثور عليها ، إلا أن هناك أسطورة محلية منتشرة بشأنها تروي قصة الملك رجا جاسهافال ، ملك كانوج ، حيث تروي الأسطورة أن الملك رجا كان يسافر برفقة زوجته الحامل راني بالامبا ، وعدد من العاملين في بلاطه وبعض الراقين وآخرين غيرهم ، في رحلة سفر للحج إلى ضريح ناندا ديفي ، وكانت قافلة الحج تنطلق مرة كل اثني عشر عامًا .

وتروي الأسطورة أن القافلة قد تعرضت لعاصفة ثلجية شديدة مفاجئة وحادة ، بالإضافة إلى عدم وجود مأوى لأفراد القافلة من تلك العاصفة القوية ، فهلكت المجموعة بأكملها بالقرب من بحيرة روبكوند ، وعلى الرغم من عدم وجود أدلة لإثبات صحة تلك الأسطورة إلا أن السكان المحليون يروجون لها بشدة ، وقد تتفق بعض الأدلة الاستكشافية معها .

حيث كشفت التحقيقات في عام 2013م ، أن هؤلاء الأفراد من المحتمل أن يكونوا قد قتلوا إثرإصابتهم بعاصفة ثلجية قوية ، حيث تشير الإصابات الموجودة على الهياكل العظمية ، إلى أن الأفراد قد أصيبوا في مناطق الرأس واليدين والكتفين .

مع عدم وجود إصابات في أي أجزاء أخرى من أجسادهم ، كما تم استبعاد تعرضهم لأية انهيارات أرضية ، أو قتل بالأسلحة ، لذلك فتعرضهم لعاصفة ثلجية هو الاحتمال الأرجح لتلك الرحلة المنكوبة ، ولكن لم يتم الكشف إذا ما كانت المجموعة تنتمي للملك رجا بالفعل أم لا .

"
شارك المقالة:
55 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook