كان الرسام وطبيب العظام الناجح ، ستيفان وارد ، في الخمسين من عمره عندما تمت محاكمته عام 1963م ، بتهمة إدارة بيت للدعارة ، وكان الدكتور وارد قد استأجر كوخاً ريفياً من صديقه ، ومريضه اللورد أستور في مقاطعة كليفدن .
تعارف وعلاقات : وفي صيف عام 1961م دعا أستور وزير الحربية في حكومة المحافظين ، جون بروفيومو ، لحضورحفلة في كليفدن ، وعندما وصل بروفيومو الى هناك وجد لدى وارد ضيوفاً ، منهم الملحق البحري الروسي الكابتن ايفانوف ، وفتاة تدعى كرستين كيلر ، وسرعان ما نشأت علاقة عابرة ، بين وزير الحربية البريطاني والفتاة الشابة كريستين كلير.
الصحافة وكشف العلاقات : بعد ذلك ، ذاع اسم كرستين كيلر ، عقب حادث اطلاق نار حدثت بين عشاقها ، ويومها أخذ الصحافيون ، يجرون الأحاديث والمقابلات معها ، فكشفت عن حياتها الخاصة ، وصرحت بأنها قامت بعلاقة مع وزير الحربية بروفيومو ، ومع الملحق البحري في السفارة الروسية ، ايفانوف ، ويومها استدعى بروفيومو في 22 مارس عام 1963م ، للمثول أمام مجلس العموم والإدلاء بإفادتهحول ما يشاع عن علاقته بكرستين كلير ، حيث أنكر وجود تلك العلاقة .
متابعة الصحافة للوزير وعلاقاته : غير أن الصحافة لم تسكت ، وتابعت الحملة على وزير الحربية متسلحة ، بأقوال كلير نفسها مما دعا الوزير إلى تقديم استقالته والاعتراف بأنه كذب أمام مجلس العموم ، لقد هزت الفضيحة حكومة ماكميلان ، غير أن الأنظار تركزت على الدكتور ستيفان وارد الذي يجمع في منزله ، بين بائعات الهوى وبين وزراء والدبلوماسيين وأصحاب النفوذ.
تحقيقات الشرطة : أخذ رجال الشرطة يحققون مع وارد ، فتبين لهم أنه استأجر شقة أيضا لبائعة الهوى ماندي رايس – دافيز التي كانت عشيقة للثري بيترراتشمان ، كما تبين لهم أن وارد كان يأخذ الأموال من كرستين وماندي ، فوجهوا إليه تهمة الاتجار بالدعارة وأحالوه الى القضاء .
المحاكمة : بدأت محاكمة وارد يوم 22 يوليو عام 1963م ، وسط اهتمام شعبي بالغ ، وقد وجهت اليه خمس تهمبتقاضيه أموالاً ، من بائعتي الهوى كلير ورايس – دافيز ، ولكنه أنكر التهم بشدة ، وقال بأنه : كان يسترع منهما على دفعات الأموال التي استدانتاها منه من قبل .
شهادات متضاربة في القضية : بعد ذلك شهدت رونا ريكاردو وفيكي باريت ضد وارد ، ثم تراجعت الأولى عن أقوالها ، واعترفت أنها كذبت بتحريض من الشرطة ، كما أن الثانية روت قصصاً متناقضة وبعيدة عن التصديق ، وصرح وارد بأنهم يريدونه كبش فداء ، لقضية بروفيومو ، كما أن الشهود قبضوا أمولاً من الصحف مقابل القصص التي لفقوها .
المدعى العام ووارد : ثم شكا من أن رجال الشرطة كادو يتسببون أثناء التحقيق معه في إصابته بانهيار عصبي ، فقال : صحيح أنني كنت أجمع في حفلاتي فتيات جميلات ، غير أني لم أكن أتقاضى منهن أموالًا وإذا كان بعض الرجال يقدمون لهن الهدايا والأموال ، فهذا ليس ذنبي .
ولما سأله المدعى العام ، لماذا استأجر شقة لماندي ؟ ، أجاب : لأنها كانت مفلسة ، وعاد المدعى يتساءل : ولكن هناك كثيرات مفلسات لا يجدن من يدفع لهن ايجار شققهن ؟ فقال : هذا صحيح ، فقال المدعى : ألم تكن الحقيقة ، أنك كنت تود تقديم فتيات جميلات لأصدقائك ؟ ، فأجاب وارد : هذا غير صحيح ، كلية .
نتيجة التحقيقات : هذا وقد تبين أثناء المحاكمة أن دخل وارد كان كبيراً بمقاييس عام 1963م ، 4 آلاف جنيه من مهنته كطبيب ، و1500جنيه من رسوماته ، كما تبين أن كلاً من كريستين كيلر ورايس- دايفز ، كانت في 16 من عمرها ، عندما تعرف عليها وارد ، وكانت كلير في الـ 21 من عمرها عندما قابلت بروفيومو .
الحكم والانتحار والوفاة : قبل صدور الحكم ، أقدم وارد على تناول كمية كبيرة من الحبوب المنومة ، نقل على أثرها إلى المستشفي بحالة خطرة ، وقد أصر القاضي على متابعة القضية وحكم بإدانة وارد ، الذي توفي في المستشفي بعد وصوله إلى هناك بثلاثة أيام .
النهاية : وفي النهاية انشغلت الصحافة والناس ، باختفاء أحد الصحفيين ، وهو هارولد من بيروت ، وظهوره المفاجئ في موسكو ، ونسو فضيحة وارد وبروفيومو .
نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) لفهم كيفية استخدامك لموقعنا ولتحسين تجربتك. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط.