قصة بيتر والبجعة السحرية

الكاتب: رامي -
قصة بيتر والبجعة السحرية
كان هناك ثلاثة من الأشقاء الذين يعيشون معًا في منزل بالغابة بعد وفاة والديهمًا ، كان الأخ الأكبر يسمى جاك والثاني فريدريك والأصغر يسمى بيتر ، وكان الأخوين الكبيران يسيئًا دائمًا معاملة الصغير ، ويحملاه اللوم عل كل خطأ يحدث ، فكان يتحمل سوء المعاملة لأنه صغير وضعيف لا يستطيع الدفاع عن نفسه ضد أخويه الأقوياء .

وفي يوم من الأيام بينما كان بيتر يحتطب في الغابة ويجمع الأخشاب ، رأى امرأة عجوز تقترب منه ، وتسأله عن أحواله ومشاكله فحكى لها مأساته التي يعيشها ، فقالت له العجوز : الحل يا صغيري أن تبعد عنهم وتذهب إلى مكان أخر تستطيع فيه جمع ثروتك وتحقيق نجاحك .

اقتنع بيتر بكلام السيدة العجوز ، وفي الصباح التالي ترك المنزل الذي تربي فيه وعاش طفولة سعيدة في ظل والداه ، كان الأمر صعبًا على بيتر في البداية لذا جلس على قمة التل المواجه للمنزل وأخذ يتأمله للمرة الأخيرة ، وفجأة ظهرت المرأة العجوز خلفه وأخذت تربت على كتفه ، وتواسيه قائلة : لا تحزن أيها الشاب فقد كانت إنسانًا جيدًا ، والآن أخبرني ماذا ستفعل الآن ؟

لم يكن بيتر يدري وجهته التي ينشدها أو هدفه الذي سيسعى من أجله ، فقد كان يشعر من قبل أن ثروة ستهبط عليه من السماء مثل الكرز الناضج ، أحست العجوز بما يدور في خلد الشاب فضحكت بلطف وهي تقول : اسمعني إذن سأخبرك بشيء يعود عليك بثروة كبيرة ولكن عدني ألا تنساني حينما تصبح ثريًا .

استمع الشاب جيدًا لنصيحة العجوز ووعدها أنه لن ينساها ، وسيحمل جميلها دائمًا فوق رأسه ، قالت العجوز : عندما تغرب الشمس هذا المساء ، اذهب إلى الشجرة الموجودة عند مفترق الطرق ، ستجد رجلًا مستلقي على الأرض وبجانبه بجعة جميلة ، حرر البجعة وخذها معك ولكن احذر أن توقظ النائم ، وبعدها امشي بالبجعة أمام الناس ، وعند رؤيتها سيقعون في حبها ، وحينما يطلبون ريشة من ريشها اسمح لهم .

فحينما تلمس أصابعهم البجعة ستصرخ ، في تلك اللحظة عليك أن تقول بصوت عالي : أيتها البجعة اقبضي عليهم ، وامشي بالبجعة ومن قبضت عليهم حتى تصل إلى قصر الملك ، وتلك عصا سحرية يمكن أن تستخدمها حينما تصل للقصر .

فقد كانت خطة المرأة العجوز أن يجمع بيتر أكبر قدر من الناس ، ويذهب بهم لقصر الملك حيث تعيش هناك الأميرة الحزينة التي لم يستطيع أي أحد إضحاكها ، وأوضحت العجوز لبيتر أنه لو نجح في إضحاك الأميرة ستهبط عليه الثروة التي كان يتمناها .

وبالفعل حازت خطة العجوز على رضا بيتر ، وعلى الفور ذهب عند الغروب إلى الشجرة ووجد كل شيء كما وصفته العجوز ، فحرر البجعة وأخذها وغادر وبينما هو سائر وجد بعض الرجال يعملون بنشاط وكد ، وحينما رأوا البجعة راق لهم حسنها .

واقترب أحد الشباب يبغي لمسها وسحب ريشة منها ، فلما مد يده صرخت البجعة وعلى الفور قال بيتر مثلما نصحته العجوز ، فقبضت البجعة على الرجل ، وحاول أن يخلص نفسه منها لكن دون فائدة ، مما أضحك الحاضرين على منظرهم .

ومضي بيتر في طريقه والشاب عالق مع البجعة ، وكلما مر بأحد كان يضحك عليهم ، حتى مروا بفلاحة شعرت بالأسف لمنظر الشاب فمدت يدها لتخلصه من البجعة ، فلما لمست يدها البجعة صرخت وعلى الفور قال لها بيتر : اقبضي عليها أيتها البجعة ، فعلقت الفتاة هي الأخرى بالبجعة وأخذ يضحك عليهم كل من رآهم حتى وصل بيتر إلى السيرك المتنقل بالمملكة ، وهناك أخذ يعمل بعض الحيل ببجعته السحرية ، وكان رئيس البلدية واحدًا من الحضور .

فشك أن في الأمر خدعة غبية ومد يده ليلمس البجعة ، فإذا به يعلق هو الأخر ، وظل الحال هكذا حتى علق الكثيرين بالبجعة وأخذت تجري وهما يهرولون خلفها حتى وصلت عند حديقة الملك وهناك كانت تقف ابنته الأميرة ، ولما وقعت عينها على هذا المنظر انفجرت في الضحك بصوت عال ، حتى سمعها الملك وجاء مسرورًا فالأميرة كانت حزينة دائمًا ولم يستطيع أي أحد إضحاكها .

أمر الملك بإحضار ذلك الشاب الذي تسبب في إضحاك ابنته ، بعد أن أطلق صراح كل العالقين ببجعته بالعصا السحرية التي معه ، ومنحة مكافأة كبيرة جدًا من الذهب واللؤلؤ الخالص ، كان قد أعدها لمن يدخل السعادة على قلب ابنته ، وفي هذه الأثناء كانت الأميرة معجبة بالبجعة فمدت يدها لتلمسها فصرخت البجعة ، وعلى الفور قال بيتر اقبضي عليها أيتها البجعة .

ومنذ تلك اللحظة وبيتر والأميرة لم يفترقان ، فقد فاز بها وتزوجها من أبيها الملك ، وبعدها حلقت البجعة في الهواء واختفت بعيدًا ، وصار بيتر رجلًا عظيمًا له شأن في المملكة ولم ينسى يومًا أمر المرأة العجوز التي كانت سببًا في ثراءه ، وعاش بيتر مع الأميرة الجميلة في سعادة وحب بقلعتهم الملكية الرائعة .

شارك المقالة:
49 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook