قصة بيل ونبيل

الكاتب: رامي -
قصة بيل ونبيل
حان وقت نوم بيل ، ولكن معدتها كانت تؤلمها قليلاً فقامت تجلس أمام شرفة المنزل الذي تقيم به ، فإذا بها تلمح قطًا يجري ويتبعه عدد من الصبية ، ومن الواضح أنهم قد آذوه ، ولحسن حظه أنه وجد حفرة صغيرة ، تقع أسفل درج لمبنى عتيق بعض الشيء ، فانطلق نحوها لا ينوي على شيء ودخل بها ، حاول الصبية أن يصلوا إليه ولكنه اختفى ، ولم يستطيعوا هم أن ينزلوا إلى تلك الحفرة ، فانصرفوا جميعًا يضحكون .

صاحت بيل بصوت ناعم اخرج لقد ذهبوا ، فما كان من القط سوى أن رفع رأسه بحذر ليرى من تلك التي تحدثه ، فرأى قطة بيضاء وتمتلئ فروًا ولها عيون زرقاء كالبحر ، جميلة جدًا فنظر إلى جسده الهزيل ، وتلك الجروح التي يمتلئ بها جسده ، وقال لها شكرًا لك ، من الواضح أنك أجنبية ؟

انتبهت بيل إلى أنها هي من تحدثه ، فشعرت ببعض الحرج فقد اعتادت دائمًا على سماع كلمات المغازلة ممن حولها ، ولكنها أجابت أن نعم ، وقالت له لقد أتيت برفقة صديقتي مريم ، نتجول قليلاً في زيارة سياحية للبلد ة وسوف ننصرف عقب عدة أيام ، قال لها أنا نبيل ومن الواضح أنني ليس لي رفيق ، ولكنني من أهل البلدة هذه ، أتمنى لك ولرفيقتك مريم أيامًا جميلة في بلدتنا المتواضعة على جميلتان مثلكما .

أجابته بيل بأنها قد استمتعت بالزيارة جدًا ، فقد زارت بعض دور السينما ، والمتنزهات والمطاعم الفاخرة والحدائق الخلابة ، وأعجبتها كل تفاصيل البلدة فهي جميلة وبحق .

قال لها نبيل نعم كل هذا متاح ، ولكن هناك أيضًا مطاعم قذرة ، ودورات مياه ذات رائحة سيئة ، وأزقة بادرة وجافة لا طعام فيها ولا ماء ، بالإضافة إلى بعض البشر السيئون الذين يحيلون حياة الآخرين ، إلى جحيم مقيم ، فاستنكرت بيل هذا الكلام وقالت له أنها لم ترى هذا من قبل .

قال لها نبيل يا بيل أنتِ قطة مدللة وتعيشين برفقة إنسانة تعمل على راحتك ، فأنت تتمتعين بتكييف في حرارة الصيف ، وتشعرين بدفء بطانية خاصة بك في برد الشتاء القارص ، ولا تتركك صديقتك تنامين دون طعام ، بينما ليس هذا الأمر متوفر للجميع ، ونصيحتي أن تظلين برفقة صديقتك وألا تذهبين مع الغرباء قط .

أعجبت بيل بشجاعة نبيل ، وأخبرته أنها سوف تعمل بنصيحته و، وأنها فقط صعدت على الشرفة لكي تنسى آلام معدتها ، فشعر نبيل بالقلق وسألها عن السبب ، فأخبرته بأنها أكلت كثيرًا من التونة التي وضعتها لها مريم ، على الرغم أنها قد أخفت عنها باقي الطعام ، فلم يرد نبيل أن يخبرها بأن معدته تؤلمه ولكن بسبب الجوع .

حتى لا يبدو شحاذًا أمامها ، فسألها عن معنى اسمها ، قالت له هو اسم فرنسي معناه الجميلة ، وقد أسمتني رفيقتي نسبة إلى بطلة قصة الجميلة والوحش  ، فقد كانت تحمل اسم بيل ، فمزح معها نبيل وقال لها إذًا أنا الوحش بالقصة.

قال لها نبيل محاولاً تغيير الموضوع ، انظري إلى القمر يبدو كقطعة جبن في صحن ، ومستدير كرغيف خبز ، ويضيء كالفرن الذي يتم فيه إعداد الطعام ، فقالت له بيل متأملة القمر حقًا إنه رائع ، بياضه يشبه فروتي البيضاء ، ومستدير ككرتي البيضاء التي ألعب بها .

حزن نبيل على حاله ، وهو يستمع إلى وصف المشهد من وجهتي نظريهما ، فقال لها بيل احرصي على ألا تتركك رفيقتك ، وكوني بخير من أجلي ، وإذا ما أردتِ شيئًا يمكنك أن تصيحين باسمي ، فسوف أكون في خدمتك ، وانطلق مسرعًا لتنطفئ أضواء الغرفة ، فتدخل بيل من الشرفة إلى أحضان رفيقتها التي تعتني بها ، وتوفر لها كل سبل الأمان .

شارك المقالة:
69 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook